الصفحة الأولى | حجم الخط  

مقالة خاصة: المزيد من العلماء يدعون إلى الكف عن تسييس أصول كوفيد-19

arabic.china.org.cn / 08:52:05 2021-07-14

بكين 13 يوليو 2021 (شينخوا) في الوقت الذي تسلط فيه حملات التطعيم العالمية الضوء على البلدان التي يكتنفها ظلام كوفيد-19، ألقى "فيروس سياسي" ناشئ بظلاله على أصول المرض.

فحتى صباح الثلاثاء، أصيب أكثر من 187 مليون شخص حول العالم بالفيروس، وفقد أكثر من 4 ملايين شخص حياتهم بسببه.

ومع ذلك، فإن بعض الساسة الغربيين الذين يعملون من أجل مصلحتهم الذاتية يلفقون نظريات المؤامرة وينشرون معلومات خاطئة حول أصول الفيروس القاتل، بما في ذلك فرضية التسرب المختبري التي سُئم الحديث عنها. وإن هذه الأفكار التي لا أساس لها من الصحة لا تفعل شيئا سوى تشتيت انتباه الباحثين الذين يكرسون أنفسهم لمعرفة كيف وأين بدأت العدوى.

وقد أعرب علماء في جميع أنحاء العالم عن معارضتهم للممارسات المتعلقة بتسييس أصول كوفيد-19.

-- سؤال مفتوح

لا يزال كيف ومتى وصل مرض فيروس كورونا الجديد إلى "المريض صفر" دون إجابة.

بدأت أدلة في الظهور على أن كوفيد-19 كان ينتشر في جميع أنحاء العالم في وقت أبكر من الإبلاغ عن العامل الممرض لأول مرة في مدينة ووهان بوسط الصين.

في منتصف يونيو، وجدت دراسة جديدة بشأن اختبار الأجسام المضادة أجرتها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، والتي حللت أكثر من 24 ألف عينة دم من جميع الولايات الأمريكية الخمسين في الفترة ما بين 2 يناير و12 مارس 2020، وجدت أدلة على ظهور حالات إصابة بسارس-كوف-2 في البلاد في وقت أبكر من التقارير الأولية، التي يعود تاريخها إلى أواخر ديسمبر 2019.

وفي أوائل يونيو، طلبت منظمة الصحة العالمية من فريق بحث إيطالي إعادة اختبار العينات التي كانت قيد دراسته. ففي نوفمبر الماضي، أفاد المعهد الوطني للسرطان في إيطاليا بأنه عثر على دليل على وجود أجسام مضادة لكوفيد-19 في دم أربعة أشخاص إيطاليين تم إجراء اختبار الكشف عن السرطان لهم في أكتوبر 2019، ما يعني أنهم كانوا قد أصيبوا بالفيروس في سبتمبر، في حين أن أول مريض معروف في إيطاليا اكتشفت إصابته بالعدوى في 21 فبراير 2020.

يعتقد دومينيك دواير، عالم الفيروسات الأسترالي في جامعة سيدني، أن الحيوانات هي على الأرجح مصدر كوفيد-19، ولكن سيظل من التسرع التوصل إلى استنتاج نهائي في الوقت الحالي، قائلا إنه "لم يتم "العثور" على أدلة وهي عملية قد تستغرق سنوات".

ويرى ديفيد فيدلر، الباحث في مجال الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز بحثي مقره واشنطن، أنه من الصعب أن نتوقع أن تكشف التحقيقات المتعلقة بأصل كوفيد-19 عن بيانات نهائية في أي وقت قريب، وفقا لتقرير نُشر في مجلة ((نيتشر)) العلمية في أواخر مايو.

وقال فيدلر إن مصدر معظم فاشيات الإيبولا لا يزال غامض، وقد قضى الباحثون 14 عاما في البحث عن أدلة على أن وباء السارس 2002-2004 نتج عن فيروس ينتقل من الخفافيش إلى قطط الزباد ثم إلى البشر.

-- اتباع العلم

في أواخر مارس، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا عن التتبع العالمي لأصول كوفيد-19، بعد دراسة مشتركة استمرت 28 يوما في ووهان أجراها 34 خبيرا من منظمة الصحة العالمية والصين.

قام الخبراء بتقييم احتمالية المسارات المحتملة، قائلين إن انتقال كوفيد-19 عبر مضيف وسيط هو أمر "من مرجح إلى مرجح جدا"، وعبر منتجات سلسلة الأغذية المبردة "ممكن"، وعبر حادث مختبري "مستبعد تماما".

