الصفحة الأولى | حجم الخط  

دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط تشهد بداية جيدة في مطلع العام الجديد

arabic.china.org.cn / 17:16:45 2022-01-21

21 يناير 2022 /شبكة الصين/ في الفترة من 10 إلى 14 يناير الجاري، بدعوة من عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي، بدأ وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والكويت وعمان والبحرين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي زيارة للصين استغرقت خمسة أيام. وفي غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بِين، في مؤتمر صحفي دوري في 11 يناير الجاري عن زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الصين على التوالي في 12 و 14 يناير الجاري بناء على دعوة من وانغ يي.

وهذه الزيارة هي نشاط دبلوماسي رئيسي صيني آخر منذ أن زار وزير الخارجية وانغ يي خمس دول في آسيا وأفريقيا والمحيط الهندي (إريتريا وكينيا وجزر القمر وجزر المالديف وسريلانكا) في أوائل يناير الجاري. وفي غضون 15 يوما فقط، اجتمع وزير الخارجية الصيني على التوالي مع وزراء خارجية 10 دول في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي والدول المطلة على المحيط الهندي. ومثل هذه الدبلوماسية الصينية المكثفة في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا والمحيط الهندي نادرة الحدوث في السنوات الأخيرة.

وفي أفريقيا، يتمثل جوهر "مفهوم الصين للتنمية السلمية في القرن الأفريقي" في دعم دول المنطقة للتخلص من تدخل التنافس بين القوى الكبرى على الجيوبوليتيك وأخذ دول المنطقة مصيرها بأيديها. وسيعمل المبعوث الصيني الخاص الجديد لشؤون القرن الأفريقي بجد لتعزيز مفهوم التنمية هذا والسعي لتقوية التنشيط الإقليمي. وفي الوقت الحاضر، لم تقم الصين ببناء خط سكك حديد مومباسا ونيروبي وسكة حديد أديس أبابا – جيبوتي فحسب، بل ساعدت أيضا في تسريع تنمية سواحل البحر الأحمر وشرق أفريقيا، مما شكل إطارا تنمويا للمنطقة. وتدعم الصين دول شرق أفريقيا لاستكشاف مسارات فعالة وأنماط تنمية تناسب مع ظروفها الوطنية، والتعامل بشكل صحيح مع النزاعات العرقية والدينية والإقليمية بالوسائل والروح الأفريقية، من أجل بناء بيئة تنمية موحدة ومستقرة ومتناغمة في القرن الأفريقي. وفي الوقت نفسه، اقترحت الصين أيضا أن تعقد دول جزر المحيط الهندي منتدى تنمويا في أقرب وقت ممكن لمناقشة خطة التنمية لدول جزر المحيط الهندي، وقد حظي اقتراح الصين بتأييد ودعم من دول جزر المحيط الهندي.

وكان وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان أول مسؤول إيراني رفيع يزور الصين منذ تولي الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه. وتأتي زيارته في لحظة حاسمة من المحادثات النووية الإيرانية في فيينا. ولا تعتبر الصين مشاركًا مهمًا فقط في المفاوضات النووية الإيرانية، ولكنها أيضا دولة مهمة تدعم إيران بشكل كامل وحازم، و وثابت وتدعو إلى العقوبات الأمريكية. ووقعت الصين وإيران اتفاقية تعاون مدتها 25 عاما. ولا تدعم الصين وإيران بعضهما بعضا سياسياً فحسب، بل أصبحت الصين بالفعل أكبر مستثمر في إيران وأهم شريك تجاري لها وأكبر مستورد لنفطها، وقد أقامت الصين وإيران شراكة استراتيجية شاملة، وإيران من أكثر الدول ودا مع الصين.

