arabic.china.org.cn | 29. 12. 2023 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
دمشق 28 ديسمبر 2023 (شينخوا) يشعر الستيني محمد الحلاق، صاحب المعمل الوحيد لصناعة نفخ الزجاج في سوريا، بالاعتزاز والفخر، بعد أن أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في ديسمبر الجاري، مهنته التقليدية العريقة كعنصر تراثي جديد باسم سوريا على قائمة الصون العاجل ضمن قوائم التراث الثقافي الإنساني.
وقال الحلاق (63 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال تواجده في معمله القريب من منطقة باب شرقي شرق دمشق، إن "إدراج هذه المهنة على قائمة التراث اللامادي شيء مهم، لأن هذه المهنة من أقدم المهن، وهي مدعاة للفخر لمن يعمل بها".
وأضاف أن "إدراج هذه المهنة على قائمة التراث الثقافي والإنساني، هو مدعاة للفخر لنا، كوننا شيوخ كار فيها".
ونفخ الزجاج مهنة تراثية عريقة في سوريا، ولكنها تأثرت مثل باقي المهن التراثية بالحرب التي اندلعت في البلاد في العام 2011، مع غياب السائح الأجنبي الذي كان يشتري منتجات مصنعة يدويا، والنقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الورش، وهجرة أصحاب الخبرة في مثل هذه المهن.
وتقوم هذه الصناعة على تشكيل الزجاج المصهور وتضخيمه ليصبح على شكل فقاعة باستخدام أنبوب النفخ.
ويؤكد الحلاق أن منتجات الزجاج اليدوي مطلوبة في الدول الأوربية والبيوت الدمشقية القديمة التي يعاد ترميها والمطاعم وبعض الفنادق التي لديها قاعة دمشقية يتم وضع زجاج يدوي فيها من إنتاج المعمل.
وحتى الماضي القريب، كانت صناعة الزجاج يدويا من أهم الصناعات الحرفية، خاصة وأن الناس كانوا بحاجة ماسة إلى أدوات مختلفة للمطابخ من أكواب للماء إلى أوعية لتخزين الزيت وأنواع مختلفة من الطعام في بيوت الدمشقيين.
واليوم، وبعد إعلان منظمة اليونيسكو إدراج مهنة نفخ الزجاج التقليدي كعنصر تراثي جديد باسم سوريا على قائمة الصون العاجل ضمن قوائم التراث الثقافي الإنساني، عاد الأمل للعاملين بهذه المهنة التي كادت أن تغيب عن أذهان الكثير من الناس وأعينهم.
ويشعر الحلاق بشغف شديد بمهنة الآباء والأجداد، مشيرا إلى أنها كانت على وشك الاندثار.
وبدأ الحلاق العمل في صناعة نفخ الزجاج منذ كان عمره تسع سنوات، وعاصر كل التطورات التي مرت بها.
وقال الرجل "شعرت بالأمل عندما تم إدراج هذه المهنة على قائمة التراث الثقافي والإنساني، خاصة وأنها كانت مهددة بالانقراض، والبعض نسيها".
وتابع "أعمل في هذه الحرفة منذ كان عمري تسع سنوات وأحبها كثيرا، وأفتخر أنني شيخ كار فيها وأشعر بالاعتزاز اليوم بعد أن تم إدراجها على قائمة التراث الثقافي والإنساني".
ويأمل الحلاق أن تتعلم الأجيال القادمة هذه الصناعة وتحبها حتى يعود إليها الألق مثلما كانت وأفضل.
ولكنه يؤكد أن الأمر يتطلب جهدا كبيرا وتحمل حرارة الفرن والصبر لأن العمل مستمر على مدار اليوم.
وحرص الحلاق على نقل خبرته لعائلته وآخرين، وقال "قمت بتعليم ابني هذه المهنة، والآن حفيدي يسعى لتعلمها وأخوتي وأولاد أخوتي يعملون بهذه المهنة، وهذا الأمر يعطي حافزا لنا من جديد كي نتمسك بها أكثر حتى تبقى على قيد الحياة".
كما يقوم الحلاق بتعليم سيدة وابنتها نفخ الزجاج، مبينا أن هذا الأمر تم قبل شهرين من إدراج المهنة على قائمة التراث الثقافي والإنساني.
وعن ذلك يقول "قبل إعلان اليونيسكو، كانت هناك أم وابنتها في زيارة إلى المعمل وترغبان بتعلم المهنة، وبعد فترة سيتم الإعلان عن أول فتاة تنفخ الزجاج في الشرق الأوسط".
من جهتها، أعربت الشابة ياسمين درويش (18 سنة) عن سعادتها بالعمل في أقدم معمل زجاج يدوي في سوريا، مؤكدة أنها ستستمر كي تصبح محترفة في هذا العمل.
وقالت ياسمين "أتيت إلى المعمل مع أمي وتعرفنا على الحاج محمد الملقب بأبي نعيم وشاهدنا الشغل، وأحببنا أن نتعلمه .. ومنذ شهرين ونحن نعمل هنا، واليوم نتعلم كيفية تركيب ثريا مصنوعة من الزجاج".
وأضافت "نتعلم الآن مراحل العمل بشكل تدريجي، وبعد فترة سنجلس أمام الفرن وأنفخ الزجاج".
وروت الشابة ياسمين شغفها وتعلقها بهذه المهنة، وقالت "في البداية أحسست أن هذه المهنة صعبة، ولكن بعد مرور الوقت شعرت أنها سهلة، وعندما أعود إلى المنزل أتمنى أن يمر الوقت سريعا كي أعود إلى العمل مرة ثانية".
بدورها، أعربت بسمة مجذوب (41 عاما)، وهي والدة ياسمين، عن سعادتها بتعلم مهنة يدوية مثل نفخ الزجاج، إلى جانب عملها في مهنة الخياطة سابقا.
وقالت السيدة السورية "كنت أعمل بمهنة الخياطة، وهي مهنة يدوية وأنا أحب الأعمال اليدوية".
وأكدت بسمة "ستبقى هذه المهنة بالنسبة لي هواية وتراثا، وفي المستقبل ستكون عملا، ولن أتركها لأنني أحببتها كثيرا".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |