الصفحة الأولى | حجم الخط  

مساهمات الصين في مواجهة التحديات العالمية ودورها في تعزيز أهداف الأمم المتحدة

arabic.china.org.cn / 14:00:00 2021-10-28

بقلم ون سه *

28 أكتوبر 2021 / شبكة الصين / يُعتبر تاريخ 25 أكتوبر 1971 تاريخا مميزا بالنسبة للصين، خلاله أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 2758 والذي يؤكد على استعادة جمهورية الصين الشعبية لمقعدها المشروع في المنظمة والاعتراف بممثلي حكومة الصين كممثلين شرعيين ووحيدين في الأمم المتحدة، وذلك بأغلبية ساحقة من خلال تصويت 76 دولة منها 13 دولة عربية، وبذلك استعادت الصين منذ ذلك التاريخ جميع حقوقها المشروعة وفتحت حقبة أعمق في تعاونها مع الدول العربية التي آمنت بأهمية الصين منذ عقود.

احتفلت الصين في هذا التاريخ المميز من العام الجاري بالذكرى الـ50 لاستعادة جميع حقوقها داخل منظمة الأمم المتحدة كما كانت فرصة لمراجعة ما قامت به الصين تجاه العالم، فخلال العقود الماضية، سعت الصين إلى مواصلة التمسك بأهداف المنظمة وقدمت مساهمات مهمة للأمن والسلام في العالم، وتتجسد هذه المساهمات خاصة في إرسال الصين لأكبر عدد من قوات حفظ السلام مقارنة ببقية الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، حيث أرسلت الصين أكثر من خمسين ألف جندي لحفظ السلام إلى حوالي 30 بعثة تابعة للأمم المتحدة حول بقاع العالم، كما راهنت الصين على تنفيذ عدة اتفاقيات إطارية ومخططات أممية بكل جدية، من أهمها سعي الصين الدائم إلى تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، لترفع الصين عاليا السلامة البيئية والأيكولوجية أمام تحديات الصناعة والاستهلاك، وتقيم خططا محلية تهدف إلى توسيع المساحات الخضراء في البناء وتطبيق تقنيات جديدة صديقة للبيئة بالإضافة إلى اتباع لوائح وقوانين صارمة في البلاد لحماية البيئة وحماية التنوع البيولوجي.

كما قامت الصين بالتأكيد على أهمية التعاون العلمي في جميع المجالات وخاصة القطاع الصحي وذلك منذ انتشار وباء كوفيد-19، حيث أظهرت الصين في ظل هذه الأزمة أن التعاون والتبادل هو الاختيار الأصحّ لمقاومة الأوبئة في العالم. لقد اتخذت الصين القرارات الأنسب وبسرعة قصوى إثر ظهور الفيروس من أجل مقاومة تفشيه، وهو ما جعلها أكثر الدول نجاحا في هذه المعركة، ثم توجهت إلى تبادل خبراتها مع مختلف دول العالم، وتقديم مساعدات طبية إليها، انطلاقا من المستلزمات الطبية الوقائية وصولا إلى اللقاحات، حيث أن الصين كانت سبّاقة ورائدة في "مد يد العون" في هذه المعركة العالمية ضد الوباء، من خلال تقديم أكثر من مليار ونصف جرعة من اللقاحات لبرنامج "كوفاكس" والذي يأتي في إطار مساعدات أممية لمختلف دول العالم، بالإضافة إلى إقامة مراكز إقليمية مختصة في إنتاج اللقاحات في عديد من الدول، وإرسال الوفود الطبية الصينية التي توجهت إلى مختلف الدول لتعزيز الخبرات في كيفية الحماية من الوباء.

أظهرت الصين نجاحا باهرا في أهم تحديات التنمية المستدامة في العالم، ألا وهو القضاء على الفقر المدقع، وقد أصبحت الصين "بطل" هذه المعركة، حيث نجحت في إخراج حوالي 800 مليون شخص من بؤرة الفقر، وذلك لا يخدم الصين فحسب، بل يخدم بنسبة كبيرة هدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول القضاء على الفقر المدقع وبناء مستقبل مستدام بحلول عام 2030. وقد حققت الصين هذا النجاح من خلال الخطط والسياسيات الموجهة في البلاد، بدأت بالقضاء على الفقر في الأرياف الصينية، ثم وضعت هذه الخطط برامجا تنموية حتى لا تتأثر هذه المناطق بأي تحديات وتمنع عودتها إلى خط الفقر من جديد، وقد أكد الرئيس الصيني في يوليو 2021 خلال الاحتفال بمئوية الحزب الشيوعي الصيني "توصلنا إلى حل تاريخي لمشكلة الفقر المدقع في الصين، ونحن نمضي بخطوات واثقة نحو الهدف المئوي الثاني المتمثل في تحويل الصين إلى دولة اشتراكية حديثة قوية في شتّى النواحي"، وهو ما يبرز إصرار الصين على مواصلة نجاحاتها في هذا التوجه الذي تسعى إلى تحقيقه الخطط الإنمائية للأمم المتحدة.

خلال عرض أمثلة واضحة للتعاون العالمي من أجل بناء"مجتمع عالمي أفضل"، لا بدّ من التطرق إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ منذ 2013، والتي نالت إقبالا وانضماما واسعا من قبل 141 دولة و32 منظمة دولية. تقوم هذه المبادرة بتعزيز مبادئ التنمية العالمية وتحقيق التعاون المشترك بين الصين ومختلف بقية الدول، لتصبح المبادرة الصينية مثالا واقعيا لمبادئ منظمة الأمم المتحدة، وتطبيقا ملموسا للربح والتعاون المشترك بين دول العالم. وبالإضافة إلى هذه المبادرة التي تجمع العالم في "خريطة تنموية" واحدة، تسعى الصين إلى تعميق تعاونها مع مختلف الدول في شتى المجالات، حيث تقوم بتعزيز علاقاتها مع الدول المتقدمة والدول النامية على حد سوى، وتدفع إلى مساعدة الدول النامية والبحث في كيفية حل مأزق التنمية في هذه الدول من خلال تعزيز التنسيق مع الأمم المتحدة لدعم تطبيق مبادرة التنمية العالمية.

تسعى الصين منذ استعادتها مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة إلى تعزيز التعاون مع بقية دول العالم ملتزمة بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وقد أكد الرئيس الصيني خلال الذكرى الخمسين لهذه الاستعادة، أن بلاده تتعهد بتعزيز التنسيق مع المنظمة العالمية من أجل "مرحلة جديدة من التنمية العالمية المتوازنة والمنسقة والشاملة"، وأعتقد أن هذا ما يحتاج إليه العالم في عصر طغت عليه الحمائية وعقلية "التنافس والحروب"، خاصة بعد الأزمة التي خلّفها وباء كوفيد-19، والتي أكدت للجميع أن القوة وحدها لن تكون الحل الأنسب وقت الشدائد.


*خبيرة في السياسة الدولية 

 


 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号