بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

10 أبريل 2024 /شبكة الصين/ يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ65 للقضاء على نظام الأقنان في الصين، حيث أنهت البلاد نظام الأقنان الإقطاعي منذ عام 1959، واعتبرت الهيئة التشريعية الإقليمية يوم 28 مارس من كل عام تاريخ تحرير الأقنان، وقبل أكثر من ستة عقود قامت الصين بتحرير مليون شخص من هذا النظام في منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم، وكان هذا العدد لآخر أقنان في البلاد يمثل في ذلك الوقت حوالي 90% من سكان هذه المنطقة. وقد اعتبرت الصين هذا النظام غير قانوني وأنه شكل من أشكال الاستغلال البشري، وعملت البلاد على تنمية هذه المنطقة التي كانت فقيرة للغاية في ذلك العهد، ليشكل النظام الحديث قفزة نوعية في المسيرة التنموية للمنطقة، والتي سجلت معدل نمو سنوي بحوالي 8.6% منذ العقد الماضي حتى الآن، وهو ما جعلها تكون من بين أهم المناطق الصينية من حيث التنمية المحلية. وقد خلدت الصين ذكرى القضاء على نظام الأقنان الاقطاعي في البلاد من خلال إقامة قاعة تذكارية تعرض عملية تحرير أكثر من مليون شخص، وتوجد هذه القاعة في مدينة لاسا حاضرة منطقة شيتسانغ بجنوب غربي الصين، ويمكن لمختلف الزوار والسكان معرفة العديد من المعلومات حول هذا الحدث الهام في تاريخ شيتسانغ باللغة الصينية أو كما يُطلق عليها اسم "سقف العالم" نظرا لعلوها المميز.

منذ عام 1959، شهدت منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم تغيرات هامة في كامل أرجائها، حيث توحد الحزب الشيوعي الصيني مع أبناء القوميات المختلفة في شيتسانغ، وتم القضاء التام على نظام الأقنان الإقطاعي وتم حل الحكومة الرجعية في ذلك الوقت وأصبح جميع السكان سادة أنفسهم وعملوا جميعا على بناء منطقة متناغمة توفر حياة كريمة للجميع على حد سوى، وهذا يجعل من المنطقة الآن آمنة وعصرية فيها أكثر من 120 ألف كيلومتر من الطرق العامة وتتميز بمناطقها الخضراء الإيكولوجية ذات المستويات العالمية، كما تساهم المنطقة بشكل فعّال في تعزيز التنمية العالية الجودة للحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، وتُعتبر شيتسانغ أكبر منطقة في الصين من حيث مساحة المحميات الطبيعية ويوجد فيها "هضبة تشينغهاي-شيتسانغ" وهي الأعلى في العالم، وجبال الهمالايا وقمة تشومولانغما وفيها العديد من الأنهار الجليدية وأكثر من 1500 بحيرة.

عملت الصين في العصر الحديث على تعزيز الخطط التنموية في مختلف المناطق، وقد حققت أهم هدف للأمة الصينية والمتمثل في القضاء على الفقر المدقع في كامل البلاد، وقد شملت هذه الخطة أيضا منطقة شيتسانغ. كما بذلت الحكومة الصينية جهودا كبيرة للنهوض بجميع أنحاء منطقة شيتسانغ، حيث شملت الخطط الوطنية العديد من المجالات التي تشمل التنمية العالية الجودة في شيتسانغ، وتعزيز الاستثمار المحلي عبر مشاريع رئيسية تهتم بالاقتصاد والتنمية الاجتماعية، وقد سجلت المنطقة قفزة شاملة على جميع الأصعدة، أهمها الدخل الفردي والبنية التحتية وقطاع الاتصالات والتوظيف والطاقة والصناعة الخضراء والسياحة وغيرها من المجالات الأخرى.

شهدت منطقة شيتسانغ منذ بداية الإصلاح الديمقراطي العديد من الإنجازات الهامة، وقد حققت المنطقة نتائج مميزة في تنميتها وأصبحت الآن نقطة مضيئة في المسيرة التنموية الناجحة في البلاد، وتعمل الصين حاليا على مزيد تطوير هذه المنطقة وجعلها تلعب دورا هاما في التنمية الوطنية، حيث لم تقتصر الصين على القضاء على نظام الأقنان وعلى الفقر المدقع في شيتسانغ، بل تقوم الآن بتنفيذ مشاريع عالية الجودة فيها، لتوفر حياة رغيدة لمختلف سكان هذه المنطقة.