دبي أول ديسمبر 2023 (شينخوا) في خضم أزمة تغير مناخ غير مسبوقة، تبرز الصين، العضو المسؤول في الأسرة العالمية، كطرف فاعل في دفع الحوكمة العالمية للمناخ، وتعمل بنشاط على تعزيز التعاون الدولي لمعالجة هذه الأزمة.

هذا وتعقد الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28) في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر.

وقد حظي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ باهتمام عالمي متزايد في الوقت الذي بات فيه تغير المناخ يهدد بقاء الإنسان أكثر من أي وقت مضى.

والواقع أن مؤتمر هذا العام يتسم بأهمية ملحوظة لأنه سيستجيب لأول تقييم عالمي على الإطلاق لاتفاق باريس، وهو تقييم استغرق عامين للتقدم الجماعي الذي أحرزه العالم نحو تحقيق أهداف الاتفاق.

وبصفتها رائدة في ممارسة الحضارة الإيكولوجية، كثفت الصين في السنوات الأخيرة جهودها نحو التحول الأخضر وحققت إنجازات في مجال التنمية المستدامة.

فقد وضعت هدف "الكربون المزدوج" الجرئ المتمثل في بلوغ ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وصاغت إطار سياسات "1+N" من أجل تحقيقه هذا الهدف.

ومن أجل مستقبل ينعم بصافي الانبعاثات الصفرية، نجحت الصين في بناء أضخم نظام لتوليد الطاقة النظيفة على مستوى العالم، حيث احتلت قدرتها الإجمالية الثابتة من الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية المرتبة الأولى على مستوى العالم.

بالإضافة إلى ذلك، نما استهلاكها السنوي من الطاقة خلال العقد الماضي بمعدل 3 في المائة، ليدعم متوسط نمو اقتصادي يبلغ 6.6 في المائة، وهو ما يجعل الصين واحدة من الدول التي شهدت أسرع انخفاض في كثافة الطاقة.

وتمسكا منها برؤية مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، تعمل الصين أيضا بنشاط على تعزيز التعاون الدولي في مجال المناخ وتشارك بشكل متزايد في الحوكمة العالمية للبيئة.

فقد وقعت على 43 وثيقة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب بشأن الاستجابة لتغير المناخ مع 38 بلدا ناميا، ودربت نحو 2000 من المسؤولين والموظفين الفنيين المتخصصين في الاستجابة لتغير المناخ بأكثر من 120 بلدا، وقدمت إسهامات بارزة في بناء نظام عالمي عادل ورشيد لحوكمة المناخ يحقق نتائج مفيدة للجميع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت الصين والولايات المتحدة بشكل مشترك "بيان سانيلاندز حول تعزيز التعاون لمعالجة أزمة المناخ". وقد رحب رئيس مؤتمر (كوب28) سلطان بن أحمد الجابر بالبيان باعتباره إنجازا هاما قبل انعقاد (كوب28). وقال إنه يعكس النداءات الدولية المستمرة لاتخاذ إجراءات مناخية ويرفع عتبة الاستجابات لتقييم اتفاق باريس في (كوب28).

تتمسك الصين بموقف ثابت بشأن قضايا المناخ ويتمثل في أنه: لمواجهة تغير المناخ، وهو تحد عالمي ملح، فمن الأهمية بمكان الخروج بحل عالمي، ومن الضروري العمل بصورة فعالة على تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس بطريقة شاملة ومتوازنة؛ كما يتعين على جميع الأطراف تعزيز الوحدة والتعاون، ونبذ أي شكل من أشكال الحمائية والأحادية.

جاءت هذه النداءات القوية في الوقت الذي فشلت فيه العديد من الدول الغربية المتقدمة، الملزمة بأن تؤدي واجبها تجاه الحوكمة العالمية للمناخ ولديها قدرات فعلية لبذل المزيد من الجهد في التعاون العالمي، في الوفاء بوعودها.

فلم يتم تنفيذ خفض للانبعاثات بنسبة 25 إلى 42 في المائة من مستوى عام 1990 ولم يتم توفير تمويل بقيمة 100 مليار دولار أمريكي كل عام للعمل المناخي في البلدان النامية.

من جانبه، ذكر وانغ ون بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه في السنوات الأخيرة، صارت الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواترا، وأصبحت الآثار الضارة لتغير المناخ بارزة، مشيرا إلى أن التقرير الأخير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يذكّر العالم مرة أخرى بأن الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية.

وقبل انعقاد مؤتمر (كوب28)، أكدت الصين مجددا تصميمها والتزاماتها، وحثت البلدان المتقدمة على أن تترجم أقوالها إلى أفعال.

وأشار المتحدث إلى أن "الصين ستعمل مع جميع الأطراف لدعم رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر، والاستفادة من التقييم العالمي كفرصة لتسريع التنفيذ، وتعزيز إجراءات الدعم، والعمل بشكل مشترك على بناء نظام حوكمة عالمي للمناخ يكون عادلا ورشيدا ومربحا للجميع".

وقال وانغ إنه من أجل تحقيق أهداف ضبط المناخ، تقتضي اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس التابع لها من البلدان المتقدمة أن تأخذ زمام المبادرة في تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات وتقديم الدعم المالي والتكنولوجي والدعم الخاص ببناء القدرات من أجل دفع الإجراءات المتعلقة بالمناخ في البلدان النامية. وفي الوقت نفسه، يتعين على الدول النامية أن تسهم أيضا في مكافحة تغير المناخ.