الصفحة الأولى | حجم الخط  

بناء علاقات ودية بين الصين وأفريقيا تواكب العصر وتتطور بشكل مبتكر

arabic.china.org.cn / 12:49:37 2022-01-14

14 يناير 2022 /شبكة الصين/ ظلت الدبلوماسية الصينية تحافظ على تقليد أن تكون الزيارة الأولى في مطلع كل عام إلى أفريقيا، وهو تقليد دبلوماسي التزمت به الصين على مدى 32 عامًا، ويعكس ذلك تمامًا الصداقة التقليدية بين الصين وأفريقيا وهي صلات عريقة ومتجذرة. وواصل عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي هذا التقليد الرائع للعمل الدبلوماسي الصيني وزار إريتريا وكينيا وجزر القمر خلال الفترة من 4 إلى 7 يناير 2022. وعند لقائه بممثلي الصحافة في معية وزيرة الخارجية الكينية رايشيل أومامو بمدينة مومباسا في 6 يناير الجاري، قال وانغ يي إنه على الرغم من تحديات الجائحة، فما زالوا قادرين على المجيء كما كان مقررًا، سواء كان الطقس ممطرًا أو مشمسًا، وظلت تطلعاتهم الأصلية على حالها. وهذا هو أساس الصداقة بين الصين وأفريقيا. والتعاون الصيني- الأفريقي مثمر ومتين كما هو مخطط، وقد أصبح ذلك قوة دافعة قوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا، مما يعزز ويعمق الصداقة التقليدية بين الصين وأفريقيا.

وعلى الرغم من الانزعاج الشديد من الجائحة، إلا أن وتيرة التعاون الصيني الأفريقي لم تتباطأ. وخلال فترة تفشي الجائحة، أجرت الفرق الطبية الصينية في أفريقيا تناوبًا وتسليمًا منظمًا، ولم تنقطع الخدمات الطبية للشعوب الأفريقية أبدًا، ورابطت هذه الفرق في الجبهات الأمامية لمكافحة الجائحة في أفريقيا. ومنذ تفشي الجائحة، قدمت الصين أكثر من 180 مليون جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 إلى 53 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي. ووضعت بنجاح سقف الهيكل الفولاذي الرئيسي للبرج الأيقوني لمشروع منطقة الأعمال المركزية (CBD) الذي يبلغ ارتفاعه 373.2 مترًا في العاصمة الجديدة لمصر، والذي بُني بواسطة شركة هندسة البناء الصينية (CSCEC) والمعروف باسم "أطول مبنى في أفريقيا". ودخل مشروع توسعة محطة وانغجي لتوليد الطاقة بالفحم في زيمبابوي الذي تنفذه مجموعة تشييد الطاقة الصينية رسميًا مرحلة التشغيل والصيانة. واُفتتح مطار زامبيا الدولي الجديد بواسطة مجموعة أفيك الدولية (AVIC). وقد تمكنت سلسلة من مشاريع البنية التحتية المرتبطة بتنمية أفريقيا في العقود المقبلة من التغلب على مختلف الصعوبات التي تسببت فيها جائحة كوفيد-19 وتتقدم باطراد. وفي نوفمبر 2021، اعتمد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي "خطة عمل منتدى التعاون الصيني الأفريقي- داكار (2022-2024)"، لتنفيذ تسعة مشاريع وهي: الرعاية الصحية، والتخفيف من حدة الفقر والزراعة، وتعزيز التجارة، ودفع الاستثمار، والابتكار الرقمي، والتنمية الخضراء، وبناء القدرات، والتبادلات الشعبية والثقافية، والسلام والأمن. ورسمت الصين وأفريقيا اتجاه التنمية الرئيسي للتعاون بين الصين وأفريقيا في ظل الجائحة.

وفي الوقت نفسه، يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا أنه نظرًا لانتشار جائحة كوفيد-19 على المدى الطويل، واستمرار ظهور متحورات جديدة، فليس هناك ما يشير إلى توقف ذلك في الوقت الحالي، وقد تضرر اقتصاد ومجتمع أفريقيا، بأساسهما الضعيف ونموذج التنمية الهش، بشكل أشد من أجزاء أخرى من العالم، بل وحدثت بعض التغييرات التي لا رجعة فيها.

