30 يناير 2022 /شبكة الصين/ يرتبط الشرق الأوسط في عيون كثيرين حول العالم بكلمات مثل "الحرارة" و"الصحراء" و"الجفاف"، لكن الشمس الحارقة لا تعبّر عن منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ففي بعض أجزاء الشرق الأوسط ومع حلول كل شتاء، يظهر الجمال السحري لـ"قمة الجبل المكتسي بالغيوم والثلج". 

وعندما يذكر الصينيون المملكة العربية السعودية، يتبادر لذهن معظمهم الشمس الحارقة والصحراء، والحقيقة لا تختلف كثيرا عن هذا الوصف. لكن المملكة الصحراوية سترسل لأول مرة هذا العام المتزلج الألبي فايق عابدي للمنافسة في الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022. ليس هذا فحسب، بل سيكون عابدي أيضا أول رياضي من دولة الخليج العربي يشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وللتعبير عن تشجيعه، سيحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي.

وقبل مغادرته إلى بكين، أجرى فايق عابدي مقابلة حصرية مع مراسل محطة إذاعة وتلفزيون الصين المركزية، روى فيها قصته مع الأولمبياد الشتوي.

وقال عابدي (25 سنة) الخريج الجامعي الحديث (ديسمبر 2021) والمتقن للإنجليزية أكثر من العربية كونه درس في الخارج منذ طفولته، قال "بدأت ممارسة التزلج مع أفراد الأسرة في صغري، ولكن بسبب اضطرار والدي للسفر كثيرا لم أواظب على التدريب حتى المرحلة الجامعية، وكان التزلج مجرد هواية".

وقبل عشرة أشهر فقط من افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، علم عابدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن المملكة العربية السعودية تتحضر لتشكيل فريق رياضات شتوية. وعلى سبل المحاولة، أرسل عابدي فيديو يظهر فيه وهو يتزلج إلى الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية، لكنه لم يتوقع تلقي مكالمة ليتم اختياره. وحاول عابدي وصف شعوره في ذلك الوقت والحماسة الشديدة التي تملكته.

وعلى الرغم من توجيهات أفضل المدربين في العالم، إلا أنه لم يكن من السهل تحقيق تقدم سريع في غضون بضعة أشهر فقط من التدريب. كما أن هناك سبعة رياضيين تم اختيارهم للمنتخب الأولمبي مع عابدي، ثلاثة منهم تعرضوا لإصابات خطيرة خلال التدريبات، كما انسحب آخر في منتصف الطريق. 

وتحت ضغط الوقت الضيق والمهام الثقيلة، أضاف تفشي الوباء الكثير من التحديات على التدريب. ففي حالة ظهور أعراض الإصابة على أي فرد داخل المعسكر التدريبي، كان يتوجب على الجميع تعليق التدريب وانتظار نتائج اختبار الحمض النووي.

وفي جولة التصفيات النهائية، تأهل ثلاثة رياضيين سعوديين لأولمبياد بكين الشتوي، وبعد أعمال التقييم الشامل من قبل اللجنة الأولمبية السعودية واتحاد الرياضات الشتوية السعودي، وقع الاختيار على عابدي للمشاركة في أولمبياد بكين 2022 الشتوي.

ووصف عابدي شعوره في ذلك الوقت بأنه كان يشبه الناجي والمنتصر الوحيد في "معركة" الجليد والثلج هذه. كما إنه شديد الفخر بنفسه لتحقيق هذا النجاح، ويأمل أن يتعرف المزيد من أبناء المملكة العربية السعودية على الرياضات الشتوية.

وحول المستقبل، قال عابدي إنه سيجتهد ليصبح متزلجا محترفا، مع معرفته بوجود فارق كبير في المستوى بينه وبين كبار الرياضيين.

وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، يأمل عابدي أن يقدم أفضل ما لديه، وألا يتأثر بأي عوامل أخرى، وأن يستمتع باللعبة ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين.

كما أعرب في نهاية المقابلة عن تمنياته لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية باللغتين الصينية والعربية.