ومولود جاويش أوغلو صديق قديم للشعب الصيني. وتمتد تركيا عبر القارة الأورآسيوية، وهي عضو في مجموعة العشرين وقوة متوسطة في العالم، ولها تأثير كبير في البلقان والقوقاز وشبه الجزيرة العربية وشمال وشرق أفريقيا. وتجري الصين وتركيا تعاونا اقتصاديا مثمرا في إطار "الحزام والطريق". والصين هي ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا وأكبر مصدر لوارداتها، والصين هي رابع أكبر مستثمر في تركيا، وبلد مهم في التعاون الابتكاري. وتركيا أيضا بلد يجرؤ على قول "لا" للولايات المتحدة. وقبل أكثر من شهر بقليل، وبسبب التدخل السافر في الشؤون الداخلية لتركيا من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان ذات مرة أن سفراء الولايات المتحدة والدول الأخرى غير مرغوب فيهم بتركيا، مما أجبر مبعوثي هذه الدول على الاعتذار. والآن بعد أن واجه الاقتصاد المحلي التركي صعوبات خطيرة، فمن الضروري أن تناقش مع الصين كيفية التغلب على الصعوبات. وعندما كانت تركيا تواجه صعوبات طلبت المساعدة من الصين، مما أظهر قيمة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وبالمثل، فإن دول الخليج الأربع لها أهمية أكبر بالنسبة للصين. والمملكة العربية السعودية هي شريك الصين الاستراتيجي الشامل الآخر في الشرق الأوسط، والصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية وأكبر سوق لتصدير النفط، والصين هي أكبر سوق استثماري خارجي للمملكة العربية السعودية أيضا. ولا تقتصر الصين على التعاون المكثف مع المملكة العربية السعودية في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا الفائقة فحسب، بل تستثمر أيضا بشكل مشترك في أسواق أطراف ثالثة وتبني بشكل مشترك الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان. والمملكة العربية السعودية والصين كلاهما عضوان في مجموعة العشرين، والمملكة العربية السعودية هي أيضا العضو الوحيد في مجموعة العشرين من العالم العربي وتؤدي دورا محوريا في العالم الإسلامي بأسره. والمملكة العربية السعودية هي أيضا زعيم مجلس التعاون الخليجي. وهي المروج الرئيسي لمنطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. ويُعتقد أن زيارة وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والدول الثلاث الأخرى (الكويت والبحرين وقطر) والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سوف تسرع عملية إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وتزيد من تعزيز العلاقات بين الصين ومجموعة المجلس بأكملها. وتتعاون الصين بشكل مثمر مع الإمارات العربية المتحدة وقطر، وهما دولتان خليجيتان مهمتان أخريان. وفي الوقت نفسه، ترغب الصين أيضا في التواصل وإجراء تعاون عملي مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى بشأن القضايا الأمنية الدولية والإقليمية الرئيسية والقضية الأفغانية.

وهذه المرة، تتزامن دبلوماسية الصين تجاه دول شرق أفريقيا والشرق الأوسط والمحيط الهندي مع فقدان الولايات المتحدة السيطرة تدريجيا في شرق أفريقيا، وتقلُص نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومعاناة دول الشرق الأوسط من بلطجة الولايات المتحدة. ومن الأهمية بمكان أن زار وزراء الخارجية الثلاثة من الشرق الأوسط الثلاثة الصين في هذا الوقت. ولم تنحاز الصين إلى أي طرف في الخلافات الداخلية بين دول الشرق الأوسط، وحاولت دائما الإقناع والتوسط في النزاعات والخلافات بين مختلف دول الشرق الأوسط الصديقة للصين. ولم تكن أبدا مثل الولايات المتحدة، بأن دعمت جانبا وعارضت طرفا آخر من أجل المصالح الذاتية الضيقة. وسواء كانت المملكة العربية السعودية أو إيران أو تركيا، فلديها جميعا مشاعر ودية تجاه الصين، وثقتها بالصين تزداد يوما بعد آخر. ولذلك، فإن هذه الدول مستعدة تماما لقبول توسط الحكومة الصينية في نزاعاتها، مؤكدة تماما دور الصين الكبير في التوسط في النزاعات الإقليمية. وستؤدي الصين أيضا دورا إيجابيا في ضمان سلامة الصحة العامة، ومكافحة الجائحة، وتعزيز التعاون الأمني الإقليمي.

وبشكل عام، وفي مطلع العام الجديد، بدأت الدبلوماسية الصينية في شرق أفريقيا والشرق الأوسط والمحيط الهندي بداية جيدة ناجحة.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号