ومنذ العام الماضي، كان الوضع السياسي في بعض البلدان الأفريقية في حالة اضطراب خطير. وفي مارس 2021، حدثت محاولة انقلاب عسكري في النيجر، وشهدت مالي انقلابا عسكريا في مايو، كما نُفذ انقلاب عسكري بغينيا في سبتمبر، وبالسودان في أكتوبر أيضا. وتتجه الانقلابات العسكرية نحو الانتشار في أفريقيا؛ وتنحو حالة الضمان الاجتماعي في أفريقيا إلى التدهور بشكل ملحوظ. وتكررت الهجمات وعمليات الخطف ضد المستثمرين الأجانب ورجال الأعمال في بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا وزيمبابوي وتسببت في وقوع إصابات خطيرة؛ والمؤشرات الاقتصادية في المنطقة الأفريقية مستمرة في التدهور.

وبسبب الجائحة، ارتفع معدل الفقر في أفريقيا بمقدار ثلاث نقاط مئوية في عام 2021، واتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء ككل. وتزايدت النزعة القومية الاقتصادية والمحافظة في بعض البلدان. وأصبحت أفريقيا جنوب الصحراء أبطأ منطقة نموا في العالم خلال عام 2021. وشكلت العوامل غير المؤاتية الناجمة عن تداخل التناقضات التقليدية والمشاكل الوبائية في هذه المناطق الأفريقية تحديات مروعة للتعاون بين الصين وأفريقيا في المستقبل.

وقد ضبطت الزيارات الرسمية لعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي إلى الدول الأفريقية الثلاث النغمة الرئيسية للعلاقات الصينية الأفريقية - وورثت بالكامل التقاليد التاريخية الجميلة التي رعتها بعناية أجيال من قادة الصين وأفريقيا، وفي الوقت نفسه، ومن أجل مواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الهائلة للجائحة، وخاصة مختلف الكوارث الثانوية التي تسببت فيها الجائحة بأفريقيا، فمن الضروري ابتكار نموذج وتطوير مسار وأساليب جديدة للتعاون الصيني الأفريقي باستمرار على أساس المشاكل الجديدة والتقدم الجديد والأوضاع الجديدة، وتحويل أزمة الجائحة إلى فرصة لتسريع التحول في اقتصاد ومجتمع أفريقيا، وتحسين نوعية التعاون الصيني الأفريقي والارتقاء به.

أولاً، يجب الاستمرار في تعزيز روح المجتمع ذي المصير المشترك للصين وأفريقيا من أجل التكاتف بثبات لمكافحة الجائحة. وفي الوقت الذي نعزز فيه الجهود لمواصلة توفير لقاحات مضادة لكوفيد-19 لأفريقيا، سنعمل على تحسين مستوى الإنتاج المحلي بشكل فعال للقاحات المضادة لكوفيد-19 ولقاحات أخرى في البلدان الأفريقية من خلال توفير التكنولوجيا والأموال، لتحسين قدرة الاكتفاء الذاتي للمنطقة الأفريقية بشكل أساسي فيما يتعلق بمكافحة الأمراض الوبائية.

ثانيًا، مواصلة الاستفادة من إمكانات التنمية لمختلف البنى التحتية مثل السكك الحديدية والطرق السريعة والطيران الإقليمي والموانئ والطاقة الكهربائية والاتصالات السلكية واللاسلكية التي بُنيت ووُضعت قيد الاستخدام في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، والتخطيط العلمي لبرامج التنمية في البلدان والمناطق والقارة الأفريقية بأكملها، وتحفيز الحيوية الإبتكارية للمنطقة الأفريقية.

وأخيرًا، يتعين على الصين وأفريقيا مواصلة إثراء وسائل التعاون بينهما للتعامل مع مختلف التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وإجراء حوارات أمنية صينية - أفريقية على جميع المستويات، لا تهدف فقط إلى الحفاظ على الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي، ولكن أيضًا إلى حماية السلامة الشخصية لمواطني الصين وأفريقيا، لضمان بناء صداقة تقليدية بقوة من الإخلاص والصدق، ومواكبة العلاقات الصينية الأفريقية التي تواكب العصر وتتطور بشكل مبتكر.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号