بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

4 يناير 2024 /شبكة الصين/ شهدت الصين خلال العام الماضي العديد من الإنجازات المهمة على الصعيدين المحلي والدولي، وقد أبرز الرئيس الصيني شي جين بينغ أهم ما حققته البلاد خلال كلمة بمناسبة حلول السنة الجديدة 2024، حيث أكد شي في كلمته أن الصين حققت "حصادا وافرا بعد الصمود أمام العديد من الاختبارات"، وحققت البلاد العديد من النتائج والبيانات الهامة، فعلى الصعيد المحلي ساهم الاستهلاك الداخلي في الصين في تعزيز اقتصاد البلاد بشكل كبير، كما شجعت مختلف المناطق الصينية على إقامة الأسواق الليلية مما ساهم بشكل كبير في نمو الاقتصاد الصيني، والذي نما بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث في 2023، إذ سجل الاستهلاك والنشاط الصناعي ارتفاعًا كبيرا، مما يشير إلى أن الاقتصاد الصيني حقق نجاحا وزخما كبيرا خلال العام الماضي وخاصة بعد أن سجل النمو الاقتصادي الصيني في الربع الأخير من العام ما يفوق 4.4%. 

كما قامت الصين بإكمال العديد من المشاريع الهامة محليا والتي تساهم في تعزيز الطاقة وحماية البيئة، من بينها مشروع طاقة الرياح على ارتفاع متوسط يبلغ 4650 مترا وبطاقة مركبة إجمالية تبلغ 100 ميجاواط، في منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع حوالي 200 مليون كيلوواط في الساعة من الكهرباء سنويا، مما يوفر حوالي 60 ألف طن من الفحم القياسي ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 160 ألف طن، هذا وقد تمت إقامة عدة أيكولوجية في العديد من المناطق الصينية والتي تساهم في حماية البيئة وتعمل على تسهيل حياة المواطنين. وحسب ما تطرق إليه الرئيس الصيني في كلمته حول الانجازات الصينية خلال عام 2023، أكد أن البلاد قامت بتعزيز قطاع النقل والتنمية الحيوية من خلال إجراء الرحلة التجارية لطائرة الركاب من طراز "سي-919"، وإكمال الرحلة التجريبية للسفينة السياحية الضخمة المحلية الصنع، وتم إطلاق مركبات الفضاء لأسرة "شنتشو" وإطلاق غواصة "فندوتشه"، بالإضافة إلى العديد من المنتجات الصينية عالية الجودة والتي تتمتع بمميزات في المستوى العالمي.

كما قامت الصين بتعزيز الترابط بين مختلف المناطق الداخلية حسب ما ذكره الرئيس الصيني بأنه تمت كتابة "فصل جديد للنهوض الشامل بالمنطقة الشمالية الشرقية، وقفزات في نمو منطقة شيونغآن الجديدة، وحيوية للحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، ووقوف منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى في الطليعة في عملية التطور". كما عززت البلاد التنمية المبتكرة والخضراء بين مناطقها من أهمها منطقة بكين-تيانجين-خبي والتي حقق نموا كبيرا في السنوات الأخيرة واعتمدت سياسة التنمية المبتكرة والخضراء بشكل رئيسي لتحقيق التنمية الإقليمية الشاملة لمنطقة بكين-تيانجين-خبي، وقامت الصين بتعزيز المناطق الحرة في البلاد بشكل واسع.

أما على الصعيد العالمي، فقد عززت الصين علاقاتها التجارية وتبادلاتها الثقافية مع العديد من الدول حول العالم، وقد حققت مبادرة "الحزام والطريق" خلال عشرة أعوام العديد من الإنجازات الهامة وساهمت في دفع التنمية والازدهار لكل الدول المشاركة في هذه المبادرة، إذ وقعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة حول العالم، وهو ما أثمر العديد من المشاريع الهامة وساهم في تحسين معيشة الشعوب في مختلف مناطق العالم. وخلال عشر سنوات من التعاون ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، وصلت قيمة التجارة بين الصين والدول المشاركة في المبادرة حوالي 20 ترليون دولار أمريكي بمعدل نمو سنوي بأكثر من 6.4%، وكان عام 2023 أيضا نقطة مضيئة في مسار إنجازات هذه المبادرة بين الصين والعديد من الدول من خلال إقامة علاقات استراتيجية ومشاريع كبرى في مختلف المناطق.

كما لعبت الصين خلال عام 2023 دورا بارزا على الصعيد السياسي العالمي، حيث أعلنت عن موقفها في النزاعات الكبرى في العالم، وأصدرت الصين وثيقتي "موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية" و "ورقة موقف الصين من تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي"، كما طرحت الصين سلسلة من المقترحات لدعم القضية الفلسطينية ودعت إلى "حل الدولتين" لدعم سلام منطقة الشرق الأوسط، ولعبت الصين دور الوساطة بشكل فعال في العديد من الملفات الساخنة في العالم. ومن بين العلاقات الصينية مع الدول الخارجية البارزة، فقد شهدت العلاقات الصينية-العربية تطورا هاما في عام 2023، إذ حقق التعاون الثنائي نموا بين الجانبين في العديد من المجالات الحيوية من بينها التجارة بحوالي 200 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023 مع إقامة عدة مشاريع استثمارية مهمة وقد ساهمت العديد من المنتديات والمنصات الكبرى في تعزيز هذا التعاون الثنائي بين الصين والدول العربي من بينها منتدى التعاون الصيني-العربي.

إن الصين قد حققت العديد من الإنجازات خلال العام المنصرم، وتسعى للوصول إلى المزيد من الأهداف خلال عام 2024 والسنوات القادمة وأهمها بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية جمعاء، وذلك بهدف تحقيق "الصالح العام للإنسانية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وجعل العالم مكانا أفضل للمجتمع".