22 مارس 2024 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة "ماني توداي" الكورية الجنوبية مؤخرًا مقالًا يشير إلى أن الدولة التي تولي أهمية كبيرة للبحث والتطوير في العالم هي بالتأكيد الصين. ومع شن الولايات المتحدة حرباً تجارية ضد الصين، بدأت الأخيرة تسريع استثماراتها في البحث والتطوير. وخلال أعمال الدورتين الوطنيتين الصينيتين اللتين عقدتا مطلع الشهر الجاري، أعلنت الصين أن مخصصات العلوم والتكنولوجيا على المستوى المركزي لعام 2024 تبلغ 370.8 مليار يوان، بزيادة قدرها 10%. وفي تناقض حاد مع الزيادة التي حققتها الصين بنسبة 10%، خفضت حكومة كوريا الجنوبية تمويل البحث العلمي بنسبة 14.7% هذا العام.

وفي عام 2023، تجاوزت استثمارات الصين في تطوير العلوم والتكنولوجيا 3.3 تريليون يوان، بزيادة قدرها 8.1% عن العام السابق، لتحتل المرتبة الثانية في العالم. ومع النمو السريع للاستثمار في البحث والتطوير، ارتفعت حصته في الناتج المحلي الإجمالي الصيني من 2.18% في عام 2018 إلى 2.64% في عام 2023. ورغم أن إنفاق كوريا الجنوبية على البحث والتطوير يمثل نسبة أعلى من الناتج المحلي الإجمالي، فإنها أدنى كثيراً من الصين من حيث إجمالي الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا.

وحقق التطور العلمي والتكنولوجي في الصين تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، وسجل عددا من الإنجازات الأصلية الكبيرة في مجالات مثل تكنولوجيا الكم، والدوائر المتكاملة، والذكاء الاصطناعي، والطب الحيوي، والطاقة الجديدة. وجرى تشغيل أول محطة للطاقة النووية من الجيل الرابع في العالم رسميًا، وتشغيل الطائرة الكبيرة C919 تجاريًا. وحققت "المنتجات الثلاثة الجديدة" - مركبات الطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم والوحدات الكهروضوئية - حققت جميعها معدلات نمو مرضية للغاية في الصادرات العام الماضي.

وتجري وزارة العلوم والتكنولوجيا والمعلومات والاتصالات في كوريا الجنوبية مقارنة بين التقنيات الأساسية لخمس دول ومناطق رئيسية (الولايات المتحدة والصين وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية) كل عامين. وأوضح تقرير "تقييم مستوى التكنولوجيا" الصادر أن الصين تفوقت على كوريا الجنوبية عام 2022 في مجالات مثل تكنولوجيا الطيران والاتصالات الكمية والذكاء الاصطناعي، والتي تعتبر محركات مهمة للنمو الاقتصادي المستقبلي. وهذا يدل على أن الاستثمار الضخم للحكومة الصينية في البحث والتطوير بدأ يؤتي ثماره، وقد أعطى هذا كوريا الجنوبية شعورا خطيرا بالأزمة.

كما أن التقدم الذي أحرزته الصين في طلبات براءات الاختراع واضح أيضًا. فقد أظهرت إحصائيات إيداع الملكية الفكرية العالمية لعام 2023 التي أصدرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية مؤخرًا أنه من بين إجمالي عدد طلبات براءات الاختراع الدولية لمعاهدة التعاون بشأن البراءات العالمية، لا تزال الصين تحتل المرتبة الأولى بـ69,610 طلبات. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية، تليها اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا.

ومن حيث مقدمي الطلبات، تحتل شركة هواوي الصينية المرتبة الأولى في العالم بعدد 6,494 طلب براءة اختراع دولية بناء على معاهدة التعاون بشأن البراءات، وتحتل شركة سامسونغ الكورية الجنوبية المرتبة الثانية، فيما تأتي شركة كوالكوم الأمريكية وشركة ميتسوبيشي اليابانية في المرتبتين الثالثة والرابع على التوالي. وإضافة إلى هواوي، تضم المراكز العشر الأوائل شركات BOE وCATL وOPPO الصينية. وتغطي هذه الشركات صناعات متعددة مثل شاشات العرض والبطاريات والهواتف الذكية.