share
arabic.china.org.cn | 28. 02. 2024

تطلع إلى دور أكبر لدول بريكس على الساحة الدولية

arabic.china.org.cn / 17:05:39 2024-02-28

جيأنكارلو إليا فالوري*

28 فبراير 2024 / شبكة الصين/ يتماشى توسع تكتل "بريكس" مع الاتجاه العام للصعود المستمر لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، ويعكس تصميم تلك الدول على توحيد وتعزيز نفسها. وباعتبارها دولة كبيرة ذات نفوذ عالمي، قدمت الصين مساهمات مهمة في تطوير آلية التعاون في تكتل بريكس.

وفي بداية هذا العام، أصبحت السعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا أعضاء رسميين في بريكس، ليزيد عدد الدول الأعضاء من 5 إلى 10 دول. وهذا التوسع في عضوية بريكس لا يؤدي فقط إلى توسيع تمثيل وتأثير آلية تعاون بريكس، ولكنه يساعد أيضًا في تعزيز صوت دول الأسواق الناشئة والدول النامية على الساحة الدولية، مما يضخ زخمًا جديدًا لتعزيز الحوكمة العالمية.

إن الوضع الدولي الحالي معقد وصعب، وتعافي الاقتصاد العالمي محاط بالشكوك. ويتعين على كافة البلدان العمل معا لمواجهة التحديات. ودول بريكس جميعها ذات تأثير مهم في مناطقها، وهي قوة دافعة لا يمكن تجاهلها في التعافي الاقتصادي العالمي، وتلعب دورا هاما في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الإقليمي والدولي. ويتوقع المجتمع الدولي، وخاصة الدول النامية، من دول بريكس تعزيز التعاون متبادل المنفعة والمربح لجميع الأطراف، وخاصة في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي.

ويتماشى توسع بريكس مع الاتجاه العام للصعود المستمر لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، ويعكس التصميم على توحيد وتعزيز نفسها. ومنذ إنشاء آلية تعاون بريكس، دعت الدول الأعضاء دائما بنشاط إلى مفاهيم التعددية والتعاون السلمي في الشؤون الدولية، مع التركيز على حل النزاعات الدولية من خلال الحوار والتنسيق والتعاون على قدم المساواة.

وفي السياق الدولي الذي يتسم بتصاعد عقلية الحرب الباردة والأحادية، تتمسك دول بريكس على الدوام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتلتزم بحل القضايا الدولية والإقليمية الكبرى من خلال الوسائل السياسية، وهو ما يتماشى مع اتجاه السلام والتنمية العالميين، الأمر الذي أضاف إلى آلية التعاون في بريكس جاذبية عالمية.

وواصلت دول بريكس تعزيز بناء الشراكة ونفذت تعاونا فعالا في مجالات مثل الأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر والابتكار التكنولوجي. كما ساهمت بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية بما يصل إلى 80% من النمو الاقتصادي العالمي في السنوات العشرين الماضية، ولكن بعض البلدان الأقل نمواً تواجه صعوبات في مجال التنمية وتحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من التعاون الدولي. وسيؤدي توسيع البريكس إلى زيادة تعميق التعاون المفتوح والشامل بين بلدان الجنوب. وهذا يفضي إلى تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 ويعزز التنمية والرخاء المشتركين للمجتمع الدولي.

وباعتبارها دولة كبيرة ذات نفوذ عالمي، قدمت الصين مساهمات مهمة في تطوير آلية تعاون بريكس. وفي عام 2017، قامت الصين، بصفتها الرئيس الدوري للتكتل، بتوسيع نطاق شركاء بريكس إلى نطاق عالمي لأول مرة من خلال نموذج "بريكس +"، الذي تلقى دعما نشطا واستجابة حماسية من جميع الأطراف. 

وعلى الرغم من أن دول بريكس لديها تقاليد ثقافية ومراحل تنمية مختلفة، إلا أنها تصر على البحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات وتعزيز السلام والتنمية والتعاون والنتائج المربحة للجميع بشكل مشترك. وتثبت هذه الممارسة الناجحة أن مفهوم الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية صحيح وممكن، ويفضي إلى بناء عالم أفضل.

ومع استمرار تزايد التأثير العالمي لآلية تعاون بريكس، تولي جميع مناحي الحياة في أوروبا المزيد من الاهتمام لدراسة تعاون دول بريكس. ويدرك المزيد من الأوروبيين أن تعميق التعاون مع دول بريكس سيجلب المزيد من فرص التنمية. وبالتطلع إلى المستقبل، نتوقع من دول بريكس أن تلعب دورا أكبر على الساحة الدولية وأن تقدم مساهمات أكبر في تعزيز إقامة نظام دولي أكثر عدلا ومعقولية.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*خبير إيطالي في القضايا الدولية، وأكاديمي فخري بالأكاديمية الفرنسية للعلوم، وأستاذ فخري بجامعة بكين


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号