25 نوفمبر 2021 /شبكة الصين/ تقع مدينة رايونغ على بعد أكثر من 100 كيلومتر جنوب شرق العاصمة التايلاندية بانكوك، وهي قاعدة صناعية مهمة في تايلاند. وتوجد في المنطقة الأساسية من "الممر الاقتصادي الشرقي" الذي أنشأته الحكومة التايلاندية. وتقع حديقة رايونغ الصناعية التايلاندية الصينية، التي أُسست عام 2006، في هذه المنطقة. وباعتبارها واحدة من أولى مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني في الخارج، فإن حديقة رايونغ الصناعية التايلاندية الصينية ليست شاهدًا على التطور النشط للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والآسيان فحسب، بل هي أيضًا مشارك ومستفيد من التعاون المربح للجانبين بين الصين والآسيان.

وعند دخول المنطقة الصناعية التي تظلها سماء زرقاء وتكسو أرضها خضرة يانعة، تستقبلك صفوف مباني المكاتب والمصانع. وفي الوقت الحاضر، اجتذبت الحديقة الصناعية أكثر من 170 شركة تصنيع صينية وأكثر من 30 شركة خدمات داعمة للاستثمار في تايلاند، مما وفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل بالمنطقة المحلية، وعزز بشكل فعال التنمية الاقتصادية المحلية ونمو العمالة. وشركة هيميل "Himile" (تايلاند) المحدودة التي دخلت الحديقة الصناعية في عام 2014، هي إحدى هذه الشركات.

وشركة هيميل (تايلاند) هي إحدى الشركات العاملة خارج الصين والتابعة لمجموعة هيميل الصينية لتصنيع قوالب إطارات السيارات. وقال المدير العام للشركة تشيو جين ليانغ، إن دول الآسيان تمتلك موارد مطاطية وفيرة، ويعمل معظم زبائنهم في دول الآسيان. ولم يكن استثمار شركتهم في تايلاند لبناء المصانع قريبًا من الزبائن فحسب، بل ليمتد تأثيرها أيضًا في سوق جنوب شرقي آسيا.

وفي ورشة الشركة، تقوم آلة النقش بحفر اللوحة الجانبية للإطار وفقًا لخطة تصميم الإدخال المسبق. وأوضح تشيو جين ليانغ أن هذه معدات خاصة طُورت وصُنعت بشكل مستقل بواسطة شركتهم، بمستوى عالٍ من الأتمتة. ويمكن تدريب عامل على تشغيل 4 آلات بمفرده في وقت واحد.

وقال المدير العام للشركة إن إنتاجهم ومبيعاتهم حققا في السنوات السبع الماضية متوسط نمو سنوي قدره 60%. وفي عام 2020، وصلت طلبات المصانع إلى قيمة 200 مليون يوان، وصُدرت 80% من المنتجات إلى أوروبا والولايات المتحدة، ووُردت 20% منها لمصانع إطارات السيارات في تايلاند. وأضاف تشيو جين ليانغ أنه على الرغم من تفشي الجائحة محليا هذا العام، وكان لزيادة أسعار المواد الخام وتكاليف النقل تأثير أكبر، لكن الشركة حافظت على الأداء نفسه كما في العام الماضي من خلال إجراء تعديلات مثل التحسينات الداخلية وتحسين العمليات.

ويشعر تشيو جين ليانغ بتفاؤل بشأن آفاق تطوير الشركات في تايلاند، ويعتقد أن الصين والآسيان قريبتان من بعضهما بعضا وأن المزايا الاقتصادية ستكمل بعضها بعضا، وستتحسن الآفاق بشكل أفضل. وبعد دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ في العام المقبل، سيكون كل من شراء المواد الخام والمعدات ومبيعات المنتجات أسرع وستنخفض التكاليف.

وقال تشاو بين، الرئيس التنفيذي لشركة تنمية حديقة رايونغ الصناعية التايلاندية الصينية المحدودة، إن الحديقة الصناعية نشأت ونمت في التربة الخصبة لتنمية التعاون الشامل بين الصين والآسيان، خاصة بعد طرح مبادرة "الحزام والطريق"، دخل تطوير الحديقة في المسار السريع.

وأضاف الرئيس التنفيذي أنه من خلال إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والآسيان واتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي تدخل حيز التنفيذ قريباً، سيُعزز التعاون بين الصين والآسيان بشكل أكبر. ويعتقد أن حديقة رايونغ الصناعية ستستمر في الاضطلاع بواجبها المهم المتمثل في إنشاء منصة تعاون القدرات الإنتاجية بين الصين وتايلاند، وتوسيع تخطيط سلسلة التوريد العالمية، ومساعدة الشركات الصينية على التطور في تايلاند والآسيان، وبناء أكثر منصة عالية جودة للتعاون الدولي في مجال القدرات في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

وحديقة رايونغ الصناعية ليست سوى صورة مصغرة للتنمية الشاملة والمتعمقة للتعاون بين الصين والآسيان. ومنذ إقامة علاقة الحوار في عام 1991، تطورت العلاقات بين الصين والآسيان لتصبح بين أكثر الشركاء الاستراتيجيين شمولا وجوهرية وذات منفعة متبادلة، فضلاً عن كونها النموذج الأكثر نجاحًا وديناميكية للتعاون الإقليمي، مما جلب فوائد ملموسة للشعب من كلا الجانبين.

وفي عام 2020، أصبحت الآسيان أكبر شريك تجاري للصين، وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للآسيان لمدة 12 عامًا متتالية، كما يتطور التعاون الاستثماري الثنائي الاتجاه بقوة. وحتى نهاية يونيو من هذا العام، تجاوز إجمالي الاستثمار التراكمي المتبادل بين الصين ودول الآسيان 310 مليارات دولار أمريكي، وأصبحت الآسيان وجهة الاستثمار الأجنبي الرئيسية للصين ومصدرًا للاستثمار الأجنبي المباشر.