القاهرة 7 مارس 2024 (شينخوا) قال الأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية علي الحفني إن "الدورتين السنويتين" اللتين تعقدان في الصين حاليا توفران للخبراء والمراقبين نافذة هامة لفهم أفضل للتطورات والرؤى السياسية والاقتصادية في البلاد.

وأكد الحفني، وهو أيضا سفير مصر سابقا لدى الصين ونائب وزير الخارجية الأسبق، أن جميع المتخصصين يهتمون بمتابعة هاتين الدورتين المهمتين ويدرسون ويحللون نتائجهما للوصول إلى فهم أعمق للتطورات في الصين.

وتشير "الدورتان السنويتان" إلى الاجتماعات السنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهما أعلى هيئة استشارية سياسية وأعلى هيئة تشريعية في الصين، لذا تحظى الدورتان بمتابعة كبيرة على الصعيد العالمي.

وقال الحفني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن حريصون على متابعة هاتين الدورتين المهمتين عن كثب، حيث أنهما تتضمنان دائما التأكيد على مواقف الصين حيال الكثير من القضايا الإقليمية والدولية".

وأضاف الدبلوماسي المصري السابق أن الدورتين السنويتين تعقدان هذا العام "في ظل مناخ دولي مضطرب"، في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية والصراع في قطاع غزة.

ومن المتوقع أيضا أن تناقش الدورتان خططا لتحقيق "المزيد من التحديث الصيني والمزيد من الانفتاح الصيني على العالم الخارجي"، بحسب الخبير المصري.

وأشاد الحفني بتحقيق الصين نموا بنسبة 5.2 في المائة على أساس سنوي في عام 2023 وهو أعلى من الهدف السنوي البالغ نحو 5 في المائة، بعد التعافي الاقتصادي التدريجي والمدروس الذي حققته الصين في أعقاب جائحة كورونا (كوفيد-19).

وقال إن "جائحة كورونا تلاها الصراع الروسي الأوكراني والآن الحرب في غزة، وكلها أثرت على الوضع الاقتصادي العالمي والتجارة العالمية"، مضيفا أنه "كان من الممكن أن تحقق الصين معدلات نمو أكبر لولا هذه الظروف العالمية".

وفي تحديث لتقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" أصدره صندوق النقد الدولي في يناير من العام الجاري، رفع الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني في عام 2024 إلى 4.6 في المائة، مقارنة بتوقعاته في أكتوبر 2023 التي تنبأ فيها بنموه في 2024 بنسبة 4.2 في المائة.

وعلى الرغم من أن النمو بنسبة 4.6 في المائة في عام 2024 سيكون أقل من نمو الصين البالغ 5.2 في المائة في عام 2023، سيظل أعلى بكثير من النمو المتوقع للاقتصادات الرائدة بما فيها الولايات المتحدة، حيث توقع صندوق النقد الدولي أن يصل النمو فيها إلى 2.1 في المائة في 2024 مقارنة بـ2.5 بالمائة في 2023.

ورأى الخبير المصري أن "هذه بالطبع شهادة من صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الصيني يسير على المسار الصحيح"، مشيرا إلى أن رفع توقعات الصندوق يرجع إلى "سياسات الصين الداخلية والخارجية الرشيدة".

وأكد الحفني أن السياسات الاقتصادية للصين تقوم على الانفتاح والتعاون المربح للجانبين مع الدول الأخرى، كما يظهر بوضوح من خلال مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وأدت إلى بناء مشاريع مشتركة مثمرة بين الصين والعديد من الدول النامية خلال العقد الماضي، ومنها مصر.

وأشار الخبير المصري إلى أن "مصر عضو في مبادرة الحزام والطريق منذ عام 2014، وقد شهدنا طفرة في العلاقات الثنائية بين مصر والصين في إطار هذه المبادرة على مدار الأعوام الـ10 الماضية"، مضيفا أن العلاقات بين القاهرة وبكين أصبحت "أعمق وأكبر".

وذكر أن الدول النامية تهتم بمتابعة الدورتين السنويتين سعيا لتحقيق المزيد من الشراكات مع الصين نظرا لسياساتها الاقتصادية المنصفة ومساهمتها الكبيرة في الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية.

واختتم بالقول "نتطلع إلى أن يستمر نمو مساهمة الصين في الاقتصاد العالمي لأن هذا من مصلحتنا وينعكس إيجابا على مصر والعالم العربي والقارة الأفريقية والدول النامية بشكل عام".