الصفحة الأولى | حجم الخط  

خبراء دوليون في الشأن السياسي السوري: أمريكا تتحمل مسؤولية الفوضى

arabic.china.org.cn / 13:52:08 2022-06-14

14 يونيو 2022 / شبكة الصين / أفاد تقرير لوكالة الأنباء السورية، أن مصادر في ريف اليعربية السوري، قالت لوسائل إعلام محلية، إن القوات الأمريكية المتمركزة بشكل غير قانوني في سوريا سرقت مؤخرا النفط من الحقول النفطية التي احتلتها، واستخدمت 70 شاحنة لنقل النفط بشكل غير قانوني إلى شمال العراق تحت حماية ست مدرعات.

وأشارت وكالة سانا إلى أنه في عام 2015، أرسلت الولايات المتحدة قواتها مباشرة إلى شمال شرق سوريا بذريعة محاربة الجماعات المتطرفة، واحتلت بالقوة معظم حقول النفط السورية. وفي السنوات الأخيرة، واصلت القوات الأمريكي وحلفاؤها تهريب النفط السوري والموارد الغذائية إلى خارج البلاد وبيعها من أجل الربح. 

وكان وزير النفط والثروة المعدنية السوري، بسام طعمة، قد أدان القوات الأمريكية والمتعاونة معها وشبههم بـ"قراصنة" ينهبون موارد سوريا النفطية، معتبرا أن ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا هو "السرقة".

وباعتباره مصدرا هاما لخزينة الدولة، قال فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة السورية، إنه قبل اندلاع الأزمة السورية، لم يكن النفط يحقق الاكتفاء الذاتي للبلاد فحسب، بل كان يصدر جزء منه لزيادة الإيرادات المالية. وفي عام 2021، بلغ متوسط إنتاج النفط اليومي في سوريا 85.9 ألف برميل فقط، لكن احتياجات البلاد اليومية من النفط تجاوزت 200 ألف برميل. ولا يؤدي النهب الذي تمارسه الولايات المتحدة على المدى الطويل إلى نفاد النفط من الشعب السوري فحسب، بل يعيق أيضا تنمية الاقتصاد الوطني.

وانتقد الناشط السياسي السوري وادا عيسى هذا الوضع قائلا "إنهم (القوات الأمريكية) هنا لسرقة مواردنا وإثارة الفوضى"، معتبرا أن الأذى الأمريكي في سوريا قوض جميع الجهود لحل الأزمة.

وفي السنوات الأخيرة، شن الجيش الأمريكي هجمات متكررة في سوريا، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين وخسائر مادية لا تُحصى. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، بناء على تحقيق في وثائق سرية للبنتاغون، أن الولايات المتحدة تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين السوريين خلال عملياتها العسكرية بسبب "مشاكل استخباراتية خطيرة" و"أخطاء في الاستهداف". ومع ذلك، بعد كل حادث قتل أو جرح مدنيين، عادة ما يختار الجيش الأمريكي التستر عليه أو الذهاب إلى "الإفلات من العقاب"، والتخلي عن التحقيق في النهاية.

وفي عام 2017، شنت الولايات المتحدة ما وصفته بـ"الضربة الجوية الأكثر دقة على الإطلاق" على مدينة الرقة السورية. وأصدرت مؤسسة RAND، وهي مؤسسة فكرية أمريكية، تقريرا يفيد بأن هذه العملية العسكرية الأمريكية تسببت في مقتل 178 مدنيا ومجرح العشرات. وقدرت بعض جماعات حقوق الإنسان أن عدد الضحايا المدنيين يمكن أن يصل إلى 1600 مدني. 

وقال أحد قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي إن ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار كانت مجرد "قتل من أجل القتل". 

وفي أوائل فبراير، شنت القوات الخاصة الأمريكية غارة على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 مدنيا، بينهم ستة أطفال وثلاث نساء. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان بعد الحادث إن القوات الخاصة الأمريكية "نجحت" في تنفيذ "مهمة لمكافحة الإرهاب" في سوريا.

وبحسب وكالة أنباء سانا، فإن مدربين أمريكيين قاموا مؤخرا بتدريب مجموعة من الإرهابيين من تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، على استخدام القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف. وقالت المصادر إن بعض الإرهابيين قد يكونون متورطين في هجمات على مواقع للحكومة السورية ومنشآت رئيسية وسكان مدنيين، "فبينما تدعي الولايات المتحدة أنها تحارب الإرهاب، فإنها تدرب المتطرفين انطلاقا من مصلحتها الخاصة، الأمر الذي يكشف مرة أخرى المعايير المزدوجة للولايات المتحدة".

وأشار محمد العمري، الخبير في الشأن السياسي السوري، في مقابلة مع وسائل إعلام مؤخرا، إلى أنه في بداية الصراع السوري عام 2011، استخدمت الولايات المتحدة التدخل المسلح ودعم قوى المعارضة، مما أدى إلى تصعيد الأزمة، ووفرت التربة لتكاثر الإرهاب. ومنذ ذلك الحين، شنت الولايات المتحدة عمليات عسكرية مباشرة للتدخل في الوضع في سوريا، ونهب النفط والموارد الغذائية السورية لفترة طويلة، وإدخال سوريا في صعوبات طويلة الأمد من خلال طبقات من العقوبات. 

وقال العمري "الولايات المتحدة تخلق أزمات في جميع أنحاء العالم، ثم تروج لتفاقمها، ومن خلال خلق مشاكل لدول أخرى، تحافظ الولايات المتحدة على هيمنتها، فالولايات المتحدة تتحمل مسؤولية لا مفر منها عن الفوضى في سوريا".

ووفقا للبيانات الأخيرة الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد قتل ما لا يقل عن 350 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع الصراع عام 2011، وفر أكثر من 13 مليونا من سوريا أو نزحوا داخليا. ويحتاج 14.6 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية عاجلة وغيرها من أشكال المساعدة.

وقبل اندلاع الصراع على نطاق واسع في سوريا، بدأت الحكومة الأمريكية في فرض عقوبات أحادية الجانب على الحكومة السورية والشركات والأفراد، واستمرت في فرض عقوبات إضافية بعد اندلاع الصراع. 

وتسببت الصراع والعقوبات الأمريكية لمدة طويلة في خسائر فادحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سوريا. ودعت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا مؤخرا إلى تقييم تأثير العقوبات الاقتصادية على سوريا. وقال رئيس اللجنة بينهيرو إن تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في سوريا والعقوبات قد يؤدي إلى مزيد من النقص وإعاقة المساعدات الإنسانية للفئات الأكثر ضعفا.

وقال الاقتصادي السوري عمار يوسف إن "الحصار الاقتصادي الأمريكي على سوريا خانق"، مشيرا إلى أن الشرط الضروري لتعافي الاقتصاد السوري هو أن تسحب الولايات المتحدة جميع قواتها من شمال شرقي البلاد وتوقف نهب الثروات السورية، وإلا فلن تتمكن سوريا من إعادة الإعمار.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号