1 فبراير 2024 / شبكة الصين / ارتفع عدد المدن الصينية التي يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي تريليون يوان إلى 26 مدينة، بعد انضمام تشانغتشو التابعة لمقاطعة جيانغسو، ويانتاي التابعة لمقاطعة شاندونغ إلى قائمة المدن ذات الناتج المحلي الإجمالي فوق تريليون يوان.

تشانغتشو ويانتاي ضمن القائمة

يعد قطاع الطاقة الجديدة أهم ما يميز تشانغتشو عن غيرها، بوصفها أقل مدينة من حيث تعداد السكان ضمن قائمة التريليون يوان من الناتج المحلي الإجمالي، لتحصل على لقب "بلدة الطاقة الجديدة". وفي عام 2023، تجاوزت قيمة إنتاج قطاع الطاقة الجديدة في تشانغتشو 750 مليار يوان، لتشكل ثلثا من إجمالي الإنتاج الصناعي المحلي، حيث أنتجت 680 ألف سيارة طاقة جديدة، متصدرة قائمة أكثر الوجهة الاستثمارية الساخنة.

وتتمتع المدينة بإرث صناعي قديم، وتتميز بأكثر نظام صناعي تكاملا من نوعه في الصين، حيث تمتلك 37 فئة صناعية رئيسية على تصنيف الصناعات الوطنية البالغ عددها 41 فئة، إضافة إلى 605 فئات فرعية من إجمالي 666 فئة. وبفضل انضمامها إلى قائمة التريليون يوان من الناتج المحلي الإجمالي، أصبحت جيانغسو أول مقاطعة صينية تحتضن 5 مدن على القائمة.

وفي الوقت نفسه، أصبحت يانتاي ثالث المدن التابعة لمقاطعة شاندونغ ضمن القائمة. فمع نجاح إطلاق صاروخ "جرافيتي 1" قبالة ساحل يانتاي وتسجيله أرقاما قياسية في بداية العام الجاري، حطمت المدينة الصورة النمطية عنها لدى كثيرين، المتمثلة في أنها لا تشتهر إلا بالمأكولات البحرية والفواكه الطازجة.

وركزت يانتاي، بصفتها مدينة صناعية قوية، جهودها في السنوات الأخيرة على تشكيل قواعد كبيرة خاصة بالصناعات التحويلية، ودفع تطوير قطاعات البتروكيماويات الخضراء والمعدات البحرية والسيارة والطب الحيوي.

وأعاد تشانغ جيان بينغ، المسؤول بأكاديمية التعاون الاقتصادي والتجارة الخارجية التابعة لوزارة التجارة الصينية، نجاح المدينتين إلى جهودهما الدؤوبة الرامية لتطبيق الفكر التنموي الجديد، والالتزام بالدور الريادي لقطاع التكنولوجيا العالية في دفع التنمية المدعومة بالابتكار، وتنشئة الصناعات الجديدة وإبداع الأنماط الجديدة وخلق الديناميكية الجديدة.

مسيرة توسع القائمة

تفوقت شانغهاي، التي تحث الخطى حاليا نحو هدفها المنشود لتحقيق ناتج محلي إجمالي يبلغ 5 تريليونات يوان، في عام 2006 على باقي المدن لتصبح أول المنضمين للقائمة، مستهلة حينها عصرا جديدا يتجاوز فيه ناتجها المحلي الإجمالي تريليون يوان.

وتخطى ناتج بكين المحلي الإجمالي في عام 2008 لأول مرة حاجز التريليون يوان، ليقفز إلى 4.4 تريليون يوان في عام 2023. أما قوانغتشو، فأصبحت الأولى ضمن حواضر المقاطعات التي يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي تريليون يوان، وارتفع هذا الرقم في عام 2023 ليتخطى 3 تريليونات يوان.

وانضمت 4 مدن صينية في عام 2011 إلى القائمة، وهي شنتشن وتيانجين وسوتشو وتشونغتشينغ. وفي عام 2014، لحقت بها ووهان وتشنغدو. ودخلت هانغتشو القائمة في عام 2015، بفضل دور قطاع التكنولوجيا العالية الحديثة الرئيسي في إصلاح هيكلها الصناعي. وبعدها انضم عدد من المدن الصينية ذات الأداء القوي إلى القائمة تواليا، حتى أصبحت تشانغتشو ويانتاي ضمن القائمة. كما أصبحت مدن تانغشان وداليان وونتشو ضمن "الأعضاء الاحتياطيين" للقائمة.

معنى انضمام 26 مدينة للقائمة

تُعتبر حيوية المدن قوة دافعة مهمة لنمو الدولة. ولا شك أن المدن الـ26 على القائمة قد شكلت مجموعة المدن الرئيسية في البلاد. وأوضح تشانغ جيان بينغ أن الصين ظلت أكبر دولة تساهم في نمو الاقتصاد العالمي، حيث تجاوز معدل مساهمتها 30% لسنوات عديدة. وتُعتبر هذه المدن الـ26 قوة ريادية وطليعة للنمو الاقتصادي الصيني.

ونوه تشانغ جيان بينغ إلى أن القائمة تمثل مجموعة المدن الرئيسية التي تقود التنمية المدفوعة بالابتكار والتنمية الخضراء المنخفضة الكربون والإنفتاح العالي المستوى في الصين، للدفع بـ"التنمية العالية الجودة" لعموم البلاد. وقطعت هذه المدن شوطا بعيدا في مجالات تعديل الهياكل الصناعية والابتكارات العلمية والتكنولوجية واستقطاب الكفاءات والمواهب، لتصبح هذه المدن بمثابة محركات جديدة للتنمية الاقتصادية الصينية.

وأضاف تشانغ جيان بينغ أنه لا يمكن تجنب الحديث عن التحديات خلال عملية التنمية، فالقائمة من حيث التقسيم شمالا وجنوبا، فتضم 19 مدينة من الجنوب و7 فقط من الشمال. ومن حيث موقعها شرقا وغربا، فتضم 19 مدينة في الشرق و4 في الوسط و3 فقط في الغرب. ويوضح ذلك أن التنمية الإقليمية غير متوازنة وغير متناسقة مشكلة تحتاج تركيز الجهود عليها لتسويتها.