ولدى وصفه التقرير بأنه "بداية مهمة للغاية"، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس "لم نعثر على مصدر الفيروس بعد، ويجب أن نواصل اتباع العلم ولا ندخر وسعا كما نفعل".

ومع ذلك، قام بعض الساسة الغربيين بطهي فرضية التسرب المختبري لإلقاء اللوم على الصين وإطلاق موجات مكثفة من المعلومات المضللة حول أصول المرض، والتي قوبلت بانتقادات من المجتمع العلمي.

فدانييل أندرسون، التي تتمتع بخبرة واسعة في أبحاث الفيروسات التي تنقلها الخفافيش، تعتبر العالمة الأجنبية الوحيدة التي عملت في مختبر (( بي إس إل-4)) عالي الأمان التابع لمعهد ووهان لعلم الفيروسات. زفي مقابلة مع ((بلومبرغ)) في يونيو، رفضت أندرسون نظرية التسرب المختبري، قائلة "إذا مرض الناس، فأفترض أنني كنت سأكون مريضة أيضا- وأنا لم أكن كذلك".

وقالت أندرسون أيضا إن لا أحد تعرفه في ذلك الوقت كان مريضا. "ذهبنا لتناول وجبات عشاء معا، ووجبات غداء. وتقابلنا خارج المختبر"، هكذا قالت عالمة الفيروسات، التي تشعر "بالدهشة إزاء الصورة التي ترسمها بعض وسائل الإعلام خارج الصين لهذا المختبر، والهجمات السامة على العلماء التي تلت ذلك".

علاوة على ذلك، صرح فلاديمير ديدكوف، نائب مدير العمل العلمي بمعهد باستور لبحوث علم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة، مؤخرا لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنه إذا تم التحقيق في فرضية الأصل الاصطناعي، فمن الضروري فحص جميع المختبرات العاملة مع فيروسات من هذا النوع، ليس فقط في الصين، وإنما أيضا في دول أخرى.

وأضاف قائلا إنه لا يستطيع توضيح مسألة أصول الفيروسات الجديدة سوى العلماء الذين يعتمدون على التعاون الدولي.

-- عرقلة سياسية

بعض الأفراد غير العلماء يسارعون إلى تلفيق الأدلة باسم العلم. فقد كلف الرئيس الأمريكي جو بايدن أجهزة الاستخبارات الأمريكية بإعداد تقرير عن أصول كوفيد-19 في غضون 90 يوما، بدلا من تقديم المساعدة لمنظمة الصحة العالمية وتسهيل البحث في جميع أنحاء العالم عن مصدر الفيروس، بما في ذلك في بلده.

ومن ناحية أخرى، يشعر العلماء بقلق متزايد إزاء عواقب الإدعاءات التي لا أساس لها من الصحة، والتي ستعوق العمل في مجال تتبع المنشأ وتقوض الاستعدادات للجائحة المقبلة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد 24 عالما دوليا بارزا مجددا اعتقادهم بأن مرض فيروس كورونا الجديد تطور بشكل طبيعى ولم يتسرب من مختبر، وذلك في رسالة نُشرت في مجلة ((ذا لانسيت)) الطبية.

وكتبوا يقولون إن "المزاعم والتخمينات لا تساعد، لأنها لا تسهل الوصول إلى المعلومات ولا تسهل إجراء تقييم موضوعي للمسار من فيروس تحمله الخفافيش إلى إلى أحد مسببات المرض لدى البشر، إذ أن فهم المسار قد يساعد في منع حدوث جائحة في المستقبل"، مشيرين إلى أن "تبادل الاتهامات لم ولن يشجع التعاون والتآزر الدوليين".

وذكر هيوم فيلد مستشار العلوم والسياسات للأعمال المعنية بالصين ومنطقة جنوب شرق آسيا بتحالف الصحة الإيكولوجية في نيويورك "إننى اتفق مع العديد من العلماء الذين يقولون إن تسييس العلم لا يساعد الجهود الحقيقية الرامية إلى تحديد أصول سارس-كوف-2، وكذا لا يساعد التعاون الجاري حاليا بين العلماء الصينيين والغربيين".

وقال فيلد لـ((شينخوا)) إن ذلك لا يفضي سوى إلى توليد "شك" و"عدم ثقة" من "الجانبين" ويقوض بشكل جوهري الجهود العالمية الموحدة اللازمة للتغلب على هذا الفيروس وهذه الجائحة.

وبالمثل ذكر ديدكوف أن تسييس هذا الموضوع يأتي بنتائج عكسية بحتة، داعيا زملائه إلى العمل معا لمعرفة سبب الجائحة بدلا من إلقاء اللوم على الصين دون دليل.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号