الصفحة الأولى | حجم الخط  

الصندوق العالمي للطبيعة: الاتحاد الأوروبي لا يطعم العالم بل "يأكله"

arabic.china.org.cn / 14:03:08 2022-06-03

3 يونيو 2022 /شبكة الصين/ كشف تقرير جديد صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة ـ منظمة دولية غير حكومية معنية بحماية البيئة والنظم البيئية ـ أن الاتحاد الأوروبي ادعى على الدوام أنه يعتمد على زراعته المتطورة "لإطعام العالم"، لكن الوضع الفعلي هو أنه "يأكل العالم" باستهلاكه الغذائي الضخم، حيث واردات الاتحاد الأوروبي من الأغذية أكبر بكثير من صادراته، مما تسبب في خلق عبء ثقيل على البيئة الإيكولوجية العالمية.

وأظهر التقرير أن بعض قادة الاتحاد الأوروبي واصلوا خفض معايير حماية البيئة الخاصة بالاتحاد، مستخدمين تصعيد الصراع بين روسيا وأوكرانيا كذريعة للتسبب في نقص الإمدادات الغذائية العالمية. ولكن في الواقع، فإن هذا النقص مرتبط بالاستهلاك المفرط للموارد في الاتحاد الأوروبي نفسه.

وذكر التقرير أن "حجم الواردات الغذائية وحجم الإنتاج في الاتحاد الأوروبي ليس مستدامين بشكل أساسي لأنه يتعدى على الموارد الطبيعية، ويؤدي إلى إزالة الغابات العالمية، واستنزاف مخزون الأسماك". كما يُهدر ما يصل إلى 40% من الأغذية المنتجة في دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل تكلفة باهظة على المناخ والتنوع البيولوجي.

وقالت إستيل أسين، مديرة مكتب السياسة الأوروبية بالصندوق، إنه استجابة لنقص الغذاء العالمي وارتفاع الأسعار الذي تفاقم بسبب الصراع الروسي الأوكراني، اقترح البعض أن يخفض الاتحاد الأوروبي المعايير البيئية لزيادة الإنتاج الغذائي المحلي، لكن هذا قد يسبب مشاكل. معتبرة أنه فقط من خلال تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك الحالية في الاتحاد الأوروبي، فسيكون من الممكن تعزيز الأمن الغذائي.

وأشار جابر رويز، زميل أسين والمؤلف الرئيسي للتقرير، إلى أن ثروات الاتحاد الأوروبي الهائلة من تجارة المحاصيل العالمية تخفي "العديد من الحقائق غير المريحة". فعلى سبيل المثال، المنتجات الزراعية التي يستوردها الاتحاد الأوروبي هي في الأساس مواد خام، مثل الكاكاو والفواكه وفول الصويا، وغالبًا ما يتطلب إنتاج هذه المواد الخام الكثير من الموارد الطبيعية مثل الغابات؛ وتعد صادرات الاتحاد الأوروبي من المواد الغذائية ذات القيمة المضافة العالية مثل الكحول والشوكولاتة مساهمة إيجابية في اقتصاد الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس في سلسلة التوريد الغذائي العالمية.

وقال رويز "إن الاتحاد الأوروبي ليس مخزن حبوب العالم بقدر ما هو مخزن الأغذية عالية الجودة في العالم، حيث لا يصدر سوى المنتجات التي تستهدف بشكل أساسي المستهلكين الأكثر ثراءً، وعلاوة على ذلك، يعتمد إنتاجنا المرتفع على المدخلات غير المستدامة، والواردات والاستخدام المرتفع للأراضي المستنفدة، وتكون التكاليف الاجتماعية والبيئية المتراكمة على 'متاجر الطعام في الاتحاد الأوروبي' مرتفعة للغاية لدرجة أننا نأكل العالم حرفياً".

وأوضح التقرير أن الاتحاد الأوروبي يهدر الكثير من الطعام كل عام، بنحو 173 كيلوغرامًا للفرد؛ وعلى الرغم من وجود العديد من المبادرات لتقليل الهدر من جانب تجار التجزئة والمستهلكين، فغالبًا ما يتم تجاهل النفايات في الإنتاج الزراعي.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 15% من إجمالي إنتاج الغذاء يُهدر في موسم الحصاد، وبعد ذلك لا يقدم على الموائد مطلقًا.

ومن المقرر أن تقترح المفوضية الأوروبية رسميًا إطارًا قانونيًا لأنظمة إنتاج واستهلاك الغذاء المستدامة في عام 2023. ويرى رويز أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة للقضاء على الآثار البيئية والاجتماعية لاستهلاك الغذاء، قائلا "لم يعد بإمكان المفوضية الأوروبية الهروب".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号