دمشق 21 يناير 2022 (شينخوا) نزح مئات المدنيين من منازلهم في حي غويران بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا يوم الجمعة نتيجة أعمال عنف وفوضى اندلعت في منطقتهم في أعقاب محاولة فرار مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش) من سجن الصناعة التي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قبل القوات الامريكية، بحسب شهود عيان ووكالة الأنباء الرسمية ((سانا)).

وعقب محاولة الفرار، اندلعت اشتباكات بين قوات "قسد" ومسلحي "داعش"، الذين نفذوا تفجيرين عند بوابات السجن يوم الخميس.

واستمرت الاشتباكات وحالة الفوضى التي أعقبت محاولة الهروب من السجن الأمر الذي دفع الناس في حي غويران والمناطق المحيطة به إلى الفرار من منازلهم، لا سيما بعد أن قصفت الطائرات الحربية الأمريكية محيط السجن خلال محاولتها مطاردة الهاربين من تنظيم "داعش".

ويتحصن عناصر التنظيم الفارون من السجن بعدد من الأبنية المجاورة منها كلية الاقتصاد، فيما فشلت قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن في احتواء الموقف على الرغم من مساعدة الطائرات الحربية بقيادة الولايات المتحدة، وفقا لما أوردته وكالة ((سانا)).

وقال الأربعيني علي الوطف، من مدينة الحسكة لـ ((شينخوا))، إنه سمع ليل أمس دوي انفجار قوي، وبعده وقعت اشتباكات متقطعة، وتطور الأمر وأصبحت الاشتباكات مستمرة وعنيفة لوقت طويل، مؤكدا أن أولاده لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة الماضية.

وأضاف الوطف "قررنا صباحا أن نخرج الأولاد من هذا الرعب، فحملنا بعض الأشياء ونزحنا بحثا عن الأمان".

فيما قالت الثلاثينية أم محمد، لـ ((شينخوا)) "نحن نسكن بجانب المقبرة المجاورة للسجن، وسمعنا ليلا صوت انفجار قوي .. وأتت قوات سوريا الديمقراطية، وبدأت بتفتيش المنازل وبعدها بدأت الاشتباكات بينهم وبين المسلحين بينما كان الطيران يقصف المنازل بجانب المقبرة"، مؤكدة وجود قتلى في الشوارع.

وأضافت أم محمد "لقد نزحنا وتركنا منازلنا، ولا نعرف إلى أين نذهب في هذا الشتاء القاسي".

في غضون ذلك، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومقره لندن، إن 80 مسلحا من تنظيم "داعش" فروا من السجن، مشيرا إلى أن السجن يضم عددا كبيرا من مقاتلي التنظيم يقدر بنحو 3500.

وقال المرصد، الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض، إن قوات قسد لا تزال تحاول احتواء الموقف في الوقت الذي تتواصل فيه الفوضى داخل السجن ولا تزال الاشتباكات تدور في محيط المنشأة.

وذكر المرصد أن أعمال العنف والاشتباكات داخل السجن وحوله أسفرت عن مقتل 70 شخصا أكثر من نصفهم من مقاتلي داعش.

واعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أعدادا كبيرة من مسلحي "داعش" بعد هزيمة التنظيم في الحسكة وأجزاء من محافظة دير الزور شرقي سوريا.

ولا يزال داعش موجودا على شكل بؤر وخلايا في البادية السورية، ويشن بين الحين والآخر هجمات على قوافل عسكرية تابعة للجيش السوري والقوات المتحالفة معه.