طهران 9 مارس 2024 (شينخوا) قال خبير السياسة الخارجية الإيراني عباس أصلاني إنه بعد مرور عام على اتفاق استئنافهما العلاقات الدبلوماسية الذي تم بوساطة بكين، تعمل إيران والسعودية بشكل مطرد على تعزيز العلاقات على الرغم من الاضطرابات الإقليمية، ما يشير إلى قوة وعمق التقارب.

وصرح المحلل المقيم في طهران لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أُجريت معه مؤخرا بأن "البلدين يعززان تدريجيا العلاقات الثنائية خطوة بخطوة".

ففي 10 مارس 2023، اتفقت الدولتان على إعادة فتح سفارتيهما وتبادل السفراء، ما أنهى تجميدا دام سبع سنوات للعلاقات الدبلوماسية بينهما.

وسلط أصلاني الضوء على التطورات الإيجابية التي حدثت في العام الماضي، بما في ذلك الزيارات المتبادلة التي قام بها مسؤولون رفيعو المستوى مثل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي. وجدير بالذكر هنا أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حضر قمة في الرياض في نوفمبر، التقى خلالها ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود.

وأضاف أن البلدين تهدفان حسب التقارير إلى الوصول بحجم التجارية السنوية بينهما إلى مليار دولار أمريكي في المرحلة الأولى، مع وجود خطط لمضاعفة هذا الرقم على المدى المتوسط.

بيد أن أصلاني أشار أيضا إلى التحدي المستمر الذي تشكله العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وخاصة في أعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، الأمر الذي قد يعيق التعاون الاقتصادي.

ولفت أصلاني إلى أن الأزمات الإقليمية، وخاصة الصراع في غزة، لم تعرقل التحسن في العلاقات، وهو ما يشير إلى مصالحة أعمق مما كان متصورا في البداية.

كما أفادت التقارير بأن ذوبان الجليد هذا أثر على دول عربية أخرى.

فبعد استئناف العلاقات الإيرانية السعودية، تواصلت مصر بصورة أكبر مع إيران. بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مايو 2023 على أنها مرتبطة جزئيا بالوفاق الإقليمي الأوسع.

ورأى أصلاني أن جهود الصين الدبلوماسية تسهم في تعزيز مناخ التعاون بالشرق الأوسط، مسلطا الضوء على أن الصين تفضل التعاون الإقليمي على المواجهة -- في تباين شديد مع نهج الولايات المتحدة المتمثل في استغلال الانقسامات لتعزيز مبيعات الأسلحة.