16 نوفمبر 2021 /شبكة الصين/ كشفت وزارة الإيكولوجيا والبيئة الصينية في 11 نوفمبر الجاري أن الصين والولايات المتحدة أصدرتا "إعلان جلاسكو المشترك بين الصين والولايات المتحدة بشأن تعزيز العمل المناخي في عشرينيات القرن الـ21". 

واتفق الجانبان على إنشاء "مجموعة عمل حول العمل المناخي المعزز في عشرينيات القرن الـ21" لتعزيز التعاون والعمليات متعددة الأطراف بشأن تغير المناخ بين البلدين.

وأوضح شيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص لشؤون تغير المناخ، أن الإعلان المشترك يذكر التزام الصين والولايات المتحدة بالعمل معا والعمل مع الأطراف الأخرى لتعزيز تنفيذ اتفاقية باريس. مضيفا أن الطرفين تعهدا ببذل الجهود في هذا الصدد، بما في ذلك زيادة الجهود في إطار اتفاق باريس، وتعزيز العمل المناخي، والتعاون لتحديد التحديات والفرص ذات الصلة والاستجابة لها.

وقال شيه "الإعلان المشترك يقترح كذلك تدابير محددة للصين والولايات المتحدة لتنفيذ إجراءات محلية لتعزيز التعاون الثنائي وتعزيز العمليات المتعددة الأطراف". مشيرا إلى أنه في مجال تغير المناخ، يوجد إجماع بين الصين والولايات المتحدة أكثر من الخلافات ولديهما إمكانات تعاون واسعة وتأمل الصين أن يساهم هذا البيان المشترك في نجاح المؤتمر.

وفي بيان الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، تم تقييم "الإعلان المشترك" على أنه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"، بينما قال تيمومانس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي، إن الصين والولايات المتحدة وجدتا أرضية مشتركة بشأن أكبر تحد يواجه البشرية اليوم.

ووفقا للتقارير السابقة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية (WMO)، كانت السنوات العشر الماضية هي الأكثر احترارا على الإطلاق. كما أصدرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة تقريرا في أغسطس من هذا العام جاء فيه أن "الأنشطة البشرية كان لها تأثير كبير لا رجعة فيه على الاحتباس الحراري والظواهر الجوية القاسية المتكررة".

وقال شيه تشن هوا إن الصين والولايات المتحدة تعتقدان أن عشرينيات القرن الحادي والعشرين ستكون عقدا حاسما، ويجب اتخاذ إجراءات أقوى، "لأننا نرى أن التهديدات والتحديات الحالية لتغير المناخ ليست قضايا مستقبلية، بل قضايا حقيقية وخطيرة".

وذكر "بصفتنا دولتين رئيسيتين، يجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا، لذلك نعمل معا، ويجب على الصين والولايات المتحدة أن تتعاونا، ويجب أن نعمل مع جميع الدول وجميع الأطراف للعمل بشكل مشترك لمعالجة تغير المناخ".

ونص "الإعلان المشترك" بوضوح على أن الصين والولايات المتحدة تخططان لتعزيز وتسريع العمل المناخي والتعاون بهدف تضييق الفجوة جنبا إلى جنب، ومع الدول الأخرى وفقا للظروف الوطنية المختلفة. وفي المستقبل، سيعمل الطرفان على تعزيز التعاون بشأن الإطار القانوني والمعايير البيئية المتعلقة بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتعظيم الفوائد الاجتماعية لانتقال الطاقة النظيفة.

وقال بان جيا هوا، نائب مدير اللجنة الوطنية للخبراء بشأن تغير المناخ "قدمت جميع الأطراف مساهماتها المحددة وطنيا لعام 2030 إلى أمانة اتفاقية باريس، فهل يمكن تنفيذها؟ هذا العقد بالغ الأهمية، وهذه البداية الجيدة، أظهرت الصين والولايات المتحدة تقدما جيدا جدا للعالم، وحتى تأثيرا فعالا".

وأصبح الميثان أيضا أحد النقاط الرئيسية في التعاون بين الطرفين. فقد أوضح "الإعلان المشترك" أن البلدين يخططان للتعاون لتعزيز قياس انبعاثات الميثان؛ حسب الاقتضاء، قبل المؤتمر الـ27 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فإن التدابير الإضافية لتعزيز التحكم في انبعاثات الميثان سوف تتم صياغتها على المستويين الوطني ودون الوطني.

ويرى بان جيا هوا أن "الإعلان المشترك" له ترتيب هادف للغاية من الإجراءات والتدابير للتعاون في مجال تغير المناخ، وقال "الميثان هو ثاني أكبر غازات الدفيئة إلى جانب ثاني أكسيد الكربون، وهو مرتبط باحتراق الطاقة الأحفورية، لذلك فإن إدراج الميثان سيؤدي حتما إلى تعزيز تنفيذ أهداف اتفاق باريس".

مضيفا أنه من حيث معايير وأنظمة حوكمة المناخ، من المهم أيضا أن تتمكن الصين والولايات المتحدة من اقتراح بعض المعايير المعيارية بشكل مشترك لتنفيذ عملية أهداف المحايد الكربوني.

وفي الوقت نفسه، يخطط الجانبان لإنشاء "مجموعة عمل حول العمل المناخي المعزز في عشرينيات القرن الـ21". وقال شيه تشن هوا إن مجموعة العمل ستجتمع بانتظام للاستجابة لأزمة المناخ وتعزيز العمليات المتعددة الأطراف، مع التركيز على تعزيز إجراءات محددة في هذا العقد.

وأشار شيه إلى أنه "إذا أردنا التعاون، يجب أن تكون لدينا آلية، ويجب أن نكون عمليين وليس شفهيا فقط، فمجموعة العمل المشتركة الحالية بشكل أساسي لحل الإجراءات التي يجب أن يتخذها الجانبان قبل عام 2030، ونحن نعمل معا لتعزيز العملية متعددة الأطراف". متسائلا عن نوع التعاون الذي ينبغي تنفيذه.

فستعقد مجموعة العمل هذه أول اجتماع لها في النصف الأول من العام المقبل، فيما يتعلق بما يرغب كلا الجانبين في تطويره، فإن نظام الطاقة والميثان وحماية الغابات وما إلى ذلك، يجري الجانبان التعاون العملي بشكل مشترك. 

ومن خلال مجموعة العمل المشتركة، سيكون الجانبان أقرب إلى بعضهما البعض، وستكون الأعمال أكثر واقعية. وعلاوة على ذلك، من خلال العمل، هناك أمل في أن يتمكن الجانبان من التعاون مع جميع الأطراف، والعمل معا لمواجهة تحديات تغير المناخ.