الصفحة الأولى | حجم الخط  

خبير مصري: هوليوود استعمار ثقافي والسينما العالمية بحاجة إلى تنوع ثقافي

arabic.china.org.cn / 16:43:50 2022-09-29

29 سبتمبر 2022 /شبكة الصين/ نشرت قناة الجزيرة القطرية مؤخرا مقالا لسليمان صالح، أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، تحدث فيه عن السينما الأمريكية باعتبارها إحدى أهم وسائل الولايات المتحدة لتطبيق "الاستعمار الثقافي"، وتساءل لماذا يحتاج العالم إلى صناعة أفلام جديدة.

وقال صالح إن نجاح هوليوود في نشر الثقافة الأمريكية للعالم والتأثير على نمط الحياة واللباس وعادات الأكل لكثيرين، يُظهر بشكل غير مباشر العلاقة الوثيقة بين الاستعمار الثقافي والاستعمار الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، فرضت هوليوود أسلوب الحياة الأمريكي على الجمهور العالمي، مما عزز التبعية الاقتصادية لدول العالم لها.

ويعد الاحتفاء بأسلوب الحياة الأمريكي من أهم مظاهر السينما الأمريكية، وذلك باستخدامه كنموذج للحضارة الحديثة حتى يتقبل الجمهور فكرة التفوق الأمريكي وشرعية الهيمنة الأمريكية على العالم. فمنذ التسعينيات، وفرت العولمة فرصا جديدة للسينما الأمريكية، وساعدتها على فرض "الأمركة" على الجماهير. وفي الوقت نفسه، توفر حكومة الولايات المتحدة فرصا للأفلام الأمريكية، وتشجع النشر الثقافي والرقابة الثقافية، وتعزز تنمية العولمة.

وقال صالح إن الدراسات التي أجريت على الأفلام الأمريكية حول العالم أظهرت أنها ساهمت في انتشار ثقافة المستهلك ودعم نهبها للثروة، وثبطت الناس عن قبول السلع المحلية التي لا تضاهي جودة المنتجات الغربية. لذلك، تحتاج البلدان النامية إلى خوض صناعة السينما، بما في ذلك كيفية ممارسة التبعية السياسية والاقتصادية، وكيف تؤثر على تفضيلات شعبها.

والأفلام ليست مجرد ترفيه، ولكنها وسيلة لفرض القيم والثقافة الأمريكية على الناس، وهو استعمار غير مباشر يهدد الثقافة المحلية ويستبدل الثقافة الأمريكية بها. وهذا الاستعمار يسيطر على الأفكار والوعي وليس على الأرض.

وقال صالح إن أحد أبرز مظاهر الاستعمار الثقافي هو أن صانعي الأفلام حول العالم بدأوا في استخدام أساليب هوليوود لرواية القصص، مما زاد من اعتمادهم على الثقافة الأمريكية. ونظرا لأن شركات الأفلام في البلدان النامية تقلد أفلام هوليوود، فإنها تقلل من التنوع الثقافي، وتحد من قدرة الدول الضعيفة على صناعة الأفلام وإحساس الناس بالانتماء، وتعزز شعور شعوبها بالضعف والدونية.

وأوضح صالح أنه لا يكفي دراسة كيف تتلاعب أفلام هوليوود بالناس وتتحكم فيها، بل تحتاج الدول النامية أيضا إلى الدراسة المتعمقة لكيفية إجبار هوليوود صناع أفلامها على الانصياع للعوامل الاستعمارية للولايات المتحدة من حيث الإنتاج والتصوير وكتابة السيناريو والأداء. ورواية القصص بطريقة هوليوود تدور حول إخضاع السكان للسيطرة الأمريكية، والاحتفاء بالنمط الغربي للحياة ومهاجمة عادات وتقاليد وثقافات وديانات الفقراء، مما يجعلهم يشعرون بالدونية والضعف والخضوع.

ويحتاج الناس في البلدان النامية إلى صناعة أفلام جديدة، يقودها مثقفوهم، لإنتاج جيل جديد من نقاد السينما والمبدعين وكتاب السيناريو الذين يروون قصصا عن النضالات الوطنية ومقاومة الاستعمار الثقافي. وليس فقط البلدان المتخلفة، ولكن العالم بأسره يحتاج إلى العمل للتحرر من قبضة هوليوود وخلق طرق جديدة للتعبير عن رغبته في العدالة والتحرر من الاستعمار الثقافي.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号