22 أكتوبر 2021 / شبكة الصين / قال الدبلوماسي السنغافوري الرفيع السابق كيشور محبوباني، إن الغرب يعتقد أن الصين يجب عليها نسخ نموذجها، وهذا افتراض خاطئ، لأن الصين لديها حضارة أكثر مرونة وقوة وثقة، والغرب بحاجة ماسة إلى فهم ذلك.

ونقلت وكالة الأنباء الصينية عن كيشور محبوباني، وهو أيضا العميد المؤسس لكلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، قوله في مقابلة حصرية مع موقع "تشاينا بلاتفورم" الألماني إن الصين الصاعدة لن تتبع خطى الولايات المتحدة وتسعى إلى الهيمنة لأن الصين تركز على تحسين حياة 1.4 مليار شخص في البلاد بدلاً من التورط في حروب غير ضرورية.

وفي حديثه عن اعتبار الدول الغربية الولايات المتحدة شريكا ديمقراطيا والصين تحديا وتهديدا، قال الدبلوماسي السنغافوري بصراحة إن هذا المفهوم غير صحيح. وأشار إلى أن الصين من أقدم الحضارات في العالم، وهي ظلت متقدمة على العالم خلال أكثر من 4 آلاف عام في تاريخها الطويل. وتخلفت فقط في العصر الحديث عن الغرب لنحو 200 عام، ولكن كانت هذه المرحلة الأخيرة فترة قصيرة جدا. 

ويرى كيشور محبوباني أن عبارة "الحرب الباردة الجديدة" خاطئة. وخلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عُزِلَ المعسكران الشرقي والغربي عن بعضهما البعض. واليوم، ترتبط الصين والولايات المتحدة بشكل وثيق في المجال الاقتصادي. وأشار إلى أن هناك بالفعل الكثير من الألاعيب الجيوسياسية في الوقت الحاضر، لكن عالم اليوم بالفعل في حالة من الاعتماد المتبادل، ومن الضروري التعامل بشكل مشترك مع التحديات العالمية المتزايدة، مثل فيروس كورونا وتغير المناخ.

وأكد الدبلوماسي السنغافوري أن الصين الصاعدة لن تتبع خطى الولايات المتحدة. ويعتقد أن الصين لا تريد تغيير العالم بطريقة "تبشيرية"، ولن تُقحم نفسها في حروب غير ضرورية مثل العراق أو سوريا. و"هذا لأنها مشغولة بما يكفي، وتريد التركيز على تحسين حياة سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة".

وفي حديثه عن التوقعات الخاصة بسياسة الحكومة الألمانية المقبلة تجاه الصين، قال كيشور محبوباني إن الانفعالات هي أكبر سوء فهم عند التعامل مع الجغرافيا السياسية. ويجب على ألمانيا تجنب سوء الفهم هذا. و"في السنوات العشر الماضية، تضاعف السوق الصيني ثلاث مرات، ويتعين ألا تنسى ألمانيا المكان الذي فيه تُباع السيارات الألمانية."

وشغل الدبلوماسي السنغافوري السابق منصب الممثل الدائم لسنغافورة لدى الأمم المتحدة كرئيس دوري لمجلس الأمن، وقد صدر كتابه الأخير "المنافسة الصينية الأمريكية والخيار الاستراتيجي" وترجمته إلى اللغة الألمانية.