13 أكتوبر 2021 /شبكة الصين/ تُعقد المرحلة الأولى من المؤتمر الخامس عشر لأطراف "اتفاقية التنوع الأحيائي" للأمم المتحدة (كوب-15) حاليا في مدينة كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان جنوب الصين. وأشاد خبراء من نيبال وتايلاند ودول أخرى ببناء الحضارة الإيكولوجية في الصين خلال مقابلات حصرية أجراها معهم مراسلون من وكالة أنباء شينخوا، وأعرب الخبراء عن اعتقادهم بأن الصين قد حققت نتائج ملموسة وملهمة لحماية التنوع الأحيائي العالمي، وتحدوهم تطلعات كبيرة بشأن الأهداف المقبلة للمؤتمر.

وقالت أكانكشا كاتري، مسؤولة الطبيعة والتنوع الأحيائي بالمنتدى الاقتصادي العالمي في مقابلة أُجريت معها مؤخراً عبر وسيلة اتصال مرئي، إن مفهوم الحضارة الإيكولوجية الذي اقترحتها لصين هو أيضا موضوع هذا المؤتمر، والمفهوم موجه نحو المستقبل وهو مفهوم متقدم للغاية.

وأضافت أن "كوب-15 يرسل إشارة إلى جميع أصحاب المصلحة في العالم بأن الجميع يجب عليهم إدراك أن البشرية تواجه أزمة في الطبيعة والتنوع الأحيائي، ويتعين عليهم التحرك. وتعمل الصين جاهدة لتحويل المدن إلى نموذج أكثر ملاءمة للطبيعة، وهذا عمل موجه نحو المستقبل."

ويرى كريشنا براساد أولي، وبرابهو بداتوكي، الخبيران في مجال الحماية البيئية اللذين عملا في السابق مع لجنة التخطيط الوطنية في نيبال، أن جهود الصين لبناء الحضارة الإيكولوجية ستساعد في حماية التنوع الأحيائي العالمي.

ومارس أولي التدريس في بعض الجامعات الصينية. وقال إن الصين في طليعة العالم من حيث حماية التنوع الأحيائي واستعادة النظم الإيكولوجية. وازداد عدد المحميات الطبيعية في الصين وتوسعت مساحة الغطاء الغابي، وأصبحت المناطق الصحراوية خضراء، كما زاد عدد حيوانات الباندا العملاقة البرية والأفيال الآسيوية.

وقال بداتوكي إن بناء الحضارة الإيكولوجية مهم للغاية لحماية التنوع الأحيائي، وفي ظل موجهات مفهوم الحضارة الإيكولوجية، تولي الصين أهمية كبيرة لتعويض فقدان التنوع الأحيائي وتعزيز الحماية الإيكولوجية.

وفي مقابلة مع مراسل وكالة أنباء شينخوا، قال باثر، نائب الأمين العام لـ"مكتب الموارد الطبيعية والسياسة البيئية والتخطيط" التابع لوزارة الموارد الطبيعية والبيئة في تايلاند، إن الصين قد حققت نتائج ملموسة وملهمة في قضية الحفاظ على التنوع الأحيائي العالمي. وأضاف باثر إن الصين تغلبت على الآثار السلبية لتفشي جائحة كوفيد-19 في أنحاء العالم، وأوفت بجدية بالتزامات الدولة المضيفة، مما جسد إرادة الصين القوية وتصميمها على تعزيز التنوع الأحيائي وحماية البيئة الإيكولوجية.

وأشار باثر إلى أن الصين بذلت خلال السنوات الأخيرة جهودا متواصلة لحماية التنوع الأحيائي وتعزيز التعاون بين الأقاليم، وقال إن الحكومة الصينية أكدت أنها بينما تطور الاقتصاد بقوة، فإنها تضع في الاعتبار أيضا حماية البيئة الطبيعية والتنوع الأحيائي، وهو أمر ذو أهمية مرجعية للدول النامية بما في ذلك تايلاند. وأضاف أن "الصين نفذت وراكمت ثروة من أعمال الحفاظ على التنوع الأحيائي واستعادته على جميع المستويات، بما في ذلك إنشاء بنوك البذور. وبالإضافة إلى ذلك، نفذت الصين أيضا خطة لاستعادة الغابات، مما أدى إلى زيادة مستمرة في المساحة الغابية. ولا يفضي هذا الجهد إلى الحفاظ على التنمية المستدامة للتنوع الأحيائي في الصين فحسب، بل له أيضا تأثير إيجابي على استدامة التنوع الأحيائي في العالم." وأعرب عن إعجابه بريادة الصين في حماية التنوع الأحيائي، وقال "نأمل في التعلم أكثر من تجربة الصين، وفي الوقت نفسه نكون مستعدين لتقاسم تجارب تايلاند الناجحة مع الصين في أي وقت".

ويتطلع الخبراء الذين أُجريت معهم مقابلات صحفية أيضا إلى النتائج الإيجابية التي يمكن لجميع الأطراف تحقيقها خلال كوب-15 لتعزيز الحفاظ على التنوع الأحيائي الدولي. وقال تشو وي شنغ، الأستاذ في جامعة ريتسوميكان اليابانية وعميد المعهد الدولي لبحوث الاقتصاد والبيئة والطاقة المعروفة اختصاراً بـ(3E)، إن التنوع الأحيائي شرط ضروري للحفاظ على التنمية البشرية المستدامة. ومنذ العصور القديمة، كانت لدى الصين فكرة "الانسجام بين الإنسان والطبيعة"، التي تدعو إلى التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وتؤكد على روح التنوع الأحيائي. و"الإطار العالمي للتنوع الأحيائي لما بعد عام 2020" الذي سيُستعرض ويُتخذ قرار بشأنه خلال كوب-15 سوف يكون له تأثير كبير على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن الأراضي والمحيطات والمناخ وغيرها.

وقالت آنا إليس ديماركيز، المستشارة التشريعية للتنمية الحضرية والريفية والبيئية بمجلس المقاطعة الفيدرالية البرازيلية والمديرة السابقة للمعهد البرازيلي للموارد المتجددة للتنوع الأحيائي والاستخدام المستدام للغابات إن كوب-15 سيناقش ويصوغ بعض الأهداف الأساسية، مثل التخفيف من فقدان التنوع الأحيائي والحد من السلالات الغازية. وترتبط هذه الأهداف بسلسلة من القضايا المهمة التي تواجه البشرية في سياق تفشي جائحة كوفيد-19، مثل التنميةالاقتصاديةالعالمية، وجودة الحياة والقضايا الصحية لسكان العالم وغيرها.