29 ديسمبر 2023 / شبكة الصين / اعتمدت الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مؤخرا قرارا لتحديد عيد الربيع (العام القمري الجديد) عطلة للأمم المتحدة. وبهذا، يتحول عيد الربيع من عيد تقليدي صيني تسوده البهجة والفرحة، إلى عطلة  للأمم المتحدة، ويبرز بوصفه كنزا ثقافيا يحمل ويواصل تقديم التراث التاريخي الممتد لآلاف سنين، مزيدا من تألقه في العصر الحالي.

ويُعتبر عيد الربيع أحد أهم الأعياد التقليدية في الصين، ويرجع تاريخه إلى آلاف السنين. ولا يمثل توقيت وداع للعام القمري الراحل والاحتفال بحلول العام القمري الجديد فحسب، بل يحمل دلالات ثقافية غنية.

وقال الكاتب الصيني الشهير فن جي تساي "عيد الربيع أعظم تراث ثقافي غير مادي للأمة الصينية، سواء من حيث القيمة الثقافية أو الدلالة المعنوية".

وهناك قول شائع بأن "الجميع يعودون إلى منازلهم لقضاء عطلة عيد الربيع سواء أ كانوا فقراء أو أغنياء". كما أن الأنشطة الفلكلورية المتنوعة التي تنظَّم للاحتفال بعيد الربيع لم تنقل تكريس الصينيين للمودة والصداقة والحنين لمسقط الرأس فحسب، بل كذلك توارث قيم الأمة الصينية المتمثلة في تقديس لم الشمل وتبجيل الأسلاف وتحمل تطلعات البشرية جمعاء إلى السعادة والسلام والوئام.

ولم يمثل إدراج عيد الربيع كعطلة للأمم المتحدة دليلا على جاذبية الدلالات الثقافية الفريدة للعيد الصيني وسحره الفلكلوري المتميز فحسب، بل يجسد كذلك ارتفاع تأثير الثقافة الصينية وجاذبيتها بشكل متزايد في العالم.

ومع تعزيز القوة الوطنية الشاملة للصين بشكل مطرد، شهدت الثقافة الصينية مزيدا من القبول والإعجاب في العالم تدريجيا. وأثناء التفاعل العميق بين الصين ودول العالم، أصبح المزيد من الأجانب يمتلكون الفرصة والرغبة في التعرف على الثقافة الصينية وتجربتها وفهمها وإدراك سحرها.

ومع حلول عيد الربيع، تزين الفوانيس الحمراء الكبيرة التجمعات السكنية للجالية الصينية في فرنسا، وتضفى جمالا على ساحة قصر بلدية باريس. كما تضاء المعالم الرمزية في نيويورك ولندن وغيرها من المدن الكبيرة باللون الأحمر الذي يمثل رمزا مهما للصين وعيد الربيع.

وأدرجت عدة دول ومناطق عيد الربيع ضمن قائمة أعيادها. ويحتفل خمس سكان العالم بعيد الربيع بأشكال مختلفة، كما يهنئ مسؤولو دول ومنظمات دولية الصين بمناسبة حلول عيد الربيع، وقد أصبح ذلك "نهجا ثابتا".

وتتبادل الحضارات فيما بينها بسبب تنوعها، وأصبحت تتعلم من بعضها البعض من خلال التواصل، وتزدهر إثر تعلمها المتبادل. ويمثل إدراج عيد الربيع كعطلة للأمم المتحدة مثالا على نقل الثقافة الصينية. وينبغي اغتنام هذه الفرصة لتعميق تطوير الدلالات الثقافية لعيد الربيع، تنظيم فعاليات تحظى بإعجاب واسع في أنحاء العالم، وبذل الجهد لترويج "علامة عيد الربيع"، لتحويله إلى حدث تحتقل به دول العالم بشكل مشترك، ويسهم في توثيق التبادل والتمازج بين الحضارات المختلفة وتعزيز الصداقة بين شعوب مختلف الدول.