8 مارس 2024 / شبكة الصين/ كتب أوتون سوليس، المستشار السابق لرئيس كوستاريكا، مقالا لصحيفة تشاينا ديلي في 6 مارس الجاري، قال فيه إن الصين لم تحقق نمواً اقتصادياً سريعاً ونجحت في الحد من الفقر على نطاق واسع في نفس الوقت فحسب، بل إن مزاياها التكنولوجية المتقدمة ومنتجاتها الصديقة للبيئة أعطتها موطئ قدم راسخا في المنافسة على الإنتاج عالي الجودة. مضيفا أنه إلى جانب السوق المحلية الضخمة وارتفاع معدل الادخار، فإن الصين لا تزال محركا هاما للنمو الاقتصادي العالمي في المستقبل.

وأوضح سوليس أن حلم كل دولة نامية هو القضاء على الفقر وتحقيق نمو سريع في الناتج المحلي الإجمالي. ورغم أن هذين الهدفين قد يبدوان بسيطين وواضحين، إلا أنه في الواقع، وفي معظم دول العالم، سواء في الأوساط الأكاديمية أو دوائر صنع السياسات، هناك مواقف متباينة بشكل عام بشأن قضايا النمو الاقتصادي.

وتساءل سوليس، بعد تحقيق مستوى مرتفع من دخل الفرد، هل ينبغي إعطاء الأولوية للنمو الاقتصادي على سياسات الحد من الفقر؟ وهل هناك علاقة سببية بين النمو الاقتصادي والحد من الفقر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن القضاء على الفقر من خلال النمو الاقتصادي؟ وإذا منحت الأولوية للحد من الفقر، فهل سيساعد ذلك أم يعيق النمو الاقتصادي؟

وقال المسؤول السابق إن الصين ليست متورطة في هذه القضايا، بل قررت مواجهة تحديين في وقت واحد وحققت نجاحا كبيرا فيهما. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، حافظ اقتصاد الصين على معدل نمو سنوي متوسط بلغ 10% وانتشل أكثر من 800 مليون نسمة من الفقر المدقع. وأصبحت الصين قوة صناعية عالمية، والتقنيات المتقدمة التي تعلمتها الصين من بلدان أخرى أو طورتها محليا جلبت لها مزايا تنافسية هائلة، سواء بالمقارنة مع الاقتصادات الغربية المتقدمة أو الاقتصادات النامية.

ونوه سوليس إلى أنه على عكس معظم الاقتصادات الناشئة، تتمتع الصين بسوق محلية ضخمة. ونظراً لمعدل الادخار المرتفع في الصين، فإنها قادرة على تحفيز الطلب من دون زيادة الإنفاق الحكومي. وأضاف أن المنتجات الصينية عالية التقنية والصديقة للبيئة فازت بالسوق العالمية. فربع صادرات التصنيع الصينية عبارة عن منتجات عالية التقنية، وتمثل الألواح الشمسية ومنتجات طاقة الرياح الصينية ما يقرب من 80% وأكثر من 60% من حصة السوق العالمية على التوالي. ونظرًا لأن الشهادات البيئية أصبحت إلزامية بشكل متزايد في المبيعات، باتت مصادر الطاقة المستدامة أيضًا في غاية الأهمية.

وذكر سوليس أن الأهم من ذلك هو أن الصين أيضًا أكبر منتج للسيارات الكهربائية، فقد سمحت عوامل مختلفة للصين بتأمين مكانتها الرائدة في الإنتاج عالي الجودة. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الدولة تعد صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وهناك الكثير مما يثير الإعجاب بشأن بعض إنجازاتها. إلا أن القوة الصينية تشكل أيضاً أهمية كبيرة في موازنة طموحات الساسة الأميركيين في الهيمنة على العالم، وقال "لذلك، فإن الصين التي تواصل تعزيز السلام والرخاء والتنمية المستدامة في العالم، سوف تعود بالنفع على البلدان النامية".