4 ديسمبر 2023 / شبكة الصين/ نشرت مجلة "أفريكان بيزنس" البريطانية الشهرية المتخصصة مؤخرا مقالا بعنوان "كيف ستتطور العلاقات الصينية الأفريقية في عام 2024؟" للكاتبة هانا رايدر، الممثلة السابقة المقيمة للسياسات والشراكات لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصين سابقا، والرئيسة التنفيذية لشركة "ديفلوبمنت رياماجند" الدولية للاستشارات، وجاء في المقال:

منذ حوالي عامين، نظمت مع عدد من أعضاء فريقي حفل عشاء في العاصمة السنغالية داكار، لبعض ممثلي الدول الأفريقية المشاركين في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. وقد تلقى هؤلاء الدبلوماسيون ورؤساء دولهم وحكوماتهم العديد من الالتزامات الجديدة من الصين.

وحاليا، تدور العديد من التقارير بشأن الصين في وسائل الإعلام الإفريقية والدولية في عام 2023 حول القروض الصينية. وهناك أيضًا تقارير تفيد بأن الصين تتفاوض بشأن تخفيف عبء الديون مع زامبيا وبعض البلدان الأخرى المنخفضة والمتوسطة الدخل. وبطبيعة الحال، كان لانفتاح الصين بعد كوفيد-19 تأثير على هذه المفاوضات، مما سمح لوفود هذه البلدان والصين بالسفر المتبادل والتوصل تدريجيا إلى إجماع واضح.

وفي هذا العام، كانت وتيرة الزيارات التي أجراها رؤساء الدول أو وزراء الخارجية الأفارقة مثل رئيس زامبيا إلى الصين أعلى كثيراً من متوسط المستوى في عام 2010. ومن تأمين المزيد من القروض الميسرة في مجال الطاقة والنقل، إلى تأمين المزيد من الاستثمار في التصنيع، حتى إتمام صفقات جديدة بشأن تصدير المنتجات الأفريقية إلى الصين، ركزت الزيارات على إعادة إشراك الصين في النمو الاقتصادي للقارة.

وكنا قد وجدنا في السابق علاقة بين زيارات الزعماء الأفارقة للصين وتدفقات التجارة والاستثمار. كما نظمت أطراف مختلفة العديد من المنتديات حول هذه الزيارات، مثل المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي الذي يعقد كل عامين، ومنتدى التعاون الزراعي الصيني الأفريقي. ومع ذلك، وفقًا لقاعدة بياناتنا، نفذ المساهمون الصينيون معظم الأنشطة في القارة الأفريقية في عام 2023، وبالتأكيد أكثر مما كان عليه في عام 2022. فقد شهدنا اتفاقيات استثمارية لتطوير الطرق في زامبيا، وبناء منطقة صناعية جديدة في موزمبيق، وتشييد مصانع أسمنت متصلة رقميًا في أوغندا، والعديد من المشاريع الأخرى.

كما شهدنا كذلك عقد الصين والدول الأفريقية مؤتمرات لترويج التجارة والسياحة، وإرسال الصين فرقا طبية إلى أفريقيا، وتوصل الصين وبعض الدول الأفريقية إلى اتفاقيات بشأن التعاون الإعلامي. وقد رأينا أنه بناءً على الالتزامات التي تم التعهد بها في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2021، جرى التوقيع على بعض اتفاقيات المعاملات المالية - بما في ذلك استثمارات المؤسسات المالية الصينية في بنك التصدير والاستيراد الأفريقي ومؤسسة التمويل الأفريقية، وإصدار مصر لسندات الباندا المقومة بالرنمينبي وما إلى ذلك، في حين تواصل الدول الأفريقية جلب المقاولين الصينيين لمشاريع البناء الجديدة.

وفي العام الماضي، سجلنا ما لا يقل عن 50 نشاطا للتبادل والتعاون بين الصين وأفريقيا شهريا، وأحيانا أكثر من 100 نشاط. ولكن السؤال هو: هل هناك شيء مفقود في عام 2023؟ وما الذي يمكن تصحيحه في عام 2024؟ في حين أن عام 2023 سيكون بالتأكيد مزدحمًا ومرضيًا، إلا أن هناك بعض الفجوات الصارخة التي يمكن أن تحدد مسار عام 2024.

وبعد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي عقد في داكار، سيعقد مؤتمر جديد في الصين في عام 2024. ومن السابق لأوانه الحديث عن نتائج هذا الاجتماع. ومع ذلك، استنادًا إلى اجتماع 2021 والتدابير الجديدة بشأن التصنيع والتحديث الزراعي والتعاون في تنمية المواهب التي صدرت في حوار قادة الصين وأفريقيا هذا العام في جنوب إفريقيا، إلى جانب جهودنا "للحاق" في عام 2023 المزدحم بهذه التجربة. وأنا وفريقي على استعداد لتعاون كبير بين الصين وأفريقيا في عام 2024.