بقلم وان سه

 خبيرة في السياسة الدولية

20 أغسطس 2021 / شبكة الصين / بمناسبة الذكرى السبعين للتحرير السلمي لمنطقة التبت جنوب غربي الصين، أقامت الصين يوم 19 أغسطس الجاري تجمعا حاشدا في مدينة لاسا، ووجّهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعدة جهات رسمية صينية رسائل تهنئة للمنطقة وسكانها.

كانت منطقة التبت تعاني من الفقر والتخلف ونقص في المياه الصالحة للشراب وعدم توفر البنية التحتية والصحية اللازمة للسكان. ومنذ التحرير السلمي للتبت عام 1951، توجهت الصين إلى تطوير المنطقة مع الحفاظ على مميزاتها الطبيعية والثقافية. وركّزت على تطوير المنطقة في جميع المجالات، لتراهن السياسات التنموية الصينية في التبت على تحقيق حياة كريمة لجميع السكان في شتى المناحي. وكان كل من التعليم والصحة وتنشيط المناطق الريفية في التبت من أولويات الحكومة الصينية، حيث تمت إقامة مخططات من أجل النهوض بالمنطقة على مختلف المستويات، لتحقق الصين نتائج ملموسة في التبت وتقوم بإخراج السكان من الفقر المدقع وتحسّن مستوى معيشتهم. حيث طبقت الصين خطة القضاء على الفقر في التبت، وحققت قفزة كبيرة في النظام الاجتماعي في المنطقة، كما ارتفع نصيب الفرد من الدخل القابل للصرف لسكان الريف في التبت إلى أكثر من 14 ألف يوان صيني في عام 2020، محققا بذلك زيادة تبلغ 12.7%؜ عن العام السابق ومحافظا على زيادة زوجية الأرقام على مدى 18عاما.

تتمتع التبت بمناظر طبيعية خلابة وبموارد طبيعية مميزة وفريدة، لذلك توجهت الصين إلى استغلال هذه المزايا الطبيعية وتطويرها من أجل النهوض بالمنطقة، حيث شهدت التبت تقدما في المستوى البيئي، لتصبح من بين المناطق العالمية التي تتمتع بأفضل بيئة إيكولوجية، وذلك من خلال إقامة لوائح وقوانين صارمة لحماية الثروات البيئية في التبت، واستثمار أكثر من 81 مليار يوان لحماية البيئة ضمن مخططات وطنية. وأصبحت التبت وجهة محلية وعالمية للسياح المهتمين بجمال الطبيعة، إذ توجد بها 11 محمية طبيعية علي المستوى الوطني وعدة مواقع طبيعية "ساحرة" ومجموعة من الحدائق الجيولوجية النادرة.

راهنت السياسات الصينية على حماية المناطق الحدودية للتبت، حيث يوجد بها شريط حدودي يبلغ طوله حوالي 4000 كيلومترا، ويوجد في المناطق الحدودية سكان عانوا سابقا من الفقر المدقع، لكن الصين أقامت في هذه المناطق سياسات مُحكمة للاهتمام بكل سكانها، وتم نقل الأسر الفقيرة في المناطق النائية إلى منازل جديدة مؤهلة وذلك ضمن برنامج إعادة التوطين في التبت. كما قامت الصين ضمن هذا البرنامج ببناء أكثر من 600 قرية حدودية تتمتع بجميع الأساسيات لتحقيق حياة أفضل للسكان، وتم توفير المياه النظيفة والكهرباء وشبكات الاتصال مع توفير الرعاية الصحية والتعليم لسكان هذه المناطق.

وعلى مدى سبعين عاما، قامت الصين بتطوير منطقة التبت، وعززت تمسك المواطنين بأراضيهم ومنطقتهم، من خلال دورات تدريبية وتسهيلات للمشاريع الصغرى، ومن خلال البحث عن التميز الفلاحي والزراعي لكل الأراضي، بذلك أصبح سعي سكان التبت يتمثل في تطوير أعمالهم الفلاحية دون التوجه إلى مناطق أخرى، وأصبحت الأراضي التبتية عبارة على "كنوز محلية" تساهم في توفير مورد عمل ورزق للسكان.

كما وضعت الصين خطة موجهة لتطوير البحث والتطوير في الزراعة وتربية الحيوانات في التبت، من خلال إنفاق أكثر من 60% على هذه المجالات من إجمالي استثمارات البحث والتطوير في التبت. وتم توفير المعدات الحديثة والتدريبات اللازمة للفلاحين من خلال توجيه علمي متطور وتقنيات حديثة لتطوير الزراعة والفلاحة في التبت. وبذلك حققت المنطقة قفزة كبيرة في المحاصيل الفلاحية عالية الجودة، ويتم توزيع هذه المنتجات الفلاحية خارج التبت من خلال تسهيل التجارة الالكترونية وتوفير قاعدة لوجستية تسهل وصول المنتوجات إلى كامل التراب الصيني.

عملت الصين على مدى السبعين عاما على الحفاظ على المعتقدات الدينية والثقافية لسكان المنطقة، واحترام طقوسهم الدينية التقليدية، لتصبح التبت الآن منطقة "مخضرمة" بين روح الثقافة التقليدية والتطور في كنف انسجام اجتماعي آمن.