18 يناير 2024 / شبكة الصين/ وسعت العديد من مراكز التسوق ذات التمويل الأجنبي أعمالها في الصين. ففي مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبى، افتتح مركز تسوق "أيون مول (AEON Mall)" في حي جيانغشيا ومركز "سامز كلاب (Sam's Club)" في حي هانيانغ أوائل نوفمبر 2023. وفي منطقة بودونغ ببلدية شانغهاي، افتتحت علامة "ألدي (ALDI)" الألمانية الرائدة للبيع بالتجزئة متجرًا جديدًا في منتصف نوفمبر الماضي. وفي مدينة شنتشن التابعة لمقاطعة قوانغدونغ، افتتح أول متجر رئيسي لشركة "كوستكو (Costco)" العالمية جنوبي الصين في 12 يناير الجاري. وتُظهر الوتيرة المكثفة لافتتاح مراكز التسوق ثقة عمالقة التجزئة الأجانب وتفاؤلهم بشأن الاقتصاد الصيني وترسيخ جذورهم في السوق الصينية.

وباعتبار السوق "مرآة" تعكس الحيوية الاقتصادية، والاستثمار الأجنبي "نافذة" لمراقبة حركة الاقتصاد، فقد رفع المستثمرون الأجانب من حجم استثماراتهم الحقيقية في السوق الصينية، وأبدوا ثقة أكبر في آفاق الصين الاقتصادية، وحيوية تحسين الاستهلاك وجاذبية السوق الضخمة للصين.

وشهدت السوق الصينية في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2023، ارتفاع إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بنسبة 7.2% على أساس سنوي، وتسارع معدل النمو بشكل أكبر مقارنة بالأشهر العشرة السابقة. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023، شكل نصيب الفرد من الإنفاق الاستهلاكي على الخدمات 46.1%، بزيادة نقطتين مئويتين عن نفس الفترة من عام 2022. 

ووفقًا لإحصائيات جمعية سلسلة المتاجر والامتياز الصينية، افتتح نحو 400 مركز تسوق جديد في جميع أنحاء البلاد خلال العام الماضي. وقفزت المؤشرات على التوالي في دلالة واضحة على التعافي الاقتصادي والتنمية بعد ثلاث سنوات من إجراءات الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه، وعودة التجمعات الازدحامات خارج الإنترنت.

وتأتي زيادة الاستثمار الأجنبي مدفوعة بالتفاؤل بشأن آفاق السوق الصينية. فنحو تطوير عالي الجودة، أصبحت الجودة والاستهلاك الشخصي والتجريبي بشكل متزايد محور اهتمام مراكز التسوق. وفي ظل الاتجاه العام لرفع مستوى استهلاك السلع والتطور السريع لاستهلاك الخدمات، فإن التسوق عبر الإنترنت لم يضعف حيوية التسوق التقليدي، لكنه شجع تجار التجزئة على خلق المزيد من طلبات المستهلكين الجديدة في عملية التحول.

ولا تأتى نظرة التفاؤل بشأن السوق من خلال اتخاذ الإجراءات الفورية فحسب، بل تتطلب أيضًا تخطيطًا طويل المدى. وقالت شركة التجزئة الأمريكية "وول مارت (Walmart)" إنها تخطط لافتتاح 6 إلى 7 مراكز "سامز كلاب" جديدة في الصين كل عام في المستقبل. فيما قالت شركة "لوسون (Lawson)" اليابانية إن إجمالي عدد متاجره في الصين سيصل إلى 10,000 بحلول عام 2025.

ولم تتوقف العديد من مراكز التسوق ذات التمويل الأجنبي عن فتح فروع جديدة لها في الصين أثناء فترة تفشي الجائحة، كونها ترى الإمكانات، ما دفعها لمواصلة التخطيط للتوسع، وهذا تعبير أكثر مباشرة عن تفاؤلها بشأن السوق الصينية.

وكان مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي قد اقترح في وقت سابق ضرورة بذل الجهود لتوسيع الطلب المحلي و"تحفيز الاستهلاك ذي الإمكانيات" و"تشكيل حلقة حميدة يعزز فيها الاستهلاك والاستثمار بعضهما البعض" بشكل واضح. 

ومن المعتقد أنه مع زيادة تنشيط محرك الاستهلاك، ومواصلة الانفتاح عالي المستوى على العالم الخارجي، ومواصلة تحسين بيئة الأعمال، فإن المزيد من مراكز التسوق ذات التمويل الأجنبي ستعبر عمليا عن ثقتها في السوق الصينية.