بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

16 أغسطس 2023 /شبكة الصين/ تعمل الصين في السنوات الأخيرة على تحسين البيئة الايكولوجية في البلاد وتوفير مساحات خضراء شاسعة في أغلب المناطق الصينية، حتى يعيش السكان في تناغم وانسجام مع الطبيعة والبيئة، إذ تقوم الصين بتطبيق فكرة "البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي"، وإقامة "صين جميلة" من خلال دعم التنمية عالية الجودة بالبيئة الإيكولوجية. وفي هذا الإطار، أعلنت الصين أن يوم 15 أغسطس من كل عام يمثل اليوم الوطني الصيني للإيكولوجيا، ليصبح هذا التاريخ فرصة مميزة للاهتمام بالقضايا البيئية وتسليط الضوء على التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد الطبيعية في البلاد وتعزيز الوعي بقضايا التلوث وتغير المناخ. وقد عملت الصين في هذا المجال خلال السنوات العشر الماضية، حيث أطلقت وزارة الإيكولوجيا والبيئة عام 2019 منصة خدمة وطنية شاملة لتطبيق إنجازات العلوم والتكنولوجيا في البيئة الإيكولوجية، وحتى الآن جمعت هذه المنصة أكثر من 4800 إنجاز متميز، كما تقوم الصين بتعزيز أبحاث التكنولوجيا البيئية، فمنذ عام 2011 إلى عام 2020 سجل عدد براءات الاختراع الصينية في مجال التكنولوجية البيئية 60% من إجمالي العالم، وهو ما جعل الصين أكثر الدول نشاطا في هذا المجال، كما استعملت الصين التكنولوجيا الرقمية في مجال البيئة بهدف تسهيل نماذج حديثة للصناعات الإيكولوجية، وهو ما يخدم الزراعة الحضرية والسياحة البيئية.

تُعتبر التحديات البيئية واحدة من أهم التحديات التي يواجهها العالم في عصر التطور التكنولوجي، وقد عملت الصين على الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال إقامة مراكز أبحاث متطورة للحيوانات والنباتات النادرة والمهددة بالانقراض، حيث تتميز الصين بوجود نسيج متنوع وثري لأنواع متعددة للحيوانات والنباتات، ومن أبرزها حيوانات الباندا، والتي أقامت لها الصين مراكز متطورة للعناية بها ومراقبة تكاثرها، ليصبح هناك أكثر من 1800 باندا بريا في الصين، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى من الحيوانات النادرة الأخرى والمهددة بالانقراض. كما تقوم الصين باتباع استراتيجيات مبتكرة وحديثة للحفاظ على البيئة، والعمل على تحقيق تنمية مستدامة متكاملة في مجال البيئة وتخفيض انبعاثات الكربون من خلال سياسات ملموسة من بينها مراقبة جودة المصانع الكبرى، والتوجه نحو تعميم استعمال سيارات الطاقة الجديدة وأيضا تجسيد التقنيات الصديقة للبيئة وإعادة تدوير الموارد في المشاريع الكبرى. كما أصبحت الصين دولة رائدة في تطبيق الاقتصاد الأخضر والتشجيع على الابتكار في الزراعة الذكية والنقل الذي يعتمد على الطاقة المتجددة.

تسعى الصين إلى تطبيق فكرة "التعايش المتناغم بين الإنسان والبيئة الطبيعية" من خلال العديد من الخطط المدروسة والتي تركز على إقامة نظام مراقبة شامل للحفاظ على التنوع البيولوجي وعلى الثروات البيئية في البلاد، إذ تجاوزت المناطق المحمية في الصين أكثر من 1.7 مليون كيلومتر مربع، واتباع سياسات متعددة لمكافحة التصحر بتقنيات حديثة ومتطورة، والتصدي للتلوث البيئي والبحري، وتحقيق الحياد الكربوني، والحفاظ على الموارد المائية واستعادة الغابات في مختلف المناطق الصينية. وتعمل الصين أيضا على تنفيذ الفكرة الحضارية الإيكولوجية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الحديث من خلال استراتيجيات تشمل جميع المجالات، وتكريس التكنولوجيا والتقنيات المتطورة لخدمة مجال البيئة والتغلب على المشاكل البيئية ومعالجة التلوث وحماية الموارد الطبيعية في البلاد.

لقد أبرزت الصين حرصها على تنفيذ مسؤولياتها الوطنية والعالمية تجاه البيئة، من خلال العديد من الخطط التي تساهم في توفير مساحات خضراء نظيفة والحفاظ على نظام إيكولوجي رائد على جميع المستويات. وبمناسبة احتفال الصين باليوم الوطني للإيكولوجيا، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه "لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، ينبغي بذل الجهود للحفاظ على العزم الاستراتيجي في دفع التقدم الإيكولوجي" كما دعا شي إلى "بذل جهود ملموسة ومستمرة عبر المجتمع لتقديم إسهامات أكبر لبناء عالم نظيف وجميل بشكل مشترك"، وذلك للتأكيد على أهمية حماية البيئة الإيكولوجية ودفع بناء الحضارة الإيكولوجية في الصين وتعزيز مساهمة أفراد المجتمع لتوفير ببيئة نظيفة تعود بالنفع على الجميع.