بقلم وان سه

 خبيرة في السياسة الدولية

2 أغسطس 2021 / شبكة الصين / توجهت الصين منذ عقود إلى الانفتاح الدائم على الخارج وذلك من خلال التعريف بدبلوماسيتها الخاصة التي تتميز باحترام الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والاحترام المتبادل لسياسات الدول باختلافها، لكن هناك بعض الدول والساسة الذين توجهوا إلى "اللعب" بخطوط وملفات تعتبرها الصين شؤون داخلية ولا تسمح بالتدخل فيها مهما كان الأمر، من بينها مقاطعة تايوان، والتي تُعتبر جزءا لا يتجزأ من الصين، مثلها مثل هونغ كونغ وماكاو وشينجيانغ.

تحاول الولايات المتحدة من حين لآخر الضغط على الصين باحثة على أي تشويش داخلي لكسر مشوار نجاح القاطرة الصينية، وذلك من خلال التدخل في شؤون لا تعنيها وعدم احترام مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، هذا المبدأ القائم على الاعتراف بكيان واحد متمثل في جمهورية الصين الشعبية بنظامها الاشتراكي مع الحفاظ على النظام الرأسمالي للمناطق الثلاث وهي هونغ كونغ وماكاو وتايوان. هذا المبدأ يهدف إلى الحفاظ على ازدهار هذه المناطق بنظامها الاقتصادي الخاص مع خضوع النظامين (الاشتراكي والرأسمالي) تحت حكم دولة واحدة تهدف إلى استقرار كل المناطق ألا وهي الصين. وكل ذلك يوفر خاصية تتميز بها الصين ومناطقها ذاتية الحكم، حيث تتمتع هذه المناطق ومن بينها تايوان بنمط حياة يتماشى مع سكانها سواء ثقافيا أو اقتصاديا.

تسعى الصين منذ إجماع "صين واحدة" لعام 1992 إلى تطوير مقاطعة تايوان وذلك من خلال رابطة ومؤسسة التبادل بين المضايق في تايوان مع البر الرئيسي الصيني مع الحرص على التزام "الجانبان بمبدأ صين واحدة"، ورغم محاولة الصين تعزيز وتوضيح أهمية هذا النظام والمبدأ لكل دول العالم، إلا أن البعض يحاول التضييق على نجاح هذه المنظومة الفريدة، وخاصة الولايات المتحدة وبعض من حلفائها الذين يسعون إلى التدخل في الشؤون الصينية الداخلية وعدم احترام سيادة الأراضي الصينية، من خلال محاولة التعامل مع تايوان على أساس أنها ليست جزءا تابعا للصين، والتواصل المباشر العسكري أو الدبلوماسي مع تايوان، وهو ما تقوم به الولايات المتحدة دائما، وهو ما لا يخدم ازدهار المنطقة ولا استقرار وسلامة مواطنيها.

إن كل المحاولات الخارجية لهدم النجاح الصيني وزعزعة استقرارها الأمني والاقتصادي في كامل مناطقها مآله الفشل وخاصة أن الصين تؤكد تمسكها بأمن هذه المناطق وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتشويش على هذا التماسك، حيث يؤكد المسؤولون في الصين أن هذه المحاولات هي "مجرد وهم محكوم عليه بالفشل المحتوم"، كما أن موضوع استقرار هذه المناطق تحت قيادة البر الرئيسي الصيني يتم التطرق إليه في كل خطط الحكومة الصينية والخطابات الرسمية للرئيس الصيني، حيث أكد شي جين بينغ في خطابه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في الأول من يوليو 2021، أن "حل قضية تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الكامل للصين مهمة تاريخية" وأنه "لا ينبغي لأحد أن يقلل من العزيمة الكبيرة والإرادة الثابتة والقدرة القوية للشعب الصيني في الدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها".

إن كتب التاريخ أثبتت أن الشعب الصيني هو أول من قام بتنمية جزيرة تايوان وهو ما يفسر التمسك الصيني باستقرار هذه المنطقة وازدهارها. ومن أجل المزيد من الازدهار وسلامة الشعب عبر المضيق، لابد لكل القوى الخارجية والدول احترام مبدأ "صين واحدة ونظامان".