من أجل المصلحة العالمية.. على الولايات المتحدة الأمريكية التوقف على تسييس تتبع منشأ كوفيد-19 arabic.china.org.cn / 09:57:12 2021-07-27
بقلم وان سه خبيرة في السياسة الدولية
27 يوليو 2021 / شبكة الصين / منذ ظهور فيروس كوفيد-19 تبحث كل الدول والمنظمات في العالم عن أصل منشأ الفيروس، ولكن المشكل أنه منذ البداية استغلت بعض الجهات والدول هذا البحث لتقوم بتسييسه وخاصة الولايات المتحدة الأمريكيةالتي استغلت ملف الفيروس لمحاولة "الضغط" على الصين، وحاولت "تقزيم" الدور الصيني في البحث الجاد في تتبع أصل الفيروس وتجاهل ما قامت به من مساعدات هامة تجاه شعبها والعالم لمكافحة تفشي الفيروس. إذ قدمت الصين يد المساعدة لكل دول العالم، فقدمت أيضا أكثر من 300 مليار كمامة و3.7 مليار بدلة واقية و4.8 مليار من أدوات الاختبار وكميات كبيرة من المواد الأخرى للوقاية من الجائحة، إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. كما قدمت الصين أكثر من 600 مليون جرعة من اللقاحات الخاصة بالفيروس، ودعمت تبادل الخبرات العلمية حول الفيروس واللقاحات مع دول العالم.
استغلت الولايات المتحدة الأمريكية منذ إدارة ترامب، موضوع الفيروس لتوجيه أصابع الاتهام إلى الصين من خلال الادعاءات بأن منشأ الفيروس والتشكيك في نجاعة الإجراءات التي اتبعتها الصين لمكافحة الفيروس. ومع تفاقم الحالة الصحية السيئة في الولايات المتحدة، تأكد الجميع أن التدابير الصينية لمكافحة التفشي هي الأكثر نجاعة في العالم، فانغمس العلماء في مواصلة تتبع منشأ هذا الفيروس الذي غيّر مسار العالم بأسره، وتوجهت منظمة الصحة العالمية إلى الصين لمواصلة البحث في خفايا هذا الفيروس اللعين. وقد استقبلت الصين فريقا من المنظمة في أواخر يناير 2021 لتتبع المنشأ العالمي للفيروس، واستبعد تقرير الفريق احتمالية تسرب الفيروس من مختبر ووهان للفيروسات، وبالرغم من ذلك، واصلت الولايات المتحدة الأمريكية التشكيك في هذه النتائج وطالبت بإعادة التدقيق مرة أخرى في المختبرات الصينية، وهو ما اعتبرته الصين ضغطا غير منطقي و"غطرسة" أمريكية.
في محاولات جدّية من قبل منظمة الصحة العالمية، حاولت المنظمة تتبع منشأ الفيروس في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتوي على عدد كبير من المخابر في العالم وأقدمها، لكن ردة الفعل الأمريكية كانت مفاجئة للغاية، وذلك إثر رفضها التعاون وعدم الرد مطلقا على التقارير التي تفيد بأن الحالات المبكرة لكوفيد-19 في الولايات المتحدة قد تكون حدثت قبل أول حالة أُعلن عنها رسميا، واتبعت الولايات المتحدة عدة أساليب ملتوية للتهرب من أي دليل ضدها في هذا الموضوع، كما واصلت سياستها الهجومية على الصين والمطالبة بالقيام بتدقيق جديد في المختبرات الصينية. لكن الأمر الذي لا يمكن للولايات المتحدة وغيرها من الدول الأخرى التشكيك فيه، هو مدى جدية الصين في التعامل مع الفيروس والتعاون مع دول العالم لمكافحته، في المقابل نرى مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية غطرستها التي أضرت بشعبها وببقية العالم، وكان من الأجدر على الإدارة الأمريكية التدقيق في أعمال المختبر الأكثر شبهة "فورت ديتريك" ومخابر أمريكية أخرى كانت "وصمة عار علمية" على البشرية منذ سنوات بعيدة وهي أكثر غموضا من المخابر الصينية.
لطالما أكدت الصين أنها تتعاون مع كل الجهات التي تعمل بجدية في الأبحاث العالمية حول منشأ فيروس كوفيد-19 بطريقة علمية ولكن دون تسييس القضية، حيث لا يمكن استعمال منطق القوة وادعاء "النزاهة المزيفة" وتظليل الحقيقة لتغطية الفشل، إذ يبدو أن هذا هو المنطق الأمريكي الدائم لمحاولة إبعاد أصابع الاتهام عنها والبقاء في حالة تجاذبات وصراعات.
لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تكون "الواعظ" العالمي والمتحدث باسم جميع الدول الأخرى وهي "تتخبط في دماء ضحايا غطرستها" وخاصة فيما يتعلق بكارثة العدوى إثر تفشي كوفيد-19 والتي كانت نتيجة تهاون السلطات الأمريكية وعدم التعامل الجدي مع الفيروس منذ البداية. وهذا أيضا ما أشارت إليه الصين خلال أول زيارة لمسؤول أمريكي منذ تولي بايدن الرئاسة، وهي زيارة ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، إلى مدينة تيانجين الصينية بداية من يوم الأحد 25 يوليو الجاري، وذلك لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية المتدهورة في السنوات الأخيرة. ورغم كل المحاولات الصينية لتجاوز الاتهامات الأمريكية غير المبررة في العديد من الملفات والدعوة إلى تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن الجانب الأمريكي يحاول بكل الطرق مواصلة الضغوطات على الصين، وهو ما لا يستطيع الوضع الاقتصادي والسياسي العالمي تحمله أكثر، إذ يحتاج العالم بعد هذه الأزمة الصحية الكبرى إلى تعاون دولي بدلا من التجاذبات والضغوطات غير المبررة.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |