arabic.china.org.cn | 27. 11. 2023

مقالة خاصة: الأجواء الماطرة تضاعف محنة النازحين الفلسطينيين في غزة

arabic.china.org.cn / 23:57:38 2023-11-27

غزة 27 نوفمبر 2023 (شينخوا) يلتف الفلسطيني ماجد أبو سالم وعدد من أفراد عائلته أمام موقدة نار داخل خيمة من النايلون المقوى أقامها في مركز إيواء تديره الأمم المتحدة في دير البلح وسط قطاع غزة للحصول على الدفء في ظل الأجواء الماطرة.

ويشهد قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة منذ يومين انخفاضا في درجات الحرارة صاحبها سقوط أمطار خفيفة، ما زاد العبء على النازحين من منازلهم إلى المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بحثا عن ملجأ أمن.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر في 13 أكتوبر الماضي بعد أقل من أسبوع من بدء الحرب على غزة سكان مدينة غزة وشمالها بالنزوح إلى وسط وجنوب القطاع بدعوى الحفاظ على حياتهم.

واضطر أبو سالم البالغ من العمر (55 عاما) كحال مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية للنزوح من منازلهم في غزة وشمالها إلى مناطق وسط وجنوب القطاع بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي أحدثت دمارا كبيرا في المباني السكنية والبنية التحتية.

ويقول أبو سالم بينما يشير إلى أطفاله الذين يرتجفون من برودة الطقس كونهم يرتدون ملابس خفيفة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هربنا من بيوتنا بأعجوبة جراء القصف الشديد وتركنا ملابسنا وفراشنا ونزحنا إلى المدارس".

ويضيف أبو سالم الذي فر من مخيم جباليا شمال القطاع فيما يشكو صعوبة الحال داخل المدرسة أن "الأحوال الجوية الماطرة ضاعفت معاناة النازحين الذين يتلقون خدمات شحيحة ومحدودة من مأكل ومشرب".

ولا يوجد موطئ قدم في فناء المدرسة وفصولها الصفية التي اكتظت بعائلات فلسطينية نازحة غالبيتها من النساء والأطفال، وسط مخاوف من إطالة أمد المعاناة التي يعيشونها.

واشتكى النازحون من عدم توفير أي مقومات إنسانية لهم مثل الأغطية والفراش وأقل اللوازم المعيشية.

ويقول مسؤولون في منظمات إغاثية دولية إن الاحتياجات لمساعدة النازحين ضخمة جدا، فيما ما يصل من إمدادات إنسانية يمثل نقطة في بحر الاحتياجات المطلوبة.

وتقول الفلسطينية ميسون أبو ضاهر (28 عاما)، وهي أم لأربعة أطفال نزحت بهم من حي الشجاعية شرق مدينة غزة "تركنا منازلنا في المناطق الحدودية خوفا على حياتنا وتوجهنا إلى المدارس في دير البلح بحثا عن الأمان".

وتضيف أبو ضاهر التي تتفقد أطفالها بين حين وآخر أن العائلات الفلسطينية النازحة تعاني الأمرين جراء الحرب الإسرائيلية "الطاحنة التي دمرت كل شيء والتي تتزامن مع الأحوال الجوية الباردة".

وتتابع أبو ضاهر التي تقتسم فصلا دراسيا مع عدد من العائلات النازحة الأخرى "لا يوجد خدمات كافية للنازحين الذين خرجوا من منازلهم بملابس خفيفة ودون فراش وأغطية من برد الشتاء القارس".

ووفق اخر بيانات أونروا فإن أكثر من 900 ألف نازح يقيمون في 99 مرفقا في مناطق وسط القطاع وخانيونس ورفح جنوبه، مشيرة إلى أن عدد النازحين في ازدياد مستمر في ظل استمرار المخاوف من الحرب.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة أو ما يقرب من 80% من السكان أصبحوا نازحين داخلياً.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إنه بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في ملاجئ الأونروا حدثت زيادات كبيرة في بعض الأمراض والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المرتبطة بالنظافة مثل القمل.

ولذلك يتوجه عشرات النسوة في ذات المدرسة يوميا إلى شاطئ البحر الذي يبعد بضعة أمتار من أجل غسل ملابس أفراد عائلاتهن بسبب شح المياه ومقومات الحياة جراء الاكتظاظ الكبير.

وتقول سيدة عرفت نفسها بأم عيسى إن مياه البحر هي الملجأ الوحيد للعائلات النازحة في المدرسة كمتنفس وحيد ومكان لغسل الملابس بسبب قلة المياه.

وتضيف أم عيسى "علامات قليلة تظهر أن سكان غزة على قيد الحياة وإننا نتنفس ولكننا رغم ذلك فقدنا كل علامات الحياة الأخرى".

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية دول العالم إلى التعامل مع قطاع غزة على أنها "منطقة منكوبة" بفعل حرب إسرائيل المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

فيما أكد المستشار الإعلامي لأونروا عدنان أبو حسنة على الاحتياجات الإنسانية الهائلة في غزة في ظل وضع غير مسبوق لم يكن يمكن تخيله، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يمرون بنكبة جديدة وقد عادوا إلى الصفر من جديد. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号