arabic.china.org.cn | 06. 03. 2024 |
6 مارس 2024 /شبكة الصين/ الصداقة بين الصين ودول الشرق الأوسط تعود لتاريخ طويل. فمنذ نحو ألفي عام، ترددت أصداء أجراس جمال القوافل العربية على طول "طريق الحرير" القديم. واليوم، تواصل الصداقة التقليدية بين الجانبين كتابة فصل جديد في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
الصين حريصة على علاقاتها مع الشرق الأوسط
أكد وو سي كه، سفير الصين السابق لدى المملكة العربية السعودية والمبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط، مؤخرًا خلال مقابلة خاصة مع مراسلة /شبكة الصين/ أن بلاده تقدر دائمًا علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، حيث يعد الجانبان موطنا لحضارات رائعة. وقبل أكثر من 2000 عام، ربط طريق الحرير بين هذين المكانين البعيدين جغرافيا. وتصر الصين في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط على حل النزاعات سلميا وتدعو على الدوام إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والتشاور والتسوية السياسية.
وأشار وو إلى أن الصين تولي اهتماما متزايدا بالشرق الأوسط. ففي نهاية عام 2022، حضر الرئيس شي جين بينغ القمة الصينية العربية الأولى وقمةالصين- مجلس التعاون الخليجي في الرياض، شملت كذلك زيارة دولة إلى السعودية. وفي فبراير 2023، عقد شي جين بينغ محادثات مع نظيره الإيرانيإبراهيم رئيسي خلال زيارة الدولة التي أجراها إلى الصين. وفي مارس من نفس العام، نجحت الوساطة الصينية في انجاز اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران وتمت الاستعادة الشاملة للعلاقات بين الطرفين.
وأوضح وو أن الصين ملتزمة دائمًا بـ"الإقناع بالسلام وتعزيز المحادثات"، وقد توسطت بنشاط بين السعودية وإيران لسنوات عديدة. وبعد فترة وجيزة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في عام 2016، زار الرئيس شي جين بينغ البلدين وألقى خطابًا في مقر جامعة الدول العربية، وطرحثلاثةمقترحات لحل قضية فلسطين، مؤكدا أن مفتاح حل النزاعات في الشرق الأوسط هو تحسين الحوار، في حين أن مفتاح تخطي الصعوبات هو تعزيز التنمية، ومفتاح اختيار المسار الصحيح هو ضمان تماشيه مع الأوضاع المحلية.
ويرى وو أن منطقة الشرق الأوسط شهدت موجة مصالحة منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، حيث عادت سوريا إلى جامعة الدول العربية، ليتحقق لمّ شمل الأسرة العربية بعد 12 عامًا. لتشكل جميعها أمثلة جيدة على الاحترام المتبادل وتجاوز الخلافات والتعاون بين الدول، وضخ طاقة إيجابية لتحقيق وحدة دول المنطقة وتعاونها، مما يعزز بشكل كبير الوحدة والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال وو إن التعامل بلباقة مع الآخر ليس محورا أساسية للسياسة الخارجية الصينية فحسب، بل أيضا من التقاليد الحسنة للأمة الصينية. متذكرا أنه عندما كنت مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط، أوضح مرارا أن المرء لا يمكن له اختيار جيرانه، ولكن يمكنه اختيار الطريقة التي يتعايش بها معهم. مؤكدا أن العيش في وئام هو الاتجاه الذي سعت الصين إليه لحل قضايا الشرق الأوسط.
الحزام والطريق يعزز التنمية والاستقرار
شدد وو على أن تطوير مبادرة "الحزام والطريق" أصبح قوة دافعة مواتية لعمل الصين على تعزيز التنمية والاستقرار في الشرق الأوسط. ويرى أن منطقة الشرق الأوسط تعد محورا هاما لـ"الحزام والطريق"، وقد حافظت الصين على علاقات جيدة مع مختلف دول الشرق الأوسط، ونالت جهود التعاون الودي للصين في الشرق الأوسط الاعتراف والصداقة المخلصة من قبل المزيد من دول الشرق الأوسط.
وأشار وو إلى أن الصين ترغب في لعب دور في إعادة البناء السياسي والتحول السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي ظل التغير الحالي السريع في الوضع الدولي تظهر التحديات العالمية واحدا تلو الآخر. وباعتبارهما من الأعضاء الهامين في البلدان النامية والقوات المهمة على الساحة الدولية، تنفذ الصين والدول العربية بشكل مشترك مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، مما يساعد على تعزيز سلام العالم واستقراره وتنميته ورخائه.
