27 فبراير 2024 / شبكة الصين/ كتب دافيد جوسيت، الخبير الفرنسي في القضايا الدولية ومؤسس المبادرة العالمية الصينية الأوروبية الأمريكية، مؤخرًا مقالًا لصحيفة تشاينا ديلي، قال فيه إنه بينما تحتفل الصين وفرنسا بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، يجب عدم الاكتفاء بمراجعة الإنجازات التاريخية فحسب، بل التطلع إلى الفرص المستقبلية واغتنامها. مشيرا إلى أن عام 2024 يمثل لحظة تاريخية في توفير فرص غير مسبوقة للصين والاتحاد الأوروبي لتعميق التعاون.

وأكد جوسيت أن عالم اليوم يواجه تحديات معقدة، من تغير المناخ والتفاوت الاقتصادي إلى التوترات الجيوسياسية وحتى الصراعات المسلحة. وفي ضوء ذلك، تحتاج الصين وأوروبا إلى تعزيز التعاون أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي سيساعد في مواجهة التحديات وتقاسم المعرفة والموارد ونتائج الابتكار.

وتعد العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي حاسمة لتعزيز التعددية القطبية العالمية ودفع التعددية. وباعتبارها أكثر المشاركين تأثيرا في الشؤون العالمية، فقد شكلت التفاعلات بين الصين والاتحاد الأوروبي مشهد العلاقات الدولية والتجارة والحوكمة العالمية، وقد عمل الجانبان معا لتعزيز التعددية وتعميق التعاون في أطر الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية ومبادرات تغير المناخ، مما يدل على التزامهما بمواجهة التحديات العالمية من خلال الحوار والتعاون.

وذكر جوسيت أن تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إجراء مهم للتنمية العالمية، ومن المهم بشكل خاص أن تتعاون الصين والاتحاد الأوروبي حول الأهداف ذات الصلة. معتبرا أن جميع الموارد والخبرات والرؤية الإستراتيجية بين الصين والاتحاد الأوروبي لن يساعد فقط في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بل سيشكل أيضًا نموذجا للتعاون لبقية العالم.

وذكر الخبير الفرنسي أن المسؤولية المشتركة تقع على عاتق الصين وأوروبا لضمان عدم تقويض التكنولوجيات الجديدة للكرامة الإنسانية، حيث يشكل التعاون الثنائي أهمية بالغة لتطوير المعايير واللوائح الأخلاقية للتكنولوجيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المراقبة. مشيرا إلى أن الطرفين يتمتعان بوجهات نظر ومزايا فريدة، وإذا أمكن الجمع بينهما، فسيساعد ذلك في تطوير مسار أكثر توازنا وإنسانية للتنمية التكنولوجية.

ونوه جوسيت إلى أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي ذات أهمية بالغة للاستقرار والنمو الاقتصادي العالمي. كما أن التفاعل بين الصين وأوروبا في مجالات مثل الاستثمار والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الخضراء لا يعزز العلاقات الاقتصادية الثنائية فحسب، بل يساعد أيضا في تعزيز تنوع ومرونة الاقتصاد العالمي.

وبشكل أساسي، يرى جوسيت أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تمثل دعما قويا لتعزيز التعددية القطبية والتعددية في العالم. وبوسع الصين وأوروبا أن تكونا مثالاً يحتذى به وأن تعملا معاً لإثبات أن التعاون الدولي والاحترام المتبادل هما السبيل الصحيح لحل التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم. وتشكل هذه الشراكة أهمية بالغة لبناء نظام عالمي أكثر استقرارا وازدهارا وعدلا.