الصفحة الأولى | حجم الخط  

تعليق ((شينخوا)): بعد مرور 246 عاما... فيروس العنصرية لا يزال يعصف بالولايات المتحدة

arabic.china.org.cn / 12:53:48 2022-07-06

بكين 6 يوليو 2022 (شينخوا) في الوقت الذي يحتفل فيه العديد من الأمريكيين بيوم استقلال أمتهم، لا يزال جزء كبير من مواطنيهم، ولا سيما الأقليات العرقية والنساء، يعاني من العنصرية والتمييز فضلا عن انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية التي لا تزال تطارد البلاد منذ ولادتها قبل قرابة قرنين ونصف من الزمان.

من بين هؤلاء الأمريكي من أصل أفريقي جايلاند ووكر وعائلته. فقد قُتل الشاب الأسود الأعزل البالغ من العمر 25 عاما بوابل من الرصاص أطلقه ثمانية من ضباط الشرطة في مطاردة سريعة الأسبوع الماضي.

في مقطع فيديو التقطته كاميرا الجسم لإطلاق النار المميت نُشر يوم الأحد، كان الضباط يطاردون ووكر الذي نزل من سيارته، ثم أطلقوا عدة طلقات عليه. وقال محامي عائلة ووكر إن الضباط استمروا في إطلاق النار حتى بعد سقوطه على الأرض.

تذكرنا وفاة ووكر المأساوية بطبيعة الحال بمقتل جورج فلويد، وهو أمريكي أسود آخر، في عام 2020. على الرغم من أن فلويد كرر عبارة "لا أستطيع التنفس" أكثر من 20 مرة، إلا أن ضابطا أبيض أصر على الضغط بركبته على عنق فلويد لما يقرب من 10 دقائق، وسلب حياته بلا رحمة.

الحقيقة الصعبة هي أن ما يخنق الأمريكيين من أصل أفريقي والمجموعات العرقية الأخرى، ويجعلهم "لا يستطيعون التنفس" ليس فقط بعض ضباط إنفاذ القانون البيض. بل إن شبح العنصرية والتمييز الذي مازال يراوح مكانه في البلاد أكثر قمعا وفتكا.

على مدى عقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة تسمى "بوتقة الانصهار" أو "وعاء السلطة". وازداد اعتياد الساسة في واشنطن على تصوير الولايات المتحدة على أنها نصيرة لحقوق الإنسان والمساواة العرقية. ولكن سواء أقررت بذلك أم لا، فقد خُبزت عدم المساواة العرقية والتمييز في جينات البلاد.

عندما صيغ إعلان استقلال الولايات المتحدة في عام 1776، كان توماس جيفرسون وزملاؤه من مؤلفي الإعلان يقصدون حرفيا أن الذكور البيض فقط هم الذين لهم الحق في المساواة والحقوق حيث صاغوا عبارة "كل الرجال خلقوا متساوين".

وهذا ما حدث بالفعل للمجتمعات غير البيضاء. فقد كان يُنظر إلى الأمريكيين السود على أنهم "ملكية شخصية" لمالكي العبيد، وبعضهم كانوا من الآباء المؤسسين أنفسهم. أما بالنسبة للأمريكيين الأصليين، فقد كان مصيرهم أكثر بؤسا: "الهنود والذئاب كلاهما وحوش مفترسة، لكنهما يختلفان في الشكل"، هذا ما قاله ذات مرة جورج واشنطن الذي كان يحب ارتداء أحذية مصنوعة من جلد الهنود.

بينما دعا الدكتور مارتن لوثر كينج بحماس إلى حلم يتصور أن "الرجال من جميع الأجناس والألوان والمعتقدات سيعيشون معا كأخوة"، يبدو أن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة لم يقصدوا أبدا القيام بذلك.

على الرغم من إحراز بعض التقدم في القرنين الماضيين، مثل منح المرأة الحق في التصويت وإنهاء العبودية، إلا أنه على حد تعبير الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فإن الولايات المتحدة لم "تشف" من العنصرية، ولا يزال تاريخ العبودية والفصل العنصري جزءا من الحمض النووي الأمريكي.

في كتابه "من نحن؟: التحديات التي تواجه الهوية الوطنية الأمريكية"، جادل صموئيل هنتنغتون، عالم السياسة الأمريكي، بأن الهوية الوطنية الأمريكية هي نتاج الثقافة الأنجلو-بروتستانتية للمستوطنين المؤسسين لأمريكا.

يعطي هذا بعض الأفكار حول سبب استمرار الأمريكيين السود والجماعات العرقية الأخرى في مواجهة نوع ما من الفصل العنصري الفعلي على الرغم من أن قوانين جيم كرو في البلاد صارت شيئا من الماضي. ووفقا لمقال نشرته صحيفة ((نيويورك تايمز)) في عام 2019، فإن أكثر من نصف أطفال المدارس في البلاد يعيشون في مناطق ذات تركيز عرقي، حيث أكثر من 75 في المائة من الطلاب إما من البيض أو غير البيض.

ومع فشل الاندماج العرقي، تتحمل الجماعات غير البيضاء العبء الأكبر من حيث تفشي العنف المسلح، وتضخم جرائم الكراهية، واتساع فجوات الثروة والتعليم.

أظهرت بيانات صادرة عن منظمة ((إفريتاون فور غان سايفتي))، وهي منظمة أمريكية غير ربحية أن الأمريكيين السود يتعرضون بشكل أكبر بواقع 10 أضعاف لجرائم قتل بالأسلحة النارية، وبواقع 18 مرة لإصابات ناجمة عن اعتداء مسلح، وبواقع قرابة 3 أضعاف لإطلاق نار مميت من قبل الشرطة مقارنة بالأمريكيين البيض.

في استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في منتصف أبريل، قال حوالي 32 في المائة من البالغين السود إنهم قلقون كل يوم أو كل يوم تقريبا من احتمال تعرضهم للتهديد أو الهجوم بسبب عرقهم أو أصلهم الإثني. وقال حوالي واحد من كل خمسة أمريكيين آسيويين الشيء نفسه، وكذلك فعل 14 في المائة من البالغين من أصل إسباني.

ولكن يبدو أن الساسة في واشنطن غير مهتمين بوضع حد حقيقي للمشكلات التي تكدر حياة مواطنيهم الذين يصادف أن لون بشرتهم أغمق. ويميلون إلى استغلال وقتهم في تشويه صورة حقوق الإنسان للبلدان البعيدة عن شواطئ أمريكا.

"إن الميراث الغني للعدالة والحرية والرخاء والاستقلال، الذي ورثه آباؤكم، تنعم به أنت وليس أنا...هذا الرابع من يوليو هو ملك لك وليس لي. يمكنك أن تفرح، وعلي أن أحزن"، هكذا عبر فريدريك دوغلاس الأمريكي من أصل أفريقي عن حسرته في عام 1852. ولا تزال كلماته صحيحة حتى اليوم.

في الوقت الذي يُعامل فيه فلويد ووكر وعشرات الآلاف من الأمريكيين غير البيض الآخرين كمواطنين من الدرجة الثانية في هذا البلد الذي يحب التباهي بالحرية والمساواة، فقد أثبتوا من خلال مآسيهم الشخصية التي تملؤها الدموع والدماء أنه بعد مرور 246 عاما، لا تزال أمريكا مصابة بلعنة العنصرية. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号