وتعد التنمية الاقتصادية أساسا للاستقرار السياسي، حيث تساعد مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين دول الشرق الأوسط على استعادة اقتصادها واستقرار وضعها. وتتوافق المبادرة بدقة مع خطط التنمية الإقليمية لدول الشرق الأوسط. كما أن مبادرة "الحزام والطريق" بمثابة خطة تنمية كلية واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز التنمية المشتركة للصين والدول المشاركة. لذلك، تهتم الصين دائمًا بالارتباط بخطط التنمية التي تصوغها الدول المشاركة بشكل مستقل.
وعلى سبيل المثال، مع تعزيز المواءمة الإستراتيجية بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية السعودية 2030" بشكل متزايد، تقدم وتعمق التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والقدرة الإنتاجية والتمويل والبنية التحتية باستمرار. كما حافظت السعودية على مكانتها كأكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا لسنوات عديدة متتالية.
وإضافة إلى ذلك، توافقت مخططات التنمية في الدول العربية بما فيها "رؤية الكويت 2035" و"رؤية قطر2030" وما إلى ذلك، مع البناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق". حيث نفذت الصين والدول العربية أكثر من 200 مشروع تعاون في إطار البناء المشترك للحزام والطريق، بما فيها بناء منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، ومصفاة ينبع في السعودية، والمرحلة الثانية من محطة الحاويات بميناء خليفة في أبو ظبي، والطريق السريع الجزائري بين الشرق والغرب وغيرها من مشاريع البنية التحتية، وعادت بالنفع على ما يقرب من ملياري نسمة من الجانبين. وخلال التعاون مع إيران في إطار "الحزام والطريق"، تركز الصين كذلك على تعزيز تطوير البنية التحتية، مما يساعد في تنشيط زخم التنمية في إيران.
بداية حقبة جديدة من التعاون الصيني العربي
يتوقع أن يشهد التعاون الصيني العربي المزيد من الفرص في عام 2024، حيث يصادف الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، والذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس، والذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسودان، كما سيعقد في الصين المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي. وأكد وو سي كه أنه على مدى السنوات العشرين الماضية، وعلى الرغم من التحولات الكبيرة في الشرق الأوسط، إلا أن منتدى التعاون الصيني العربي يتحرك للأمام مثل "سفينة عملاقة" وسط الرياح والأمواج، ويعزز استقرار وتطور العلاقات الصينية العربية.
وأوضح وو أنه في 30 يناير 2004، أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي. وقد عقد المنتدى حتى الآن تسعة اجتماعات وزارية، ووقعت 22 دولة عضو في جامعة الدول العربية وثائق تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، ودعمت 17 دولة عربية مبادرة التنمية العالمية، وأصبحت 15 دولة عربية أعضاء في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وشاركت 14 دولة عربية في "مبادرة التعاون الصيني- العربي بشأن أمن البيانات".
وفي إطار منتدى التعاون الصيني العربي، أنشأت الصين والدول العربية 17 آلية تعاون مثل الاجتماعات الوزارية والاجتماعات الرسمية الرفيعة المستوى والحوارات السياسية الإستراتيجية الرفيعة المستوى، مما يقدم مساهمات مهمة في تنمية العلاقات الصينية العربية. كما عززت الصين والدول العربية التعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، ووضعتا معيارا للتضامن والتعاون بين الدول النامية ونموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب.
ويرى وو أنه مع تعميق البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، سيتعمق التعاون العملي الصيني العربي بشكل متزائد، وتكون آفاق التعاون واسعة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والاقتصاد والتجارة والتمويل ومعيشة الشعوب وغيرها. كما تمر الصين والدول العربية حاليا بمرحلة حرجة من تحول التنمية الخضراء، ويتمتع الجانبان بنفس مفاهيم التنمية الخضراء ويتبعان رؤية مشتركة للتنمية المستدامة، مما يدفع الجانبين إلى المضي قدمًا جنبًا إلى جنب في التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون. ومن المتوقع أن تصبح مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الجيل الخامس والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي أقطاب نمو جديدة للتعاون بين الطرفين.
لقد فتحت القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت في نهاية عام 2022 حقبة جديدة من العلاقات الصينية العربية. وفي المستقبل، سيؤدي البناء المشترك العالي الجودة بين الصين والدول العربية لـ"الحزام والطريق" إلى إثراء محتويات العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، وتعزيز تنمية جميع الأطراف بشكل فعال، وتحقيق المزيد من الفوائد لشعبي الجانبين.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |