القدس أول فبراير 2023 (شينخوا) طلبت الحكومة الإسرائيلية اليوم (الأربعاء) من المحكمة العليا مهلة جديدة لمدة أربعة شهور للبت في قضية إخلاء قرية "الخان الأحمر" الفلسطينية شرق مدينة القدس.

وهذه هي المرة التاسعة التي تطلب فيها الحكومة التأجيل في قضية إخلاء القرية، حيث انتهت مهلة التمديد السابقة اليوم.

وجاء في رد الحكومة على المحكمة العليا، والذي اطلعت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه، أن القيادة السياسية "ثابتة في موقفها بأن سيادة القانون تتطلب تنفيذ أوامر الهدم في قرية الخان الأحمر".

وبررت الحكومة موقفها بأنه "نظرا لتعقيد وحساسية القضية، والاهتمام الكبير الذي تثيره في المجتمع الدولي وانعكاساته على العلاقات الخارجية لإسرائيل، تم توجيه المسؤولين لإكمال العمل المطلوب لصياغة الرد الدقيق على القضية".

وعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل بعد انتخابات أجريت في نوفمبر 2021 ليقود أكثر حكومة يمينية في تاريخ البلاد.

ويقع الخان الأحمر شرق القدس على الطريق الواصل بين جنوب الضفة الغربية ومدينة أريحا، حيث أنشأت إسرائيل في تلك المنطقة تجمعا يعرف باسم (معاليه أدوميم)، ومن شأن إخلاء القرية أن يقطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها نهائيا.

ويقطن بالخان الأحمر، وهو منطقة بدوية، نحو 200 فلسطيني في منازل من الخيام والصفيح.

وسبق أن قررت المحكمة الإسرائيلية العليا في مايو 2018 إخلاء قرية الخان الأحمر، ورفضت في الخامس من سبتمبر من العام ذاته التماسا لأهالي الخان ضد إخلائهم.

وبالرغم من صدور قرار الإخلاء عام 2018، إلا أنه تم تأجيل التنفيذ أكثر من مرة، حيث أشارت الحكومة الإسرائيلية السابقة إلى وجود مفاوضات مع سكان القرية للتوصل إلى اتفاق.

وانتقدت منظمة (ريغافيم) اليمينية التي قدمت الالتماس للمحكمة لإخلاء القرية طلب التأجيل، وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة مئير دويتش في بيان، "كنا نأمل في الحصول على استجابة مناسبة لحكومة يمينية وطنية كما وعدونا في الانتخابات".

وأضاف دويتش أنه "لا يوجد مبرر للتأجيل"، مطالبا المحكمة العليا بإصدار قرار نهائي.

من جهته، قال عضو الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) من حزب (الليكود) داني دانون في تغريدة عبر ((تويتر))، إن "رد الحكومة بتجنب إخلاء خان الأحمر، يشكل سابقة خطيرة ومكاسب غير متوقعة للبناء الفلسطيني".

وأضاف "تم انتخابنا لتغيير سياسة الحكومة السابقة وعدم الاستمرار فيها"، معتبرا أنه "لم يفت الأوان بعد للتصرف وإخلاء الخان الأحمر".

ويقول الفلسطينيون إن هدم القرية من شأنه قطع أي تواصل جغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية، وبالتالي تقويض حل الدولتين، بينما تبرر إسرائيل هدم القرية بأنها "شيدت بدون ترخيص".