بقلم ون سه

خبيرة في السياسة الدولية

1 يناير 2022 / شبكة الصين / حققت الصين خلال عام 2021 العديد من الإنجازات في شتى المجالات، يتصدر هذه الإنجازات النمو الاقتصادي الذي حقق نموا محليا ودوليا إيجابيا وذلك على الرغم من كل الصعوبات التي شهدها العالم إثر جائحة كوفيد-19 ليكون الاقتصاد الصيني الوحيد في العالم الذي لم يحقق انكماشا خلال الجائحة. كما قامت الصين ببذل كل جهودها من أجل تحقيق هدفها في الناتج المحلي الإجمالي والذي كانت قد حددته سابقا بحوالي 6% لكن كانت المفاجأة الاقتصادية في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021 بوصول هذه النسبة إلى 9.8% وذلك من خلال اتباع مختلف الجهود في الإصلاح والتنمية عالية الجودة وبتميز الاقتصاد الصيني بالمرونة وتطبيق التكنولوجيا الفائقة ورفع سلاسل التوريد والصناعة. كما تميزت الصين أيضا في العام الماضي بتطوير المحطة الفضائية الصينية في مدار حوالي 400 كيلومترا فوق الأرض، كما سجلت رقما قياسيا في "الشمس الاصطناعية"، ووجود قائمة صينية مهمة لأهم المصانع المتطورة والذكية ذات الريادة الصناعية في العالم.

شهدت الصين خلال عام 2021 احتفالات مميزة وأهمها الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني والتي عرضت مشوار النضال والنجاح الصيني طوال قرن كامل، حيث تلاقى في 2021 "الهدفان المئويان" للكفاح وأطلقت الصين "المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل" كما قطعت خطوات عملاقة في مشوارها التنموي لتصل إلى نقطة البحث عن التنمية عالية الجودة وليس تحقيق التنمية فحسب، وهو ما جعل الرئيس الصيني شي جين بينغ يفتخر بشعبه وانجازات بلاده خلال كلمة التهنئة التي ألقاها عشية عام 2022 مؤكدا على أن البلاد تسير "الآن بمعنويات عالية وبخطوات واسعة على الطريق نحو تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية".

اعتمد النجاح الصيني في مختلف القطاعات على خطط اقتصادية محكمة أهمها التوجه إلى دعم الأسواق المحلية الاستهلاكية وتطبيق خطط تنموية محددة وهادفة في مختلف المناطق سواء منها المدن أو الأرياف، كما تهدف الصين في سياساتها إلى ضمان تحسين المستوى المعيشي لكل سكانها والحفاظ على الإنجازات التي تمّ تحقيقها وخاصة فيما يخص هدف الأمة وهو "القضاء على الفقر المدقع"، حيث أعلنت الصين في بداية 2021 على إخراج حوالي 800 مليون شخص من الفقر المدقع على مر السنوات السابقة، كما ساهمت السياسات الصينية في توفير حياة رغيدة لمواطني المناطق الريفية، من خلال تحسين إستراتيجية الحضرنة وتوفير مواطن شغل ودعم المشاريع الصغرى ومتناهية الصغر، وتخصيص دورات تدريبية خاصة للسكان المحليين لكل المناطق الريفية لتأطير قدراتهم من أجل الاستخدام المُحكم لثرواتهم المحلية، بالإضافة إلى تعزيز شبكات الانترنت في هذه المناطق ودعم التجار الالكترونية للمواد المحلية.

سجلت الصين في عام 2021 رقما قياسيا في الإنتاج السنوي للحبوب والذي وصل إلى أكثر من 650 مليون طن وذلك بفضل التوجه الأساسي نحو ضمان الأمن الغذائي وتنفيذ سياسات داعمة للقطاع الفلاحي في البلاد وتحفيز كل المزارعين من أجل الإنتاج الفعّال وتخصيص مبالغ هامة لدعم تنمية الأراضي الزراعية وتخصيص تمويل مركزي بحوالي 2.8 مليار يوان صيني لحماية التربة السوداء، كما رفعت الصين الحد الأدنى لأسعار القمح وقامت بتقديم دعم مادي لتشجيع الفلاحين وزيادة حماسهم في الإنتاج في كامل تراب البلاد.

وبالإضافة إلى الإنجازات المحلية، سجلت الصين أيضا أهدافا مهمة على المستوى الدولي خلال العام المنصرم، من خلال التعاون الدولي عبر مبادرة "الحزام والطريق"، وتطوير اللقاحات والتعاون الدولي في مجال الصحة حيث أصبحت الصين الدولة التي وفرت أكبر عدد من اللقاحات للخارج وهو ما ساهم بصفة كبيرة في مكافحة الوباء من خلال تقديم اللقاحات إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وتعزيز التعاون والتبادل التجاري مع مختلف دول العالم بمفهوم المنفعة المشتركة للجميع.

 إن الإنجازات الصينية تعود بالنفع على المستوى المحلي وأيضا على المستوى العالمي، وكل هذه النتائج الإيجابية التي لا يمكن حصرها هي وليدة سياسة وإدارة محكمة وتوافق كبير بين مختلف القوميات الصينية الـ56 وبين مختلف المناطق والجهات، وهذا التنوع جعل الصين قاطرة اقتصادية وأيضا أيقونة عالمية في شتى المجالات يفتخر بإنجازاتها الحكومة والشعب وهو ما أشار إليه شي جين بينغ من خلال تأكيده على أن "الصين صامدة ومزدهرة تملك شعبا محبوبا ومحترما وتطورا سريعا وقضايا متوارثة ومتواصلة"، آملا تحقيق المزيد من الإنجازات الأخرى خلال عام 2022 وأهمها النجاحات الرياضية العالمية وخاصة الأولمبياد الشتوية والبارالمبياد الشتوية في بكين وتحقيق المزيد من النجاحات "للمهمة الصينية في الفضاء الشاسع".

برهنت الصين خلال السنوات الماضية على أن الجدية في العمل وتطبيق السياسات المحكمة تحقق نجاحا استثنائيا في شتى المجالات حيث إن "العمل الدقيق يولد الطموح الكبير"، لكن لا يزال أمام الصين المزيد من العمل وخاصة أن البلاد تسعى إلى توفير حياة رغيدة على نحو شامل لكل مواطنيها وتحقيق تنمية عالية الجودة في مختلف المجالات.