بقلم ون سه

خبيرة في السياسة الدولية

11 فبراير 2022 / شبكة الصين / افتتحت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية "بكين 2022" تحت عنوان "معا من اجل مستقبل مشترك" يوم 4 فبراير الجاري، وتابع حفل الافتتاح المُبهرعدد كبير من داخل وخارج الصين، حيث انتظر الجميع بكل شوق مشاهدة صورة الصين الحديثة من خلال هذا الحفل والذي وصفه العديد من المتابعين بأنه من أفضل العروض التي شهدها العالم، حيث لعبت فيه التكنولوجيا الحديثة الدور الأكبر، كما تميز بالبساطة التي تجمع بين عناصر الثقافة الصينية والمفهوم العام للألعاب الأولمبية الشتوية، وشارك فيه حوالي 3000 عارض بمؤثرات ضوئية وتقنيات فائقة. وقد برهنت الصين من خلال تنظيمها المُتقن واستقبالها لضيوف وكبار الشخصيات من كافة العالم أن الألعاب الأولمبية تبقى مصدرا للمّ شمل الشعوب رغم كل التنافسات والتجاذبات السياسية والاقتصادية، حيث حضر مراسم الافتتاح الرسمي لهذه الدورة الـ24 للألعاب الأولمبية الشتوية 170 ممثلا رسميا من حوالي 70 دولة ومنطقة من بينهم 31 رئيس دولة أو حكومة ومسؤولين من العالم، كما يشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ما يقرب من 3000 رياضي من 91 دولة ومنطقة، أتوا من مختلف الدول للمشاركة في 7 ألعاب كبرى و15 لعبة فرعية و109 لعبة صغرى أخرى، كلها تتجمع في ألعاب الجليد والثلج الشيقة. وقد جاء المسؤولون والرياضيون ليشاركوا الصين في "عرسها الرياضي" الذي جاء بعد 14 عاما من الأولمبياد الصيفي لعام 2008، لتكون بذلك بكين أول مدينة في العالم تحتضن الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية.

يتميز أولمبياد بكين الشتوي بمفهوم إقامة "دورة صديقة للبيئة" من خلال تطبيق عدة إجراءات تحافظ على البيئة من بينها إعادة استخدام أهم مرافق الأولمبياد الصيفي لبكين 2008 وتطبيق إمدادات الطاقة الخضراء لجميع مرافق الأولمبياد بالإضافة إلى إعادة التدوير وإقامة مرافق للرياضيين تعتمد على الطاقة الخضراء، واستخدام طاقة الهيدروجين الصديقة للبيئة لشعلة الأولمبياد وغيرها من الإجراءات الأخرى. كما قامت الصين أيضا بتوفير مساحات رياضية من الطراز العالي من ملاعب ومضامير وساحات جليدية مريحة لمختلف الرياضات الأولمبية الشتوية.

ورغم كل الصعوبات أمام مثل هذه الأحداث العالمية في ظل الوباء، إلا أن الصين تعهدت بأن تكون الأولمبياد في التوقيت المحدد وبطريقة سلسة وآمنة، حيث تطبّق الصين خلال أولمبياد بكين 2022 نهجا واضحا للحفاظ على سلامة المشاركين والوفود الرياضية، من خلال إقامة إجراءات صارمة لحماية كل الوافدين والرياضيين في ظل تفشي جائحة كوفيد-19 حول العالم، إذ تقوم بكين بكل الفحوصات الضرورية للوفود دون استثناء، بالإضافة إلى ضرورة التزام الجميع بسلامة الأولمبياد والبقاء داخل القرية الأولمبية الشتوية ذات المستوى الراقيوالتي تحتوي على كل المرافق اللازمة للرياضيين، لتصبح الصين خلال هذه الألعاب الأولمبية عبارة عن قرية رياضية آمنة تجمع بين مختلف الشعوب والأقطاب.

تسعى الصين من خلال احتضانها لمثل هذه المناسبات الرياضية العالمية إلى ترسيخ مفهوم حب الرياضات والمشاركة في النجاحات مع الجميع من اجل تحقيق سعادة الشعوب، وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مأدبة أقامها تكريما للقادة والرؤساء وكبار المسؤولين الذين أتوا إلى بكين لحضور حفل افتتاح الأولمبياد في 4 فبراير 2022، حيث أكد في كلمة الترحيب على أنه من أجل "مواصلة الدفع بقضية تقدم البشرية تهدف الألعاب الأولمبية إلى التنمية الشاملة للإنسان، فمن المطلوب مواكبة تيار العصر والتمسك بالقيم المشتركة للبشرية جمعاء التي تشمل السلام والتنمية الإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات والعمل سويا على إقامة مجتمع ذو مستقبل مشترك للبشرية". فالصين تريد من خلال الرياضة والأولمبياد مد يدها للجميع رغم محاولة بعض الدول والجهات تسييس كل الأمور، وهو ما أكده العديد من الرياضيين من خلال قولهم بأن "الرياضة ليست سياسة وإنما هي تجمع بين البشرية جمعاء"، كما أشادت اللجنة الأولمبية الدولية بنجاح هذه الأولمبياد في العديد من المستويات التنظيمية والتقنية.

تأتي المنافسات الرياضية على أرض الصين مجددا بعد 14 عاما في نسختها الشتوية لتشهد من جديد على المزيد من النجاحات الصينية، كما أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 تعتبر فرصة جديدة للتعريف بالطابع الصيني في حلته الخاصة التي تجمع بين الأصالة والحداثة وبين الثقافة والرياضة لكافة متابعي الرياضة من مختلف دول العالم.