arabic.china.org.cn | 04. 02. 2023

فريق بحثي مصري دولي يستنتج خرائط التبادل التجاري لمصر القديمة من مواد حفظ المومياوات

arabic.china.org.cn / 04:32:48 2023-02-04

القاهرة 3 فبراير 2023 (شينخوا) نجح فريق بحثي مصري دولي في استنتاج خرائط التبادل التجاري بين مصر القديمة وبعض دول العالم من خلال المواد المُستخدمة في حفظ المومياوات.

وأشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري أيمن عاشور، في بيان للوزارة صدر اليوم (الجمعة) على صفحتها الرسمية في ((فيسبوك)) بنجاح فريق بحثي من المركز القومي للبحوث بالتعاون مع فريق بحثي دولي في التوصل إلى عدة اكتشافات مُتميزة، ونشر الدراسة العلمية في مجلة ((Nature)) والذي جاءت بعنوان: "التحليلات الجزيئية الحيوية تتيح رؤية جديدة في التحنيط المصري القديم".

وذكر البيان أن الباحثين قاموا بدراسة المقبرة التي تم اكتشافها على بُعد أمتار من هرم أوناس بسقارة، وترجع ورشة التحنيط للأسرة 26، وتقع على بعد 30 مترًا تحت سطح الأرض، وتنقسم الورشة إلى غرفة التحنيط وتبعُد حوالي 12 مترًا من سطح الأرض وتم تجهيزها بمصاريف للتخلص من الأحشاء وغيرها من الفضلات، وهى مصممة للتهوية الجيدة حيث تأخذ عملية التحنيط حوالى 70 يومًا تقريبًا.

أما غرفة الدفن فتقع على بُعد 30 مترًا من سطح الأرض وقد تم العثور على قناع من الفضة بحالة جيدة، وهذا دليل على أن هذه الأسرة كانت غنية، وذلك لندرة الفضة في مصر القديمة، كما تم اكتشاف 121 وعاءً فخاريًا وكوؤس من القيشاني، وفق البيان.

وأضاف أنه في هذه الدراسة تم اختيار تحليل 31 وعاءً فخاريًا يحتوى على بقايا مواد التحنيط من ورشة التحنيط بسقارة، وتم وضع علامات على هذه الأواني وفقًا لمحتواها مما يمكننا من خلالها ربط المواد العضوية بأسمائها المصرية القديمة ومواصفاتها وممارسات التحنيط، حيث تعتبر ورشة التحنيط بسقارة الوحيدة التي تم العثور فيها على أواني التحنيط بصورة سليمة، ومكتوب عليها باللغة الهيروغليفية.

وأشار إلى أنه تم في هذه الدراسة تحديد مخاليط محددة من الزيوت العطرية أو المطهرة والقطران والراتنجات التي كانت تُستخدم لتحنيط الرأس.

وقد أظهرت النتائج من خلال تحديد المواد العضوية غير المحلية، إعادة بناء شبكة التجارة ومعرفة مصدر هذه المواد التي زودت المحنطين المصريين القدماء بالمواد اللازمة للتحنيط، حيث إن غالبية المواد المستخدمة في ورشة سقارة كانت مستوردة، وكثير منها كانت من مسافة بعيدة.

وقد تم تحليل بقايا المركبات العضوية في أواني التحنيط في المركز القومي للبحوث، ووجد أن هذه الأواني تحتوي على خليط من الزيوت العطرية، مثل: زيت الأرز، والقطران، ودهن حيواني وبعض الراتينجات الصنوبرية، واتضح من الدراسة أن عملية التحنيط تختلف حسب العضو المُحنط، وأن كل عضو له خلطة مُتخصصة من الزيوت والراتنجات والدهون النباتية والحيوانية وليس خلطة واحدة، وبهذا أظهرت نتائج البحث لأول مرة أن المصريين القدماء لم يستخدموا نفس المواد الحافظة لحفظ أجزاء الجسم المختلفة ولكن تباينت المواد الحافظة ومكوناتها من جزء لآخر.

وكشفت الدراسة عن أن المصريين القدماء جلبوا المواد الطبيعية المُستخدمة في التحنيط أو حفظ الأنسجة أو النباتات التي تستخرج منها تلك المواد من دول بآسيا أو إفريقيا الاستوائية.

ولفتت إلى أن هذا يؤكد أن المصريين القدماء لم يكونوا يعملوا بطريقة عشوائية ولكنهم علموا أن تلك النباتات دون غيرها تحتوى على المواد الفعالة المرجوة ذات التأثير المُضاد لتحلل المومياوات والأنسجة، مما يعكس بشكل شبه قاطع أن تلك المواد الفعالة قد تم تعريفها من قبل المصري القديم باستخدام منهج علمي وبحثي يجعلها دون غيرها تُستخدم في ذلك الغرض.

كما فتحت الدراسة الباب لتساؤل عما إذا كان المصري القديم على دراية بالميكروبات التي تتسبب في تحلل أجساد الموتى وحاول اكتشاف مضادات لتلك الميكروبات بشكل مُتخصص وهو ما يمكن طرحه في أبحاث مستقبلية.

كما عكست الخلطات المتباينة التي استُخدمت في معالجة أجزاء الجسم المختلفة أيضًا أن ذلك كان وليد أبحاث دقيقة، وصنف فيها المصري القديم التراكيب والمخاليط الطبيعية المختلفة بناءً على تركيب وطبيعة الأنسجة المرجو حفظها مما يعكس دراية بطبيعة تركيب الأنسجة المختلفة للجسم.

ويعد هذا البحث نتاج تعاون دولي مُثمر بين علماء في المصريات والحفائر من ألمانيا وفرنسا وعلماء في مجال الكيمياء الحيوية من مصر، مما أضفى على البحث قيمة تكاملية. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号