arabic.china.org.cn | 12. 05. 2022

تقرير إخباري: تشييع جثمان أبو عاقلة بمراسم رسمية وشعبية في الضفة الغربية وسط أجواء حزينة

رام الله 12 مايو 2022 (شينخوا) شيع الفلسطينيون في مراسم رسمية وشعبية مفعمة بالحزن اليوم (الخميس)، جثمان الصحفية الفلسطينية في قناة ((الجزيرة)) القطرية شيرين أبو عاقلة في رام الله بالضفة الغربية قبل نقله إلى مسقط رأسها في بلدة "بيت حنينا" شمال مدينة القدس.

وبدأت مراسم تشييع الجثمان الذي لف بالعلم والكوفية الفلسطينية من مستشفى (الاستشاري) في مدينة رام الله، حيث ألقي عليها نظرة الوداع من قبل زملائها الصحفيين وعدد من أقربائها وشخصيات فلسطينية.

وجرت الصلاة على الجثمان من قبل رجال الدين والكهنة داخل المستشفى، ونقل بموكب جنائزي رسمي إلى مقر الرئاسة وسط رام الله حيث شارك الرئيس محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية وقادة الفصائل ورجال دين مسلمين ومسيحيين ورؤساء مؤسسات أهلية، ومئات من الفلسطينيين الذين حضروا من مختلف المدن الفلسطينية.

وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور أبو عاقلة ورددوا هتافات (بالروح بالدم نفديك يا شيرين) و (من رام الله لجنين يرحم روحك يا شيرين) و (احنا بنحبك يا شيرين).

وحمل جثمان أبو عاقلة (51 عاما) التي تحمل الجنسية الأمريكية وتعد من الصحفيين الفلسطينيين الميدانيين البارزين وغطت غالبية الأحداث في الأراضي الفلسطينية على مدار سنوات طويلة، على أكتاف أفراد من حرس الشرف العسكريين، بينما وضع آخرون باقة ورود.

ولوح عباس ومسؤولون آخرون مودعين للموكب الجنائزي وسط عزف للموسيقى العسكرية، ومن ثم انطلقت جنازة شعبية سارت بالجثمان عشرات الأمتار قبل أن تتسلمها طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لنقلها عبر حاجز "قلنديا" الذي يفصل الضفة الغربية والقدس.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حمل في كلمة خلال مراسم التشييع في مقر الرئاسة إسرائيل رسميا مسؤولية قتل الصحفية أبو عاقلة، مشيرا إلى التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة "المجرمين" فورا.

وقال عباس بينما كان يقف أمام جثمان أبو عاقلة "نحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية مسئولية قتلها بشكل كامل ولن تستطيع اسرائيل بجريمتها أن تغيب الحقيقة، مؤكدا أن "الجريمة لن تمر دون عقاب".

وأعرب عباس عن تعازيه لأهلها وزملائها وزميلاتها الصحفيين والصحفيات وقناة ((الجزيرة))، مثمنا الدور الكبير للإعلام الفلسطيني والدولي والرأي العام وكل من أدان "الجريمة النكراء" التي تشكل إدانة للاحتلال الإسرائيلي.

وقرر الرئيس الفلسطيني منح أبو عاقلة "وسام نجمة القدس" وهو من أعلى الأوسمة المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية.

وقتلت الصحفية الفلسطينية في قناة ((الجزيرة)) القطرية شيرين أبو عاقلة، برصاصة حية في الرأس أمس الأربعاء خلال تغطيتها عملية اقتحام للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شمال الضفة الغربية وقد كانت ترتدي سترة الصحافة والخوذة على رأسها أثناء استهدافها.

وأذاع تلفزيون ((فلسطين)) الرسمي وقناة ((الجزيرة)) وقنوات فلسطينية وإذاعات محلية أخرى، مراسم تشييع الجثمان على الهواء مباشرة، لما وصفوه تكريما لروح أبو عاقلة التي كرست جل عمرها لنقل القضية الفلسطينية إلى العالم.

وفي السياق ذاته، أعلن نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر عن اتفاق مع الاتحاد الدولي للصحفيين، على إنشاء مؤسسة باسم أبو عاقلة ضمن نظام داخلي متخصصة بتقديم جوائز لأفضل الأعمال الصحفية، وتنفيذ برامج أخرى باسمها تكريما لمسيرتها.

وقال أبو بكر لـ((شينخوا)) إن النقابة قررت التقدم بشكوى مستقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين، مشيرًا إلى أن النقابة كانت تقدمت في 25 أبريل الماضي بشكوى للمحكمة بشأن جرائم أخرى ضد الصحفيين الفلسطينيين.

وبموازاة ذلك، تجمهر عشرات الفلسطينيين والفلسطينيات منذ ساعات الصباح أمام منزل الصحفية أبو عاقلة في مسقط رأسها بلدة "بيت حنينا" شمال القدس، وسط بكاء محبيها وأقربائها.

ورفع المشاركون، صور أبو عاقلة وبثوا أغاني وأناشيد وطنية، على أن يقام لها جنازة ظهر يوم غد الجمعة في كنيسة "الروم الكاثوليك" بالقدس ودفنها في مقبرة "صهيون" إلى جانب والديها.

وقال إنطوان أبو عاقلة شقيقها لـ((شينخوا)) إن شقيقته "استهدفت من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء عملها في الميدان وهي لا تشكل أي خطر عليهم وترتدي لبس مكتوب عليه كلمة صحافة كما رأى العالم أجمع ولكن ذلك لم يحميها".

وأضاف بينما بدا في حالة حزن شديد أن شيرين "كانت صوت فلسطين المميز في نقل القضية الفلسطينية إلى العالم، مشيرا إلى أن مقتلها "خسارة لكل الشعب الفلسطيني وستبقى روحها لديها ولزملائها في المجال".

وقوبل مقتل الصحفية أبو عاقلة بتنديد فلسطيني وعربي ودولي واسع.

ونظمت مؤسسات ونقابات وقفات صامتة وإضاءة شموع في العديد من مراكز المدن بالضفة الغربية وقطاع غزة، كما اكتظت موقع التواصل الإجتماعي ((فيسبوك)) بصورها ومقاطع فيديو تظهر تغطيتها للأحداث الميدانية في الضفة الغربية والقدس.

وولدت أبو عاقلة العام 1971 في القدس ويعود أصولها لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية وتنتمي إلى عائلة مسيحية حيث أنهت دراستها الثانوية في مدرسة "راهبات الوردية" في بلدتها "بيت حنينا".

ودرست أبو عاقلة عقب حصولها على الثانوية العامة الهندسة المعمارية في جامعة "العلوم والتكنولوجيا الأردنية، لكنها انتقلت إلى دراسة تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة "اليرموك" في الأردن.

وعادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وإذاعة صوت فلسطين الرسمية، ولاحقا انتقلت للعمل مع قناة ((الجزيرة)) في العام 1997 حتى مقتلها.

وبمقتل شيرين أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأمريكية، يرتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي إلى 55 صحفيا منذ العام 2000، بحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين. 


1   2   3   4   5   6   7   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号