10 يونيو 2022 /شبكة الصين/ يتعلق الأمن الغذائي بأساس الوجود البشري، وهو أيضا جزء مهم من خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وتعتبر الصين من المؤيدين الراسخين للتعاون بين بلدان الجنوب وتشارك بنشاط في التعاون الزراعي الدولي. 

ومن خلال منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي، قدمت الصين دعما للبلدان النامية في حدود قدراتها، وتعاونت مع المجتمع الدولي للتصدي بشكل مشترك لتحديات الأمن الغذائي.

ومنذ إنشاء الصندوق الاستئماني لتعاون بلدان الجنوب بين الصين ومنظمة الأغذية والزراعة في عام 2009، تبرعت الصين بمبلغ 130 مليون دولار للصندوق على ثلاث مراحل لمساعدة البلدان النامية على التخفيف من حدة الفقر والاستجابة للطوارئ وبناء أنظمة غذائية مستدامة. 

وفي عام 2018، خصصت الصين 10 ملايين دولار لإنشاء "صندوق التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي بين الصين والصندوق الدولي للتنمية الزراعية"، والذي يدعم على وجه التحديد تبادل الخبرات والتكنولوجيا فيما بين بلدان الجنوب في مجال الحد من الفقر الريفي والتنمية، ويعزز تبادل المعرفة وبناء القدرات والاستثمار. وقد دعمت هذه الإجراءات بقوة التنمية الزراعية والريفية للبلدان النامية.

وحافظت الصين على علاقة تعاون جيدة مع برنامج الغذاء العالمي لفترة طويلة، ويلتزم الجانبان بتحسين مستوى الأمن الغذائي العالمي. 

ومن خلال مركز للتنمية الريفية أنشأه برنامج الأغذية العالمي في الصين في عام 2016، تعمل الصين بنشاط على تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب في الابتكار الرقمي وتطوير المنتجات، وتعزز باستمرار تبادل معلومات الإنتاج الزراعي وتبادل الخبرات والتعاون التقني وتنسيق السياسات مع المجتمع الدولي كما بادرت إلى مشاركة التجربة والحلول الصينية.

وتعتبر تيمور الشرقية واحدة من أصغر البلدان عمرا في العالم وتواجه العديد من التحديات الإنمائية. لطالما كانت الصين قلقة بشأن تحديات الأمن الغذائي التي تواجه تيمور الشرقية. وفي السنوات الأخيرة، نفذت مشاريع زراعية كثيرة بمساعدة الصين في تيمور الشرقية، منها زراعة الأرز الهجين، وتربية الروبيان والمجمعات الصناعية للتعاون الزراعي والمكننة الزراعية للذرة وصوامع الحبوب الذكية ومصانع معالجة الحبوب وإنتاج الأعلاف ومعالجتها. وحقق التعاون بين الصين وتيمور الشرقية فوائد ملموسة للشعبين.

وتسبب تفشي جائحة كوفيد -19 والفيضانات عام 2021 في تدهور اقتصاد تيمور الشرقية. وفي أكتوبر 2021، قررت الحكومة الصينية تقديم مساعدة غذائية طارئة إلى تيمور الشرقية، وتعاونت مع برنامج الغذاء العالمي من خلال صندوق مساعدة التعاون بين بلدان الجنوب لتوفير مسحوق حبوب للنساء الحوامل والمرضعات في تيمور الشرقية المتضررة. ووزعت المساعدات في جميع مقاطعات تيمور الشرقية الـ13. 

وفي مايو الماضي، نظمت السفارة الصينية لدى تيمور الشرقية بالتعاون مع وزارة الصحة في تيمور الشرقية وبرنامج الغذاء العالمي حفل تسليم رسمي لمسحوق الحبوب. 

وعلى خلفية الارتفاع العالمي في أسعار المواد الغذائية، تعتبر المساعدات الغذائية الصينية لتيمور الشرقية عملا خيريا ذا أهمية بالغة، الأمر الذي يجسد جهود الصين المتواصلة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وتعتبر الصين من المدافعين المهمين عن التعددية وتعمل بنشاط على تعزيز تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وفي عام 2021، اقترحت الصين مبادرة إنمائية عالمية تركز على تعزيز التعاون في مجالات مثل الحد من الفقر والأمن الغذائي ومكافحة الأوبئة واللقاحات وتمويل التنمية وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتصنيع والاقتصاد الرقمي وترابط البنية التحتية، وما إلى ذلك. 

وتبذل جهودا لتشجيع البلدان على ترجمة توافق الآراء بشأن قضايا التنمية إلى عمل تعاوني. وستساعد هذه المبادرة على تعزيز دور منظومة الأمم المتحدة كمنسق، وتعزيز تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتقديم مساهمات إيجابية في حوكمة الأمن الغذائي العالمي.