بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

19 مارس 2024 /شبكة الصين/ تعمل الصين على توفير حياة أفضل للشعوب وتعزيز التبادلات والتعاون مع مختلف الدول، وفي هذا الإطار اقترحت الصين عدة مبادرات ومنصات عالمية تعود بالنفع على الجميع، من أهمها مبادرة "الحزام والطريق" والتي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، وأيضا مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وتسعى هذه المبادرات إلى تعزيز الاقتصاد العالمي وتوفير الأمن والاستقرار للجميع وسط احترام مختلف الحضارات وتعزيز القيم المشتركة بين الشعوب. وقد اقترح الرئيس الصيني في 15 مارس 2023 لأول مرة مبادرة الحضارة العالمية وذلك خلال كلمة ألقاها في حوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية في بكين، تحت عنوان "يدا بيد على طريق التحديث"، بحضور قادة أكثر من 500 حزب سياسي ومنظمة سياسية من أكثر من 150 دولة، حيث طرح شي جين بينغ هذه المبادرة لتعزيز التضامن والتعاون بين مختلف الشعوب والحضارات، وتطوير مكاسب الحضارات وتعزيزها.

تُعتبر الحضارة الصينية الممتدة لآلاف السنين من أهم الحضارات الإنسانية وأعرقها، وقد ساهمت الصين عبر اقتراح مبادرة الحضارة العالمية في امتداد وتواصل التعاون بين مختلف الحضارات، حيث يمكن تطوير التبادلات بين الأمم عبر التعلم والتعاون الثنائي المشترك. كما أعربت الصين في مختلف المناسبات عن أهمية تعزيز السلم العالمي، حيث تدعو الصين مختلف الدول التي تشهد تجاذبات أو صراعات، إلى الحوار والتفاوض السلمي بدلا من إشعال نيران الحروب والنزاعات. لذلك فإن اقتراح مبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الأمن العالمي هي مبادرات ذات أهمية كبرى في وقت يشهد العالم العديد من الصراعات الجيوسياسية في مختلف المناطق.

تقوم مبادرة الحضارة العالمية على جوهر يشمل العديد من النقاط أهمها احترام تنوع الحضارات والحفاظ على مكاسبها وأيضا تعزيز التبادلات والتعاون بين الشعوب ونشر السلم والتسامح بين الحضارات مع احترام مختلف الأيديولوجيات. وقد أكد شي جين بينغ على أهمية التعاون المشترك ضمن مبادرة الحضارة العالمية لتحقيق مكاسب عالمية تعود بالنفع على الجميع من خلال قوله "إن تفتح زهرة واحدة لا يعني قدوم الربيع، لكن عندما تتفتح مائة زهرة معا تمتلئ الحديقة بالربيع". وقد رأى عديد من الدول والمنظمات العالمية أهمية هذه المبادرة عبر الانضمام إليها والتعاون في إطار أهدافها. حيث تعمل المبادرة على خلق عالم أفضل للجميع، وقد برهنت الصين أنها نموذج يُحتذى به في توفير الأفضل لشعبها وذلك بعد نجاحها في القضاء على الفقر المدقع في كامل التراب الصيني، حيث قدمت الصين نموذجا فعليا للقضاء على الفقر يمكن لبقية الدول الأخرى الاستفادة منه حسب ما يتماشى معها.

أبرزت الصين من خلال مقترحاتها ومبادراتها المتعددة دورها الهام على الساحة الدولية، حيث تلعب الصين دورا كبيرا في البحث عن حلول لمختلف القضايا الساخنة وتعزيز الأمن والتعاون على المستوى العالمي، وهو ما برهنته الصين عبر نجاح دور الوساطة في الملف السعودي-الإيراني، إذ حققت بكين نجاحا تاريخيا في مارس 2023، كما تدعو في مختلف المناسبات إلى أهمية التفاوض ورفض الحروب بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والأزمة الأكرانية، وكل ذلك يساهم في تحقيق السلام وازدهار الحضارة العالمية. كما ساهمت أيضا الصين عبر مبادرة الحضارة العالمية إلى تعزيز التعاون بين مختلف الحضارات من خلال إقامة عدة منتديات وآليات تعاونية لدعم التبادلات الشعبية والثقافية والتي تقدم مستقبلا أفضل لجميع.