بقلم ون سه

خبيرة في السياسة الدولية

23 نوفمبر 2021 / شبكة الصين / شهدت الصين حدثا سياسيا هاما في الفترة الممتدة ما بين 8 و11 نوفمبر 2021، والمتمثل في الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني،حيث تحظى هذه الجلسة في كل دوراتها باهتمام كبير من قبل الأوساط الصينية نظرا لأهمية السياسات والقرارات المُعلن عنها إثر الجلسات والتي تهتم بالخطط الاستراتيجية للبلاد في مختلف مجالات. وتُعتبر الدورة الكاملة السادسة مهمة في مسار الحزب والبلاد، حيث تم خلالها تقييم مسيرة نضال الحزب خلال السنوات المائة السابقة، ونجاح مساره الحالي رغم تأثيرات وباء كوفيد-19 والذي تسبب في تحديات وخسائر جسيمة في كل دول العالم.

حضر هذه الدورة الكاملة السادسة أعضاء لجنة الحزب المركزية وأعضاء اللجنة الدائمة للجنة فحص الانضباط المركزية بالإضافة إلى عدد من المسؤولين من مختلف الوحدات والجهات الأخرى. وقد ألقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة الحزب المركزية، خطابا رئيسيا في هذه الدورة كما قدم تقرير عمل بتكليف من المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية.  وبعد الاستماع ومناقشة هذا التقرير، أجازت الدورة الكاملة "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام" و"قرار عن عقد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني". وأرى أنه يمكن تلخيص أهم ما أشادت به الدورة الكاملة حول أعمال المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية منذ انعقاد الدورة الكاملة الخامسة للجنة الحزب المركزية الـ19، إلى ثلاث نقاط بارزة وهي:

- التجارب التاريخية في كفاح الحزب وتعزيز دور الاشتراكية

منذ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني في 1921، ظل الحزب يكافح من أجل تحقيق عدة إنجازات للأمة الصينية، والتي تمّ تحقيقها في قرن من الزمن في مسيرة الحزب، والتي يمكن وصفها بـ"الإنجازات العظيمة الصينية"، فالحزب بدأ نضاله ضد الإمبريالية والإقطاعية والرأس مالية البيروقراطية ليصل إلى هدفه التاريخي من خلال التحرر الشعبي وتأسيس جمهورية الصين الشعبية. ثم واصل الحزب الشيوعي الصيني مسيرته الناجحة بهدف تحقيق المزيد من النجاحات للأمة الصينية باتباع الاشتراكية من أجل تحقيق "النهضة العظيمة للأمة الصينية". إذ تحولت الصين من بلد فقير يعاني من العديد من المشاكل الاجتماعية والتنموية إلى "قاطرة" تسير نحو القمة على جميع الأصعدة. حيث أقامت الصين منذ 1978 سياسة الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي بهدف مزيد تطوير البلاد وانفتاح القطاعات على العالم، ثم واصل الحزب اتباع عدة سياسات إصلاحية لتنمية البلاد على مر السنوات السابقة، وصولا إلى "صَيننة" الماركسية واستراتيجية "الخطوات الثلاث" التنموية والمتمثلة في بناء الصين وتحويلها إلى دولة ابتكارية بحلول عام 2020، وقائدة دولية في مجال الابتكار بحلول عام 2030، وجعل الصين قوة عالمية في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي بحلول عام 2050 ثم بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

 -الإنجازات الهامة في كنف الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد

يسعى الحزب الشيوعي الصيني من خلال روح الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، إلى وضع الانسان وخاصة المواطن الصيني في المقام الأول، وذلك من خلال تطوير هذه الاشتراكية بصورة علمية تتماشى أكثر مع تطورات العصر، والمضي قُدما من أجل تحقيق أبرز الأهداف لتحقيق نهضة الأمة الصينية وهو الهدف المئوي الأول والمتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتم تحقيق ذلك من خلال تطبيق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية واتباع خطط واضحة ومتعمقة من أجل تحقيق القضاء على الفقر المدقع في كامل التراب الصيني، حيث وضعت الصين العديد من المخططات من أجل تحقيق الرخاء وتحسين الظروف المعيشية لجميع سكان البلاد، كما تم وضع نموذج سياسي واقتصادي يخدم خطة الصين والحزب للقضاء على الفقر، ليتم الإعلان عن انتشال حوالي 800 مليون شخص من تحت خط الفقر، وتم وضع سياسيات مستقبلية للحفاظ على استقراره الاقتصادي. بالإضافة إلى نجاح هذه السياسة (الاشتراكية ذات الخصائص الصينية) في توحيد كل الشعب الصيني تحت راية "صين واحدة" بالإضافة إلى تعميق التنوع الثقافي لمختلف القوميات الصينية، والإنجازات الصينية التي لا تُحصى ولا تُعد على جميع الأصعدة سواء كانت اقتصادية أو علمية أو اجتماعية.

-أهداف الحزب المستقبلية

أكدت الدورة الكاملة على أن أهم أهداف الحزب الشيوعي الصيني تتمثل في مواصلة التمسك بروح الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" ومفهوم التنمية العلمية، وتطبيق أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، ومواصلة تعميق الإدراك لقانون ممارسة السلطة للحزب الشيوعي وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري. بالإضافة إلى العزم على تحقيق قضايا القرون المقبلة للأمة الصينية، وتطبيق فلسفة تنموية تتمحور حول الشعب، من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات في مسيرة جديدة بالعصر الجديد.

تُذكّر الصين والحزب الشيوعي الصيني في كل المناسبات بتاريخ نضال الحزب والشعب الصيني وكيفية وصول البلاد إلى هذا المستوى الرائد اقتصاديا واجتماعيا وعلميا، ويأتي ذلك من خلال إصرار الحزب على تحقيق مصير الشعب حيث"غيّر كفاح الحزب الممتد لمائة عام بشكل جذري مستقبل ومصير الشعب الصيني". وكما تؤكد الصين على المضي قُدما من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات خلال المئوية الثانية للحزب الشيوعي الصيني والتي تُراهن خلالها البلاد على "تحويل الصين إلى دولة اشتراكية قوية في شتى النواحي".