6 أغسطس 2021 /شبكة الصين/ أصدر النائب الجمهوري مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي تقريرًا في 2 أغسطس الجاري، يزعم فيه أن "هناك أدلة كافية على تسرب الفيروس من معهد ووهان لعلم الفيروسات في وقت ما قبل سبتمبر 2019." ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في 3 أغسطس، قائلا إن التقرير الأمريكي ذي الصلة استند بالكامل إلى أكاذيب ملفقة وحقائق مشوهة، ولا يمكنه تقديم أي دليل، ولا يتمتع بمصداقية علمية على الإطلاق. وتأتي تصرفات أعضاء الكونغرس الأمريكي المعنيين من باب المصلحة الذاتية السياسية فقط للافتراء على الصين وتشويه سمعتها. وفي نظر أصحاب البصيرة في المجتمع الدولي، فإن ترويج الولايات المتحدة لـ"نظرية التسرب المختبري" بشأن فيروس كوفيد-19، لم يتوصل إليها بحث علمي صارم، ولكنه هجوم سياسي على الصين ممزوج بمصالح ذاتية.

ونشر العالم الأرميني المعروف بنيامين بوغوسيان مقالاً بصحيفة "صوت أرمينيا" في 24 يوليو الماضي بعنوان "هل المصالح الجيوسياسية الضيقة أهم من محاربة الجائحة معًا؟". وذكر المقال أن موضوع تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد أصبح جزءًا مهمًا من الحرب الإعلامية الأمريكية ضد الصين، والغرض منه ليس تتبع مصدر الفيروس، ولكن لإثارة المشاعر المعادية للصين، ثم لتحقيق أهداف واشنطون الجيوسياسية الضيقة. وقد تدخل هذا النهج للولايات المتحدة بشكل مباشر في المعركة المشتركة ضد الجائحة من قبل جميع دول العالم. ودعا المقال أرمينيا والدول الأخرى في العالم إلى عدم التناقض مع اهتماماتها الفعلية بالوقاية من الجائحة، ورفض تلبية احتياجات الولايات المتحدة.

وذكرت مقالة بوغوسيان أن جائحة كوفيد-19 انتشرت في أوائل عام 2020 بجميع أنحاء العالم وكان ذلك اختبارًا قاسيًا لجميع دول العالم، حيث عانت جميع البلدان تقريبًا من خسائر اقتصادية وبشرية فادحة. وفي المرحلة المبكرة من تفشي الجائحة، كانت الصين الدولة الأكثر معاناة، ولكن بفضل الجهود الموحدة للشعب الصيني في جميع أنحاء البلاد والكفاح المشترك ضد الجائحة، حققت الصين نتائج مهمة في مكافحتها. وعلى عكس نجاح الصين، عانت الولايات المتحدة من فشل كامل في مكافحة الجائحة، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص المصابين بكوفيد-19 بسبب شلل النظام الطبي والظلم الاجتماعي. ويختلف أداء الصين والولايات المتحدة في مكافحة الجائحة بشكل كبير وأصبح ذلك محط اهتمام الناس من جميع مناحي الحياة في الولايات المتحدة. وفي نظر بعض الناس بالولايات المتحدة، أن ذلك تسبب في القلق من أن بلادهم ستفقد هيمنتها على العالم. وقد أصبح هذا أيضًا بمثابة "التربة" الخصبة بالنسبة للولايات المتحدة لإيجاد الأعذار لفشلها في مكافحة الجائحة وتشجيع الرأي السخيف القائل بأن "فيروس كورونا المستجد نشأ بالصين". وفي الواقع، فإن للولايات المتحدة تاريخا طويلا من الدعاية المعادية للصين، والاتهامات الكاذبة ضدها موجودة في كل مكان، وتحاول واشنطون إقناع حلفائها الرئيسيين بالانضمام إليها في حملتها المعادية للصين.

وأشار المقال إلى أن الولايات المتحدة عندما نشرت دعايتها الكاذبة، أظهرت تصرفات الصين واجباتها ومسؤوليتها كقوة دولية. وعلى الرغم من أن "نظرية منشأ فيروس كورونا المستجد في الصين" لا أساس لها من الصحة، إلا أن الصين وافقت على استقبال مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية في أوائل عام 2021 والسماح لهم بزيارة معهد ووهان لعلم الفيروسات وأماكن أخرى لإجراء البحوث. وبعد تحقيقات دقيقة، أصدر فريق خبراء منظمة الصحة العالمية تقريرًا بحثيًا، ورأى أنه من المستبعد جدًا أن يكون المختبر هو مصدر تسرب فيروس كورونا المستجد. وعلى النقيض من ذلك، عندما واجه مختبر فورت ديتريك للفيروسات الشكوك نفسها، اختارت الولايات المتحدة الرفض والصمت. هل هذا هو الموقف والمسؤولية التي يجب أن تتحلى بها قوة دولية؟

وذكر المقال أنه في مواجهة هذه الجائحة، تحتاج البشرية جمعاء إلى حشد كل القوى. وفي الوقت الحالي، على عكس التطعيم الشامل في البلدان المتقدمة، لا يزال المليارات من الناس في البلدان النامية يعيشون تحت تهديد الفيروس. وفي ظل هذه الظروف، حرضت الولايات المتحدة الرأي العام المناهض للصين لتحقيق أغراضها الجيوسياسية الضيقة وتدخلت بشكل مباشر في العمل المشترك العالمي لمكافحة الجائحة. وينتهك هذا السلوك أيضًا مفاهيم العدالة وحقوق الإنسان التي تتشدق بها الولايات المتحدة نفسها. ومن الضروري أن تنهي الولايات المتحدة الحرب الإعلامية ضد الصين وأن تضع مكافحة الجائحة في المقام الأول.