11 مارس 2024 / شبكة الصين/ اقترح "تقرير أعمال الحكومة" لهذا العام تنمية وتوسيع الاستهلاك الجديد والعمل بنشاط على تنمية نقاط نمو استهلاكية جديدة مثل المنازل الذكية والترفيه والسياحة والأحداث الرياضية والمنتجات العصرية المحلية. وتعتقد وسائل الإعلام الدولية أن توسع الصين في الطلب المحلي وتعزيز الاستهلاك سيؤديان إلى مزيد من انتعاش الاقتصاد العالمي.

اهتمام بإعفاء ست دول من تأشيرة الصين

خلال الدورتين الوطنيتين لهذا العام، أعلن وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، ردا على سؤال أحد الصحفيين، أنه اعتبارا من 14 مارس الجاري، ستواصل الصين تنفيذ سياسة الإعفاء من التأشيرة لست دول (سويسرا وأيرلندا والمجر والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورغ). وجذب هذا الخبر على الفور اهتمامًا واسع النطاق من وسائل الإعلام الدولية.

وأفادت صحيفة "هنغاريا توداي" المجرية أن الصين ستجرب سياسة الإعفاء من التأشيرة لمواطني المجر، وتعد السياحة واحدة من أنجح مجالات التعاون بين البلدين. مضيفة أنه في العام الذي سبق تفشي كوفيد-19، زار 277 ألف سائح صيني المجر. وفي العام الماضي ومع انتعاش السياحة بعد الجائحة، وصل العدد إلى ما يقرب من 100 ألف مرة أخرى.

وذكرت "ذا جريك ترافل نتورك" اليونانية أن السياسة الجديدة توفر الراحة للأفراد من الدول المعنية للسفر إلى الصين وتعزيز العلاقات الوثيقة بين الجانبين. ويتوقع أن تعزز هذه الخطوة انتعاش سوق السياحة الداخلية في الصين.

انتعاش السياحة يرفع التوقعات بالاقتصاد الصيني

لا تستمر السياحة الداخلية في التعافي فحسب، بل إن تواتر سفر الصينيين إلى الخارج يتزايد أيضًا تدريجيًا. وأشارت "بلومبرغ" إلى أنه خلال عطلة عيد الربيع لعام التنين، "تحظى وجهات مثل تايلاند وفرنسا وأستراليا بشعبية كبيرة بين السياح الصينيين".

وتوقع مركز الأبحاث البريطاني "أكسفورد إيكونوميكس" أن عدد سفر الصينيين إلى الخارج في عام 2024 سيكون ضعف نظيره في العام الماضي تقريبا. واعتبارا من عام 2026 فصاعدا، سيصبح سفر الصينيين إلى الخارج القوة الدافعة الرئيسية للسياحة العالمية مجددا.

وفي الوقت نفسه، فإن سوق السياحة المحلية في الصين حيوية وجذابة جدًا أيضًا. ففي الشتاء الماضي، لم تكن المدينة السياحية الأكثر شعبية في الصين سوى مدينة هاربين حاضرة مقاطعة خيلونغجيانغ شمال شرقي الصين. كما اجتذب اقتصاد الجليد والثلج في الصين، ممثلا بهذه المدينة، اهتمام وسائل الإعلام الدولية، حيث أشار تقرير "سي إن بي سي" الأمريكية إلى أن سياحة الجليد والثلج أعطت مدينة هاربين الصناعية جاذبية جديدة.

ونقلت صحيفة "كوريا تايمز" عن محللين قولهم إن نموذج هاربين الناجح يوفر خبرة لتطوير صناعات الخدمات مثل السياحة والمنتجات الثقافية الإبداعية وتجارة المنتجات الزراعية المتخصصة.

ويبدو أن اقتصاد الجليد والثلج مجرد جانب واحد من جوانب صناعة السياحة المزدهرة بشكل متزايد في الصين. فقد لاحظت صحيفة "باكستان أوبزرفر" أن عدد الزوار وعائدات السياحة في أجزاء أخرى من الصين نمت بقوة أيضًا. وأدى ازدهار السياحة إلى زيادة توقعات الاقتصاديين بأن الاقتصاد الصيني سوف ينتعش في عام 2024.

إزدهار "المنتجات العصرية المحلية" دليل على ثقة الصين بثقافتها

أولت صحيفة "ليانخه زاوباو" السنغافورية اهتمامًا خاصًا لسوق الأفلام الصينية، حيث أشارت إلى أن إيرادات شباك التذاكر في فترة عيد الربيع 2024 بالصين تجاوزت 8 مليارات يوان، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا لنفس الفترة في تاريخ السينما الصينية. ليس هذا فحسب، بل إن إجمالي عدد المشاهدين وإجمالي عدد العروض خلال هذه الفترة سجل أرقامًا قياسية جديدة في التاريخ.

وأوضح تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن أفلام الرسوم المتحركة الصيينة المحلية الناجحة غالبا ما تشترك في شيء واحد، وهو أن موضوعاتها تتعلق بالتقاليد الثقافية الصينية، وهو ما يتوافق مع "الثقة الصين بثقافتها الذاتية".

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن شركة صينية شهيرة للحلي الذهبية أطلقت مجموعة مستوحاة من الآثار الثقافية من عهد أسرة تانغ في التاريخ الصيني، ولاقت استحسانا في السوق. ونقل التقرير عن مطلعين على الصناعة قولهم إن صعود "المنتجات العصرية المحلية" يظهر أن الشباب أصبحوا أكثر ثقة في الثقافة الصينية.

وفي عام 2023، استمرت الصين في تبوأ المرتبة الثانية كأكبر سوق استهلاكي في العالم، وقد جعل الأداء المتميز لاستهلاك السياحة الثقافية المجتمع الدولي يتطلع بشكل متزايد إلى السوق الصينية.

وترى وكالة "برينسا لاتينا" الكوبية في تقريرها أن أسواق السياحة والاستهلاك في الصين تشهد طفرة، وهو ما يعد خبرا جيدا للاقتصاد العالمي. كما نقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" الكولومبية عن توقعات وكالة متخصصة في تحليل البيانات أنه بحلول عام 2030، ستكون الصين أكبر سوق استهلاكية في العالم.