التاريخ مرآة ليس سيفا.. مبدأ يجب اتباعه في تتبع منشأ الفيروسات arabic.china.org.cn / 09:19:25 2021-08-05
زو زي تاو* 5 أغسطس 2021 /شبكة الصين/ بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، استخدمت القوى المناهضة للصين في الولايات المتحدة والغرب ودول أخرى مسألة تتبع منشأ الفيروس لتشويه سمعة الصين في محاولة عبثية "لاستخدام الوباء لاحتواء الصين". وردا على هذه المؤامرة الشريرة، حذر علماء في الداخل والخارج أولئك الذين يخفون دوافع خبيثة من استغلال قضية تتبع منشأ الفيروس، معتبرين أن هذه القضية علمية وليست سياسية. وبالنظر إلى عشرات الآلاف من السنين التي تعايش فيها البشر مع الفيروسات، ليس من الصعب علينا أن نجد أن إمكانية تتبع الفيروسات ليست مجرد قضية علمية، ولكنها أيضا قضية تاريخية طويلة المدى. وفي ضوء ذلك، يجب أن يدعم أي عمل تتبع المعيار التاريخي، وأن يواجه التاريخ، ويفحص خصوصيات وعموميات الفيروس بناء على التاريخ، وأن يكون مسؤولا للغاية عن تاريخ البشرية. أولا، عملية تتبع الفيروسات مهمة تاريخية وليست موضوعا عابرا. فالطبيعة المنهجية لجمع الأدلة وتعقيد إثبات إمكانية تتبع الفيروس تجعل من العمل أمرا صعبا يستغرق حتما وقتا طويلا ولن يتم إنجازه بين عشية وضحاها. وقد تم تنفيذ إمكانية تتبع الفيروس لوباء عام 1918، وهو أكبر وباء لمرض معدي قبل تفشي كوفيد-19، لأكثر من مائة عام حتى الآن. ومع ذلك، لا يزال العلماء غير قادرين على تحديد أصل فيروس الإنفلونزا هذا. لذلك، يجب أن نواجه القانون التدريجي للاستكشاف العلمي ونحترمه، ونمنح المزيد من الوقت للبحث في إمكانية تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد. ويجب على المجتمع الدولي أن يتعامل بشكل صحيح مع العلاقة الأولية والثانوية بين الأولوية القصوى لمكافحة الجائحة والاستراتيجية طويلة الأجل للتتبع، وألا يسمح بتتبع زائفة يطغى عليها الضجيج لتعطيل جهود الوقاية من الوباء الهشة بالفعل. أما أولئك الذين لا يخشون الحتمية التاريخية سيصبحون بالتأكيد أضحوكة التاريخ. وذلك المرسوم السخيف "الإبلاغ عن منشأ فيروس كورونا المستجد في غضون 90 يوما" سوف لن يقيد أيدي وأقدام العلماء فقط، بل سيسمح للعلم الزائف أن يصبح شائعا، وفي النهاية سيوضع في قائمة العار في التاريخ. ثانيا، تحليل تتبع الفيروس يعد ملخصا للتاريخ، وينبغي الالتفات إلى النظرة العلمية للتتبع الفيروس تاريخيا. فغالبا ما يعتمد استكشاف علماء الفيروسات لنقطة بداية فيروس كورونا المستجد على الحالات الفردية. وحتى تحليل "البيانات الضخمة" النسبي لا يمكن أن يغطي جميع حالات كوفيد-19 التي كانت موجودة. لذلك، فإن أي تقرير علمي عن إمكانية التتبع هو في الواقع "ملخص" جزئي للتاريخ، ولا يمكن استخدامه كاستنتاج نهائي للإشارة إلى الأصل الدقيق لفيروس كورونا المستجد. وتتطلب العقلانية التاريخية أن نضيف بعناية كلمة "ممكن" عند إخبارنا بأصل الفيروس. ويجب على المجتمع الدولي أن يلتفت إلى وجهات النظر العلمية لتتبع الفيروس تاريخيا، ولا يحتاج إلى الإفراط في الحساسية تجاه "حالات كوفيد-19 المبكرة" أو ما يسمى بـ"المريض صفر". وقد يتم تحديث هذه العقد التي يدفعها الإدراك العلمي بالكامل في أي وقت وفي أي مكان. وبهذه الطريقة، قامت بعض القوى بتضليل "المريض صفر" و"الدفعة الأولى من عينات اختبار كوفيد-19". فهي ليست فقط ضد الحس السليم للعلوم الطبيعية، ولكنها أيضا غير متوافقة مع المنطق الأساسي للعلوم الاجتماعية، والتي يمكن أن يتم استدعاؤها الإجراءات المعادية للعلم. ثالثا، الهدف من تتبع الفيروس هو تاريخ الفيروس نفسه، ومن المهم جدا توضيح اثنان من القرائن التاريخية لـ"الفيروس" و"الوباء". وفيما يتعلق بمسألة تتبع منشأ الفيروس، يجب ألا يكون الاثنان متشابكين بشكل مفرط. وهذا يتطلب من المجتمع الدولي تتبع أصل الفيروس بدلا من بداية الجائحة، والقضاء على "افتراض الذنب" الذي ينتهك تاريخ الفيروس نفسه. وبمراجعة العلماء لعينات الدم المتبرع بها وجدوا أن فيروس كورونا المستجد انتشر في الولايات المتحدة في وقت مبكر من ديسمبر 2019. وحللت دراسات مماثلة عقدة الانتشار السابقة وخلصت إلى أن إيطاليا قد يكون فيها حالة أصلية من كوفيد-19 في أكتوبر 2019. وتشير هذه النتائج إلى أنه يجب الانتباه إلى انتشار الفيروس قبل تفشي الجائحة العالمية في أوائل عام 2020، ويجب ألا نخطئ الصين كنقطة انطلاق لتاريخ الفيروس نفسه لمجرد أن الصين كانت أول من دق ناقوس الخطر بشأن جائحة كوفيد-19. وفي الوقت نفسه، يجب أن يركز تتبع الفيروس على فلسفة تاريخ الفيروس نفسه، كما يدحض بشدة مغالطة ما يسمى بـ"كوفيد-19 سببه تسرب مختبري". ففي فبراير العام الجاري، صرحت مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية بعد تحقيقات منهجية أنه من المستبعد للغاية أن يكون فيروس كورونا المستجد سببه "تسرب مختبري". وهذا يعني أنه من المنظور التاريخي لتطور الفيروس نفسه، أنكر المجتمع العلمي وجهة النظر السخيفة القائلة بأن الفيروس تسرب من مختبر. لذلك لا ينبغي لأحد أن يفرض التاريخ غير الفيروسي على تاريخ الفيروس نفسه، واضعا العربة أمام الحصان، ناهيك عن العلم! وأخيرا، فإن الغرض الأساسي من إمكانية تتبع منشأ الفيروس ليس بأي حال من الأحوال تعقب الطاعون الأخير، ولكن لمنع "الطاعون التالي" بشكل أفضل. ويجب على البشرية جمعاء أن تستخدم التاريخ كمرآة بدلا من "استخدام التاريخ كسيف". ففيروس كورونا المستجد نشأ في الطبيعة وهو تفاعل مادي تاريخي بين الطبيعة والبشر. وبغض النظر عن حجم تأثيره العالمي، يمكن للبلدان والمجموعات فقط "الاستفسار" عن الفيروس، ولا ينبغي "المساءلة" بشأن الوباء. ومن ناحية أخرى، بالنظر إلى مستقبل تاريخ الحضارة الإنسانية، فإن تراكم إمكانية تتبع منشأ الفيروس سيتعامل بشكل أكثر فاعلية مع انتشار السلالات المتحورة، ويوفر بيانات تاريخية قيمة لتعميق البحث والرصد. وهذا هو سلمنا التدريجي للحماية من "الطاعون القادم". ويلتزم المجتمع الدولي بمواصلة تعزيز إمكانية تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد والعمل المشترك لبناء جدار كبير لضمان الصحة والسلامة بين البشر والفيروس. ----------------------- *طالب دكتوراه في قسم التاريخ بجامعة شانغهاي
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |