share
arabic.china.org.cn | 13. 03. 2024

الذكرى السنوية الأولى لنجاح الوساطة الصينية في الملف السعودي-الإيراني

arabic.china.org.cn / 10:29:37 2024-03-13

بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

13 مارس 2024 /شبكة الصين/ تتميز العلاقات الصينية-العربية بأهمية كبيرة على الساحة العالمية، حيث تعود هذه العلاقات إلى أكثر من 2000 عام، وتواصلت هذه العلاقات في التطور والتعاون حتى يومنا هذا، فالصين تُعتبر أهم شريك تجاري لأغلب الدول العربية، وبدورها ترى الدول العربية شريكا هاما ودولة ذات مكانة بارزة على المستوى العالمي اقتصاديا وسياسيا، وقد برهنت الصين أهميتها على المستوى السياسي عبر نجاح الوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران، حيث قد نجحت الصين في 10 مارس 2023 في تحقيق "مصالحة تاريخية" عبر الإعلان عن اتفاق بين طهران والرياض وإعادة العلاقات الدبلوماسية وكسر الجمود الذي امتد بينهما منذ عام 2016، إن هذا الاتفاق عبارة عن "نصر للحوار والسلام" بوساطة صينية.

لقد نجحت الصين في تحقيق نتائج مهمة في الملف السعودي-الإيراني بعد سلسلة من المحاولات، حيث أعلنت بكين عن استعدادها للتوسط بين الجانبين منذ عام 2017 ثم أقامت العديد من المباحثات خلال عامي 2021 و2022، لتستكمل المباحثات في 2023 وتتوصل إلى نتيجة إيجابية ترضي جميع الأطراف، وهو ما يُعتبر نجاحا هاما للصين في منطقة الشرق الأوسط والأول من نوعه في المنطقة بوساطة صينية. ويعود هذا النجاح إلى عدة أسباب، أبرزها العلاقات الممتدة التي تربط الصين بالدول العربية وأيضا العلاقات التجارية الهامة بين الصين ودول الشرق الأوسط بالإضافة إلى "التاريخ السلمي" الذي يربط الصين ببقية هذه الدول، حيث لم تشهد هذه البلدان أي تجاذب أو حروب عبر التاريخ مع الصين، كما أن إيران فقدت ثقتها في الولايات المتحدة الأمريكية حول هذا الملف، بينما كسبت الصين ثقة إيران وخاصة مع تحقيق تعاون تجاري هام بين البلدين، فالصين هي أهم شريك تجاري لإيران.

لقد أبرزت الصين من خلال جهودها ودورها الذي لعبته في الملف السعودي-الإيراني على أن التعامل مع القضايا الشائكة يمكن أن يُحَل عبر الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف وأنه يمكن تخفيف التصعيد عبر تقريب وجهات النظر، وهو المبدأ والحل الذي تدعو إليه الصين دائما في جميع القضايا الساخنة في العالم. كما تدعو سياسة الصين الحديثة إلى تعزيز الترابط والتعاون وخاصة ضمن مبادرة "الحزام والطريق" للتعاون الممتد عبر مختلف المناطق والقارات في العالم، وهو ما يزيد من تسهيل ونجاح التعاون بين مختلف البلدان. وقد أكدت الصين بشكل واضح على أنها تتبع سياسة التعاون السلمي وأنها قوة سلام عالمية وليست قوة للصراع والتجاذبات في العالم، وذلك يساهم في السلام العالمي وفي السعي لتوفير حياة أفضل لمختلف الشعوب.

لاقت الوساطة الصينية في الملف السعودي-الإيراني ترحيبا كبيرا من قبل مختلف الأوساط العالمية، حيث إن هذه الخطوة تساهم في تخفيف التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتدعم أيضا استقرار هذه المنطقة، كما يمد هذا النجاح المزيد من الأمل في تحريك العديد من الملفات الأخرى وفي تحقيق المزيد من الاستقرار العالمي، وبذلك تعزيز التنمية في مختلف المناطق وخاصة أنه مع توفير الأمن والاستقرار يمكن تطوير بيئة تعاون عالمية تعود بالنفع على بلدان وشعوب العالم. 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号