29 فبراير 2024 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة "باكستان أوبزرفر" مؤخرا مقالا للكاتب فيصل مالك، المدير التنفيذي للصحيفة، ذكر فيه أن الصين تعتبر نموذجا للنمو المستقر بالنسبة للعديد من البلدان. واللافت في هذا النموذج هو أنه يأخذ في الاعتبار الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للبلد بأكمله. وتعتبر قوانغتشو مثالا حيا للصين على طريق التقدم والتحديث مع الحفاظ على سلامة ثقافتها وحضارتها العظيمة، وكذلك نموذجا للتخطيط الحضري. 

وزار الكاتب هذه المدينة الجميلة بمناسبة عيد الربيع وشهد تطورها الهائل وكان مفتونًا بها، وقال إنه بعد مشاهدة النمو الكبير والتنمية والسياسات والإجراءات التي حققتها الصين، يمكن للمرء أن يؤكد أن الصين قادرة على مساعدة أصدقائها وشركائها على تحقيق أحلامهم في التقدم والازدهار. مضيفا أن الصين تحاول إعادة تشكيل ما تعتبره نظاما دوليا غير عادل، وتحظى جهودها بدعم الدول النامية.

وأشار الكاتب إلى أن بكين أظهرت رؤية الصين للحوكمة العالمية ومصدر التحديات العالمية الحالية، وقال إن سلوك الهيمنة والبلطجة لبعض البلدان ضار للغاية ويعرض الأمن والتنمية العالميين للخطر. ووفقا لمفهوم "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، فإن التنمية الاقتصادية والاستقرار بمثابة أولوية، وتعيش جميع البلدان معا على قدم المساواة وتسعى جاهدة لتحقيق الرخاء المشترك. 

ويعتبر الكاتب أن وضوح التفكير والرؤية والاحترام الحقيقي للدول الأخرى هو السبب وراء القبول المتزايد لرؤية الصين في معظم دول العالم. فالغرب ينظر إلى العالم من منظور "صراع الحضارات"، في حين تقترح الصين "مبادرة الحضارة العالمية".

وأشار محللون إلى أن الصين بنت نفوذها الدولي حول نفوذها الاقتصادي، مما يوفر نموذجا يمكن للعالم النامي أن يتقاسمه. كما أثبتت مبادرة "الحزام والطريق" التاريخية التزام الصين وإخلاصها تجاه التقدم المشترك والرخاء المشترك. وأثبتت الرؤية الإستراتيجية للصين قدرتها على تغيير قواعد اللعبة على خلفية التدابير الاستغلالية التي اتخذتها بعض القوى المؤثرة والمؤسسات الدولية التي تؤثر عليها لربط شروط سياسية بالقروض والمساعدات المقدمة إلى بلدان أخرى. 

وأوضح الكاتب أن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" سيبشر بعصر جديد من التجارة والنمو عبر القارات الخمس. وتفخر باكستان بكونها شريكة للصين، ويعتبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، المشروع الرئيسي لمبادرة "الحزام والطريق"، أهم مثال على النجاح. كما أن البنية التحتية الحديثة التي شيدت بمساعدة الصين تساعد باكستان على تسريع تقدمها وتنميتها.

إن سمعة الصين كصديق مخلص وحقيقي لها جذور عميقة. وتقدم قصة تطورها الفريدة دروساً قيمة للدول الأخرى التي تأمل في محاكاة نجاحها. والصين تسير بثبات على الطريق نحو التحول إلى قوة اقتصادية وعسكرية عالمية، ولا شك أن الدول النامية سوف تستفيد كثيراً من إقامة شراكة مع هذه الدولة العظيمة.