بعد 70 عاماً من تحريرها السلمي تظهر التبت بملامح جديدة arabic.china.org.cn / 16:37:53 2021-08-11
كتب ــــــــ يحيى مصطفى 11 أغسطس 2021 / شبكة الصين / احتفلت منطقة التبت الواقعة فى جنوب غربي الصين هذا العام بالذكرى السبعين لتحريرها السلمى الذي قاد منطقة الهضبة الصينية لتحقيق الوحدة والتقدم والتنمية وتشكيل التبت الاشتراكية الجديدة. وبالتأكيد فإنه لدى المواطنين في التبت الكثير للتعبير عن فرحتهم به مع إحساس قوي إلى حد كبير بالكسب والسعادة والأمن. وما حققته منطقة الهضبة لم يكن من الممكن تصوره قبل عام 1951. وبفضل سلسلة من الأحداث التاريخية، أصبحت نهضة منطقة التبت وتنميتها حقيقة واقعة ولا يمكن تجاهلها. وقد مهد التحرير السلمى للتبت فى عام 1951، والاصلاح الديمقراطى فى عام 1959، وتأسيس منطقة التبت الذاتية الحكم فى عام 1965 الطريق أمام هذه التنمية الملحوظة فى المنطقة، والتحسينات التي طرأت على حياة الناس من كافة المجموعات العرقية هناك .وقد تجاوز إجمالي الناتج المحلي للمنطقة 190 مليار يوان (حوالي 29.6 مليار دولار أمريكي) في عام 2020، مقابل 129 مليون يوان في عام 1951. ويُعد القضاء على الفقر المدقع في المنطقة خلال العام الماضي أحد الأمثلة الباهرة على التقدم التاريخي الذي أحرزته التبت تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان على مدى السنوات السبعين الماضية. وقد بلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل السنوي القابل للتصرف للذين خرجوا من براثن الفقر في التبت 10 آلاف يوان (حوالي 1555 دولاراً أمريكياً). وشهدت التبت تطورات في تنشيط مناطقها الريفية لضمان الحفاظ على النتائج الإيجابية في القضاء على الفقر المدقع. وشهدت المنطقة نمواً مزدوج الرقم في نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف للسكان الريفيين لمدة 18 سنة متتالية. ومع قفزات تاريخية في التنمية، فقد تمتع المواطنون في التبت بحياة أفضل كثيراً. ولم يعد أولئك الذين تخلصوا من الفقر يشعرون بقلق إزاء احتياجاتهم من الغذاء والكساء والسكن والتعليم والرعاية الطبية. وتوفر المنطقة 15 عاماً من التعليم المجاني، وأنشأت نظاماً للمساعدة المالية للطلاب تدعمه 40 سياسة مساعدة مالية، ويغطي جميع مراحل التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة إلى التعليم العالي. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تمت حماية الثقافة التقليدية ووراثتها بشكل فعال، ويحمي القانون دراسة اللغة التبتية وهي مستخدمة بالفعل على نطاق واسع في المنطقة، وتحسنت الرعاية الطبية والصحية بشكل كبير، وتشهد منطقة الهضبة تقدماً إيكولوجياً ملحوظاً منذ تحريرها، حيث استثمرت 12.7 مليار دولار أمريكي في حماية البيئة حتى عام 2020 وأصبحت واحدة من مناطق العالم التي تتمتع بأفضل بيئة إيكولوجية. والحقيقة التي لا جدال فيها هي أن التحرير السلمي في عام 1951 كان نقطة تحوُّل في تاريخ التنمية الاجتماعية بالتبت. وألغى الإصلاح الديمقراطي في عام 1959 نظام العبودية الإقطاعي الذي استمر قروناً في التبت. وقبل التحرير السلمي، لم تكن هناك طرق مرور سريع في التبت، واقترب طول الطرق السريعة حالياً من 120 ألف كيلومتر في المنطقة إلى جانب خطوط السكك الحديدية والمطارات الحديثة التي أُنشئت بعد التحرير. وزاد عدد سكان التبت من مليون و230 ألف نسمة في عام 1959 إلى 3 ملايين و500 ألف نسمة في عام 2019، حيث يشكل المواطنون من عرقية التبت أكثر من 90 في المائة من إجمالي سكان المنطقة. وبلغ متوسط العمر المتوقع في التبت رقماً قياسياً حيث سجل 71.1 عام في عام 2020، وهو ضعف الرقم في عام 1951. وشهدت المنطقة انخفاضاً قياسياً في معدل وفيات الأمهات عند الولادة حيث تقلص إلى 48 وفاة لكل 100 ألف امرأة ومعدل وفيات الرضع إلى 7.6 وفاة لكل 1000 رضيع. وتتميز منطقة التبت اليوم بالوحدة العرقية والانسجام الديني والاجتماعي. وتحظى حرية الاعتقاد الديني بحماية كاملة وجميع الأديان والطوائف متساوية في المنطقة، وهناك 1787 موقعاً لممارسة الأنشطة البوذية التبتية وأكثر من 46 ألف راهب وراهبة مقيمين في التبت. وتقام الأنشطة الدينية التقليدية بشكل طبيعي .وتوجد بالمنطقة 4 مساجد لخدمة 12 ألف مسلم محلي، وكنيسة كاثوليكية تخدم أكثر من 700 من أتباعها. وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات المدهشة فإن بعض القوى الخارجية المناهضة للصين غضت الطرف عمداً عن هذا التقدم الملحوظ. وعلاوة على ذلك، ظلت تواصل استخدام القضايا المتعلقة بالتبت للتدخل في الشؤون الداخلية للصين وهي محاولات يائسة لعرقلة التنمية السلمية للصين وسيكون مصيرها الفشل. وتثبت كل الأدلة التاريخية والأثرية منذ العصور القديمة أن التبت جزءاً لا يتجزأ من الصين، والمجموعة العرقية التبتية عضواً في مجتمع الأمة الصينية وتتقاسم معه مصيراً مشتركاً. وأكدت الصين وقادتها مراراً أنهما لن يسمحا أبداً بأي تدخلات أجنبية خبيثة بأي شكل من الأشكال في الشؤون الدينية للمنطقة ولن يسمحا أيضاً لأي شخص بتخريب استقرار وازدهار المنطقة، تحت ستار الحرية الدينية أو حقوق الإنسان أو أي ذريعة أخرى. وأكدت وثيقة صينية صدرت في 22 مايو الماضي بعنوان "التبت منذ عام 1951: التحرير والتنمية والازدهار" أن كل التجارب منذ التحرير أثبتت أنه بدون ضمان الأمن القومي، لا يمكن حماية المصالح الأساسية للمجموعات العرقية في التبت، ومن غير توفر بيئة اجتماعية مستقرة، لن تكون هناك تنمية اقتصادية أو ثقافية أو بيئية إيكولوجية، ولا يمكن ضمان حق الشعب في حياة مستقرة وسعيدة. وتشير هذه الوثيقة بجلاء على عزم الصين الراسخ بشأن الحفاظ على الاستقرار باعتباره الشرط الأساسي لتحقيق التنمية واستدامتها في منطقة الهضبة الصينية.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |