3 أغسطس 2021 /شبكة الصين/ تعرضت أجزاء متعددة من أوروبا لأمطار غزيرة وفيضانات، مما تسبب في وقوع إصابات وخسائر في الأرواح والممتلكات. وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتري تاراس، إن تغير المناخ سيؤدي إلى المزيد من الكوارث الطبيعية والطقس المتطرف.

وتغير المناخ تحد عالمي يتطلب من جميع البلدان اتخاذ تدابير مشتركة لمواجهته. وكهيئة اقتصادية مهمة في العالم، ترسل الصين والاتحاد الأوروبي إشارات إيجابية بشأن التعاون في مواجهة تغير المناخ، مما سيساعد البشرية على مواجهة تحديات المناخ والبيئة على المستوى العالمي، وبناء عالم نظيف وجميل بشكل مشترك.

ومن أجل تعزيز التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن تغير المناخ، لعبت آلية التبادل رفيعة المستوى بين الجانبين دورا رائدا. ففي قمة الفيديو لقادة الصين وفرنسا وألمانيا التي عقدت أوائل يوليو الماضي، أعربت الصين عن استعدادها للعمل مع الجانب الأوروبي لضمان أن يحقق المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية كونمينغ بشأن التنوع البيولوجي والمؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ يحققان نتائج إيجابية. 

وأعربت كل من فرنسا وألمانيا عن رغبتهما في مواصلة التواصل مع الصين بشأن قضايا مواجهة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي.

وفي قمة الفيديو لقادة الصين وفرنسا وألمانيا التي عقدت في أبريل الماضي، اتفق قادة الدول الثلاث على تعزيز الحوار بشأن سياسة المناخ والتعاون في مجال التنمية الخضراء، وجعل الاستجابة لتغير المناخ ركيزة للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وفي سبتمبر 2020، قرر اجتماع عبر الفيديو لقادة الصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي إقامة حوار صيني أوروبي رفيع المستوى بشأن البيئة والمناخ وتأسيس شراكة صينية أوروبية خضراء.

وأشار محللون إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي شريكان استراتيجيان شاملان وقوتان مستقلتان في عالم اليوم. ومن الأهمية بمكان أن ينسق الجانبان مواقفهما وإجراءاتهما بشأن القضايا العالمية الكبرى مثل تغير المناخ.

ولدى الصين والاتحاد الأوروبي العديد من الرؤى المشتركة، كما أظهروا تصميما مشتركا في معالجة تغير المناخ وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويأخذ الجانبان قضية تغير المناخ على محمل الجد، وخاصة جهودهما لتحقيق حياد الكربون، الأمر الذي سيعزز بقوة العمل الدولي ضد تغير المناخ.

وفي عام 2020، اقترحت الصين أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ذروتها قبل عام 2030، والسعي جاهدة لتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2060. كما اقترحت المفوضية الأوروبية خطة لمواجهة تغير المناخ هذا العام، بهدف خفض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتعد الصين وأوروبا مكملتين لبعضهما البعض بشكل كبير في مجال الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة. حيث تتمتع أوروبا بمزايا تكنولوجية، بينما تتمتع الصين بسوق كبيرة. والأهم من ذلك، أن الجانبين يدركان أن معالجة تغير المناخ تتطلب تعاونا دوليا.

وصرح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مؤخرا أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين أمر أساسي واستراتيجي، وليس خيارا، فهو خيار ضروري. مضيفا أن على الاتحاد الأوروبي والصين تطوير علاقة قوية وصادقة من شأنها أن تصب في مصلحة الطرفين. مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتعزيز التعاون مع الصين بشأن تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي.

وقد حقق التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي فوائد ملموسة للجانبين. وبالنظر إلى المستقبل، فإن التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة الجديدة والتمويل الأخضر آخذ في الصعود، وتستقبل الشراكة الخضراء فرصا جديدة.