بكين 30 يونيو 2022 (شينخوا) أعربت الصين اليوم (الخميس) عن قلقها البالغ ومعارضتها الشديدة لوثيقة المفهوم الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي نُشرت حديثا، حيث قالت إنها مليئة بعقلية الحرب الباردة والانحياز الأيديولوجي، وتتمسك بموقف خاطئ يقوم على التحدي المنهجي للصين.

أدلى تشاو لي جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي يومي، عندما طُلب منه التعليق على الوثيقة. وأكد تشاو للصحفيين أن الوثيقة تشوه الحقائق، وتُلطخ السياسة الخارجية الصينية، وتقدم تصريحات غير مسؤولة بشأن التطور العسكري الطبيعي وسياسة الدفاع الوطني في الصين، وتحرض على المواجهة والصراعات، وتمتلئ بعقلية الحرب الباردة والانحياز الأيديولوجي.

وتابع قائلا إن "الصين تشعر بقلق بالغ إزاء هذا وتعارضه بشدة".

وذكر تشاو أن الصين كانت دوما أحد بناة السلام العالمي ومساهِمة في التنمية العالمية وحارسة للنظام الدولي، مضيفا أن الصين لم تغزُ أي دولة على الإطلاق، ولم تشن قط حربا بالوكالة، ولم تنضم إلى أي كتلة عسكرية أو تشكل مثل هذه الكتل.

واستطرد قائلا "إننا ملتزمون بمسار التنمية السلمية، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتطوير التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق. ولقد اقترحنا مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي وقمنا بتطبيقهما، ووفرنا عددا كبيرا من سلع المنافع العامة للمجتمع الدولي لمعالجة قضايا رئيسية من بينها السلام والتنمية".

وذكر تشاو أن "الشعوب بجميع أنحاء العالم تدرك الفرص العظيمة التي قدمتها التنمية السلمية الصينية. وهذه بكل تأكيد ليست التحديات المنهجية التي ذكرها الناتو"، مضيفا أن الناتو نفسه، في المقابل، يمثل تحديا منهجيا للسلام والاستقرار العالميين.

وأوضح أن الناتو يدعي بأنه منظمة إقليمية ودفاعية، ولكنه في الحقيقة ينتهك المناطق والأراضي، ويشن الحروب ويقتل المدنيين باستمرار، والآن وسعَ الناتو امتداده إلى منطقة آسيا-الباسيفيك في محاولة لتصدير عقلية الحرب الباردة.

ولفت تشاو إلى أن "منطقة آسيا-الباسيفيك لديها الريادة في تحقيق السلام والاستقرار، وأرض واعدة للتعاون والتنمية. وأي تحرك من شأنه الإضرار بالسلام والاستقرار وتقويض الوحدة والتعاون في المنطقة، سيُعارَض على نحو مشترك من الشعب الصيني وشعوب بلدان منطقة آسيا-الباسيفيك، ومصيره الفشل".

وأكد أن إثارة ضجة بشأن ما يسمى "التهديد الصيني" تعد أمرا عقيما تماما. وينبغي على الناتو التوقف بشكل فوري عن توجيه الاتهامات الباطلة للصين واستفزازها، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة وعقلية اللعبة الصفرية العتيقتين، وترك الهوس الخاطئ بالقوة والسعي نحو "الأمن المُطلق"، والتوقف عن التحركات الخطيرة التي تزعزع أمن أوروبا ومنطقة آسيا-الباسفيك.

وأضاف تشاو "ما ينبغي عليهم فعله هو تقديم إسهامات ملموسة إلى أمن واستقرار أوروبا والعالم أجمع".